صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان
يُجمع المراقبون بأن السياسة الصهيوأمريكية نجحت في عزل المملكة العربية السعودية عن محيطها العربي والاسلامي والدولي وفي توريطها بحروب لا مصلحة لها فيها وكانت آخر مسرحية لهم اختفاء الكاتب السعودي جمال خاشقجي الذي ما زال الغموض يكتنف احداثها لكن القراءة ما بين السطور تشي وبصور مختلفة الى ان ما جرى للخاشقجي تم بتدبير من مخابرات الولايات المتحدة الأمريكية والمخابرات الاسرائيلة يساندها في ذلك أجهزة أمنية لبعض الدول التي باتت علاقاتها بالسعودية في أسوأ احوالها .
الشقيقة السعودية اصبحت مطمعا للعديد من الدول المتنفذة بقيادة ترامب وتخطيط الصهاينة ومع انسلاخها عن محيطها الذي خُطط له بعناية باتت في وضع لا تحسد عليه وهي القادرة بفضل قوتها الاقتصادية ان تخرج من مأزقها أو على الأقل ان لا تنجر الى مزالق أخرى والخطوة الأولى تبدأ باعادة ترتيب أوراق علاقاتها مع دول المحيط الأقرب لها تاريخيا ونسباً ألا وهو الاردن .
وبعيدا عن العلاقات الرسمية التي تحكم بين الدولتين فالشعب الاردني حريص كل الحرص ان تقف دولتهم دائما الى جانب الاشقاء في محنهم ولم يُسجل على الاردن ان اصطف في يوم من الايام في الخندق المعادي لأي دولة عربية وكان دائما وما زال الملجأ الآمن لكل من قصده من الأخوة العرب بدءا من استقباله لاجئي فلسطين في عام 1948 وما تبعها من هجرات اخوة عرب من دول اليمن ولبنان والعراق وسوريا وكذلك من فلسطين في اعقاب حرب عام 1967 والذين كان ” حملهم خفيفا علينا لكن حملنا الثقيل لا يقدر عليه الإ أهل النخوة والحمية وهم بالنسبة لنا آل سعود ” المذخورين للشدائد .
أمام اخوتنا في السعودية أوراقا عديدة بحاجة الى اعادة ترتيب تستند فيها على مصالحها الوطنية وتبدأ بانهاء الحرب المدمرة في اليمن والخروج من مأزق الأزمة السورية والأزمة القطرية والتقارب مع ايران على قاعدة احترام المصالح المتبادلة وازالة أية شائبه تشوب علاقاتها مع الكويت وتركيا وباقي دول الخليج وأما بالنسبة لنا في الاردن ” الذي يئن ” شعبه من أوضاع اقتصادية بات غير قادرعلى تحملها فما زال يحذونا الأمل ان تبقى علاقتنا بالشقيقة الكبرى السعودية كما كانت تاريخيا .
الرسالة الاخيرة ان الاردن ورغم شح موارده وصغر مساحته وضخامة مسؤولياته محليا وعربيا واسلاميا لن يتخلى أهله عن واجباتهم تجاه أية دولة شقيقة ولا ننسى في هذا المقام اعلامه الحر الذي يتصدى للاعلام السام وخاصة الذي يستهدف الاشقاء فمقالاتهم المشبوهة لا نتوقف عندها قيد أنملة وقادرون بحمد الله على لجم وكسر اقلامهم وتعريتهم بالحجة والمنطق .
حمى الله بلاد الحرمين الشريفين وتأكدوا اننا في الاردن على عهد الأباء والأجداد اشقاء لكم بمعنى الكلمة .