صراحة نيوز – رمضان الرواشدة
في ستّينيات القرن الماضي، كانت أمّي الشوبكيّة، تعلّق في منزلنا صورة “جميلة بوحيرد” المناضلة الجزائريّة المعروفة، ولم أكن أعرف من هي حتّى كبرت، وقرأت عن الثورة الجزائريّة. إنّ أمّي الشوبكيّة الأمّية كانت، بالعاطفة، منحازة لنضال الجزائريّين. ويتذكّر الكثيرون كيف تبرّعت النساء الأردنيّات بمصاغهنّ الذهبيّ لبناء أول سفارة للجزائر في عمّان جنباً إلى جنب الرجال.
يقول الصديق اللواء المتقاعد د. هشام فايز جابر، شقيق وزير الصحّة الأسبق الدكتور سعد جابر، وابن المرحوم فايز جابر أمين عام اللجنة الملكيّة لشؤون القدس والحاكم العسكريّ للزرقاء في أيلول 1970… إنّ آل جابر في الخليل ما زالوا يغنّون، في الأعراس والحفلات، “احنا الشوابكة… احنا الإمارة ” وأيضاً ” الراية البيضا للشوبكيّة”. علماً بأنّ آل جابر تعود أصولهم إلى الشوبك، وهاجروا منها ومنازلهم ما زالت تسمّى “خربة جابر”.
في كتابه “الشوبك الأرض والإنسان”، الصادر عن وزارة الثقافة الأردنيّة، يؤكّد الكاتب محمّد إسماعيل الرواشدة (شقيقي الأكبر) أنّ عائلة الحدّادين، المسيحيّة، هاجرت من الشوبك إلى رام اللّه… وأنّ راشد وشقيقه صبره، هما من أسّس مدينة رام اللّه. وهناك في ميدان رام اللّه تماثيل لخمسة أسود ترمز إلى أبناء راشد الحدّادين. وقد بقي الحدّادين في رام اللّه إلى أن عاد أغلبيتهم، وبقي منهم عدد كبير في البيرة ورام اللّه.
الدكتور منذر حدّادين، الوزير الأسبق، والعلامة الفذّ، أخبرني بأنّ الحدّادين كانوا أوّلاً، ولفترة ، في منطقة ” اذرح” ثمّ الشوبك ورام اللّه والعودة إلى الكرك.ويقول الدكتور حدّادين إنّ راشد وأبناءه استمرّوا في رام اللّه والبيرة… لكنّ شقيقه صبره، عاد إلى الكرك، بعد فترة.
في مذكّراته الّتي نشرها في “مجلّة العربيّ” الكويتيّة يقول عبدالرحمن عزّام أوّل أمين عامّ لجامعة الدول العربيّة (من عام 1945 إلى 1956) إنّه من مواليد قرية “الشوبك الغربيّة “في مركز العياط، محافظة الجيزة عام 1893. وتشير المعلومات إلى أنّ أهل القرية هاجروا من الشوبك، وسمّوا قريتهم ب” الشوبك الغربيّة”.
وقد زار عدد من أبناء الشوبك هذه القرية، وقوبلوا بالحفاة الكبيرة، وأكّد لهم سكّانها أنّ جذورهم تعود إلى “شوبك” الأردنّ.