صراحه نيوز – بقلم عبد الله اليماني
لقد جسد انهيار سد المعبر ما بين الأردن وسورية ( جابر) نهاية لـ سنوات عجاف وبداية مباركة لانطلاقة وبدء مرحلة جديدة من علاقات يعول عليها أبناء الشعبين الشقيقين بعد كسر الحصار. وقد رأينا مشاهد عفوية من الكتل البشرية الأردنية تتدفق نحو سورية شوقا لها قبل أجسادهم. تتدفق تحمل في ثناياها حنينا إلى ( الياسمين الشامي ) . ذي العطر النافذ الذي يعطر الأماكن والأزمان . انه جريان نهر المحبة الأردني إلى سورية وشعبها البطل . فتوقف جريان نهر المحبة بفعل فاعل .إذ تمكن أعداء الأمة من تغذية التفرقة بين البلدين والشعبين الشقيقين . فأشعل الأعداء النيران وتصاعد الدخان وشكل غمامة سوداء حجبت الرؤية وألحقت الضرر والإضرار في الإنسان والعلاقات الثنائية بين البلدين . وزرعوا التفرقة بيننا البين . فانتشرت الفتن كأنها نيران في الهشيم .والمستفيد من هذا الشرخ العدو الصهيوني . والضحية الأولى هو (المواطن العربي ). بعدما صوروا الحقيقة أنها أكاذيب ، فأصبح المظلوم هو الظالم والظالم مظلوم. لقد حمل الأردنيون إلى الإخوة السوريون رسالة أن (ما أصابكم أصابنا وأوجعنا ) . فلذلك عندما فتحت الحدود طارت الأجساد نحوك فرحا. والخطوة خطوات يسرعون الخطى نحو البيت الذي اشتاقوا إليه . ونبضات القلوب تزداد دقاتها .وحروف الحب أضاءت الأرض وحركت وجدان كل إنسان محب لأخيه الإنسان . لأنكم ساكني الوجدان .
توجهوا إليك كالسيل الجارف ، سيل بشري ( سيل رحمه ، لا سيل حقد ، وعداوة وغدر وخيانة وكراهية ) . من ( لا يحب سورية ) . لا يحب الحياة فوق تراب وطنه .( أحبوك كما يحبون أمهم ) . لقد شكلوا قوس (قزح ) . بدايته (الأراضي الأردنية ) ونهايته ( الأراضي السورية) . على شكل دائرة ( مطلعها عمان وآخرها دمشق ) . ألوان زاهية . سامحينا ما في ( اليد حيلة). لقد تقطعت بنا السبل جميعا ) . فنحن ( الشعب العربي يجمعنا الدم والمصير العربي المشترك الواحد ) . لـ ( تحيتك ) وتهنئة ( الشعب العربي السوري ) الذي انتزع النصر وافشل كل أنواع المؤامرات . انتصارك يثير الرعب لدى الذين خططوا ، إلى تفتيت سورية وجعلها (دويلات ) . خدمة للكيان الصهيوني . لكي يبقى الظلام يخيم على الشرق الأوسط . وشمس الأمن والاستقرار والازدهار لا تشرق عليه. حيث يعملون على إطفاء أضواء التكاتف والوحدة والتضامن العربي. وبقاء الدول العربية (مريضة ) . لا تجد علاجا شافيا رغم ما لديها من ثروات. هذا الوضع تسعى إلية أمريكا والدول الأجنبية. صانعي وتجار الأسلحة والمعدات الحربية لتسويق صناعاتهم العسكرية .
لهذا يحركون شرارة نيران الاقتتال فيما بين الاسره الواحدة . والمدينة والمحافظة والمكون السكاني والعمل على تغذية الاقتتال والتفرقة لتبقى النيران مشتعلة . في الحرب التي تعرضت لها سورية استعمل الإرهابيون شتى أنواع الأسلحة. وعبرها دمروا كل شيء ثابت ومتحرك . وأبرزها مفاصل الدولة الحيوية الصحية والمدرسية والطرق والمصانع والطاقة والكهرباء وهو عصب الدولة وحياة المواطنين . واستولوا على ( المنشآت النفطية ). والاتجار بمنتجاتها .
ومع بزوغ فجر جديد . ينطلق السوريون مرحلة جديدة وهي ( بناء سورية العز والفخار ) . سورية ( التحدي والإصرار والعزيمة ). معركة المعارك إعادة (الأعمار ). معتمدين على سواعد أبناء سورية ومرتكزين على ديمومة( الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني) . بعدما رفعوا رايات النصر فوق أراضيهم المخضبة بدماء الشهداء والجرحى الذين قدموا أغلى ما عندهم فصنعوا النصر . ويعيشون فوق أرضهم معززين مكرمين .
وبالمقابل معركة سورية لم تنته بعد . فالكل يدرك جيدا أنّ هُناك قِوى ظلاميه خارجيّة وداخلية لا تُريد يعود الاستقرار والأمن يعود إلى سورية . لا يريدون ذلك لأن سورية توقف في وجه المشروع الصهيوامريكي الرامي إلى (التبعية والهيمنة والوصاية الأجنبية. لذلك شنوا عليها الحرب المدمرة . لأنها لا تعترف بوجود الكيان الصهيوني كونه يحتل الأراضي الفلسطينية . وهذا السرطان الصهيوني يُشكّل تهديدًا مباشرا للأمة العربية وليس لـ (سورية وحدها ).
