سيبقى ملف الطاقة مثل السّحر الأسود يصعُب فكّ طلاسمه الا إذا عرفنا وتكشّف لنا من المستفيد من كل هذه الجباية الظالمة للمواطنين والمشتركين والمستثمرين على حدّ سواء ، بالمناسبة ليس شرطاً أن تكون الدولة هي المستفيدة من هذه الجباية ربّما شلّة متنفّذين أو شخص واحد..
آخر فصول الاستفزاز وسرقة المواطن ،ما رشح عن توّجه حكومي لفرض رسوم على مستخدمي أنظمة الطاقة المتجدّدة ،ضمن نظام الشرائح الجديد بحيث سيقومون بتحميل القدرة الإنتاجية 2 دينار لكل كيلو..فإذا كنت تملك نظاماً شمسياً قدرته 10 كيلو ستصبح مقطوعيتك 20ديناراً بالإضافة إلى 6 دنانير المعتادة من رسوم نفايات وقراءة عداد ودينار تلفزيون وغيرها واذا كنت تملك نظاماَ ب5 كيلو شوف تكون مقطوعية فاتورتك 10+6 ، واذا كنت من ذوات العشرين كيلو ستدفع 46 ديناراً مقطوعية ..وبالتالي من يملك نظاماً شمسياً منزلياً صغيراً سيقوم بدفع ما متوسّطه 26 دينار كمقطوعية عقاباً له لأنه ساهم في توفير الطاقة على نفسه واستغنى عن الكهرباء المنتجة بالوقود الثقيل وبالتالي خفّف من الفاتورة النفطية التي يتباكون عليها ليل نهار ، وبالتأكيد ساهم دون قصد بتنظيف البيئة التي يتجّه العالم كله لسلامتها ويعقدون قمماً للمناخ ونشارك بها عبر الإتصال عن بعد إذا لم نتمكّن “بالفحج” إليهم..
نعم إنهم يسرقوننا ،يسرقون خبزنا،ويسرقون لحظة دفئنا، ويسرقون مصباح يضيء علينا أهدتنا إياه الشمس، نعم إنهم يسرقوننا بمنتهى البشاعة و الوقاحة والفجاجة ، بقيمة تعرفة كهربائية عالية جداً هي الأعلى بالمنطقة ، ويسرقوننا عندما يرفعون قيم الفواتير في شهور الشتاء الصعبة فتتضاعف القيمة إلى ثلاثة أضعاف ، يسرقوننا بتقسيم الشرائح الجديد..يسرقوننا بكل شيء، حتى لو فكّرت أن تتخلّص من “قرف” الفواتير و”قرف” شركات الكهرباء وتقوم بتركيب نظام شمسي تدفع ثمنه من جيبك الخاص وتلتزم بسداد ثمنه لسنوات ، تجتمع القوى المؤدلجة بالفولتية “من شركات كهرباء وهيئة تنظيم القطاع والوزارة” ليتكالبوا عليك ويفكروا بكيفية سرقتك جهاراً نهاراً فيضعوا رسوماً ثابتة عليك دفعها سواء استخدمت طاقتهم أم لم تستخدم…
لن نسكت على هذه السرقة المبتذلة مهما كان الثمن ، سنرفع قضايا بالمحاكم لنبطل هذه القرارات غير القانونية وغير الدستورية،وإذا لم ينصفنا القضاء..سنريكم كيف نستعيد ما سرقتموه منّا رويداً رويداً وأمام أعينكم.