صراحة نيوز – بقلم د. محمد ناجي عمايرة
تلتئم غدا الهيئة العامة لنقابة الصحفيين في اول اجتماع لها منذ جائحة كورونا.
ظروف هذا الانعقاد على العموم مقلقة، والمشكلات كثيرة والوضع المهني والمعيشي للصحفيين غير محمود .
الصحف الورقية كلها في حالة تراجع واوضاعها المالية مترديةجدا والصحفيون في بعضها لم يحصلوا على رواتبهم منذ شهور.
تحديات كثيرة تواجه الإعلام الرقمي أبرزها قوانين وتعليمات تحد من حرية الإعلام وتنسف كثيرا من الإنجازات والمكتسبات التي حققها الصحفيون بنضالاتهم ومتابعتهم وحرصهم على المهنة والنقابة، و دور الصحافة والاعلام وتنقية الأجواء التي تتطلبها المهنية والمصداقية في مهنة اسمها مهنة المتاعب.
نشارك كل الزملاء والزميلات توافقهم على إلقاء اللوم على الحكومات المتعاقبة وتدخلها الفج في شؤون الصحف والمهنة و خفض سقف الحريات الإعلامية والعامة على السواء.
الصحف اليومية تعود ملكيتها الى مؤسسة الضمان الاجتماعي او القطاع الخاص ولكن الحكومات المتوالية لم تقصر في التدخل في شؤونها المالية والإدارية لحرفها عن اداء رسالتها الوطنية بوصفها سلطة رابعة مستقلة وفاعلة لتكون تابعة وضعيفة و مترددة وبلا دور.
القوانين الناظمة للإعلام المرئي والمسموع والاليكتروني قوانين تشد الجميع الى الوراء وتقيد حريتهم وتعيق كل إمكانية أمام إعلام حر مستقل مهنيا وماليا ..وله دور ورسالة ومهمة وطنية.
حرب (إعلانية) متصلة على الصحف والمؤسسات والمواقع الإعلامية ،للترويض والإسكات.
واذا أخذنا بالاعتبار اوضاعنا المهنية و العلاقات بين شركاء المهنة ،سنجدها ايضا مقلقة وغير مريحة. فالتنافس لم يعد مهنيا، والطموحات مصلحية وذاتية والشللية هي السائدة ..والحرب بين أطراف كثيرة لا تتوقف وهي على منافع لا تغني ولا تسمن..
لا اريد ان اقوم بدور ( الندابات ) في عهود اجتماعية قديمة ..ولكن هذا هو واقع الحال..وهذا يعني اننا يجب ان نحمل النقباء و اعضاء مجالس النقابة السابقين ،ومنذ عقود مسؤولية التقصير بحق المهنة والصحفيين والإعلاميين والانشغال باليومي عن الرئيسي وبالذاتي والخاص عن الموضوعي والعام..
ومن المتابعة لا أجد خلافا على ما نقول هنا وما يقوله زملاء كتبوا ويكتبون عن الأوضاع المهنية بحرقة وحسرة والم.
وفي النفس شيء من حتى ..كما يقول علماء النحو العربي.
الحلول متاحة والهموم واحدة والتحديات ماثلة وواضحة ..وارجو الله الا نكون ممن ينفخون في القربة المثقوبة..فلعل هذه الدورة تتجه الى ماهو عملي ومثمر وموضوعي..بعيدا عن شعارات انتخابية لا تلبث ان تذهب جفاء كالزبد، او كالسراب الذي يحسبه العطشان ماء.!!