وضعنا الاقتصادي والمالي المتردي يتوجب على الحكومة الانفتاح على سورية. وذلك لمواجهة الحرب الاقتصادية التي تفرض علينا وتمنع التبادل التجارية بين البلدين .(الحرب الاقتصادية) . تستهدف الأردن وسورية. وأمام ذلك فلا بد من وضع الخطط والبرامج لمواجهة الحصار الاقتصادي المفروض على البلدين والخروج منه بكل الوسائل والطرق . يتمثل بقيام حكومتي البلدين في الانفتاح بـ ( التبادل التجاري ). وهذا يتحقق بعزيمة الأخيار من أبناء البلدين الأوفياء لامتهم العربية .
وسيؤدي إلى فشل المؤامرات التي تستهدف البلدين وإجهاض وهزيمة صناع الحرب الاقتصادية ، ويزداد التواصل والتقارب الأردني السوري بالمضي قدما إلى الأمام . وان النصر سيكون حليف الأردنيون والسوريون في معركة ( الموت البطيء ) . الحصار الاقتصادي ( التبادل التجاري ) ما بين البلدين . إلى جانب معركة ( تطور العلاقات الثنائية ) الأردنية السورية . وأمام هذا الواقع المرير فلا بد من (استثمارها شعبيا ) . لأنة مطلب شعبي لـ ( شعبي البلدين الشقيقين ). إزالة العراقيل كافة التي قد تحد من ازدهار وتطور العلاقات الثنائية .وتذليل المصاعب التي تواجه عودتها. وسيؤدي إلى ( تقليم أظافر الساعين ) .
خفافيش الظلام (المنبطحون والخانعون والمنتفعون ) . الذين يعملون على الحد من الاندفاع الأردني السوري على ( إجهاضه وفشله ) . وإعادته إلى المربع الأول حينما انطلاق شرارة المؤامرة . لكن هناك أحرار وطنيون أردنيون وسوريون يناضلون لدحر كل مخططات الشر والأشرار.ويضعون مصلحة عودة العلاقات فوق أي اعتبار . وان الإجهاض جريمة يتوجب معاقبة الفاعل كونه يستهدف مولودا طال انتظاره.
الأطماع الصهيونية لا تستهدف سورية لوحدها وإنما الوطن العربي بأكمله حتى لو لم يكن بينهم حدود لان المعركة هي صراع وجود. وان الهرولة إلية والارتماء بأحضانه . هذه الساعة المباركة لدى العدو الصهيوني الذي لا ينفك عن إعلان (إقامة دولته من النيل إلى الفرات). وبناء الهيكل فوق الأقصى . وانطلاقا من ذلك فالعرب ( مطالبون ) بتوحيد موقفهم ضد هذا العدو الصهيوني والتصدي لكل ( الاملاءات الخارجية ). الهادفة إلى انتشار هذا السرطان وتمدده . بالوقوف ضد هذه الضغوط وإفشالها.
وهذا ليس ببعيد عن شرفاء الأمة العربية وأحرارها . وعلى الجانب الآخر ( أحبتنا السوريون ).حذاري أن يأخذكم النصر إلى السكينة والاطمئنان . فالأعداء ما زالوا يخططون لإبقاء سورية في حالة حرب على كل الجبهات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والزراعية والصناعية والاجتماعية . وبقاء المواطن السوري يعيش ( حربا نفسية ). تتقاذفه الأمواج العاتية في (صراعات داخلية ). فالوحش يتمدد .
وأبواق الكبار تضخ كلاما مسموما ونحن من دون وعي الحراب بيننا . لأنهم صوروا أن( العربي عدو أخيه العربي والمسلم عدو المسلم ) . فلذلك تأكدوا لن تقوم لنا قائمة ما دمنا على هذا الحال نصدق الكبار.
أيا كانت امتيازات الغربة إلا أنها لا تساوي دمعة تنزل من عيني مغترب تحرق وجنتيه وترسم على خديه أشكال المعاناة. هؤلاء الذين ابتعدوا عن الأهل والأحباب والأرض ليس حبا في الاغتراب وإنما طلبا للرزق . واحرموا أنفسهم مما لذ وطاب من ( زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون ) . هناك يشدهم الشوق إلى ( الأهل والديرة وأماكن الطفولة ) .
حيث لقاء العيون وغمز الجفون بلذة وروعة مذاق خيرات الوطن وطيبة الأهل والخلان . أليس من حق الشعب العربي السوري أن ينعم كباقي شعوب العالم بالعيش الكريم على تراب وطنه بعيدا عن ويلات الحروب ؟ . أليس مطلوب من الشعب العربي بإطلاق صرخة مدوية ( آن الأوان) أن تعود سورية إلى (البيت العربي) ؟.
سورية (ملاذا للعاشقين ) . ومهوى للمؤمنين بعدالة قضيتها وحبها لهم وحبهم لها .
نعم .. ليس بين الأردن وسورية ( بحر ) ولكن هناك بحور من محبة الأردنيين لإخوانهم السوريين .
وبحارة يكسرون الحصار الجائر . ومع رفرفة رايات النصر فوق ارض سورية الشموخ والطموح متحدية الرضوخ تنتهي بطولات عصابات الإرهاب والإجرام . بعد أن أصبحوا وقودا لنيران الدنيا والآخرة . فلا ارض سورية يشرفها بقاؤهم فيها . ولا دولهم تقبل عودتهم لها .
وأرجو الله الشفاء العاجل لمرضى المصائب من الأمراض والعاهات المستديمة. وأن يهديهم إلى طريق الخير والرشاد .
وليخسأ المتآمرون.