صراحة نيوز – بقلم د.مهند حجازي
يا قائد الجيش.. تحية عسكرية مفعمة بالمحبة والوفاء لوطننا الغالي وجلالة القائد الأعلى حفظه الله ورعاه. تحية إعزاز وإكبار إلى أشاوس قواتنا المسلحة الباسلة – العاملين منهم والمتقاعدين- وعلى رأسهم النشمي عطوفة رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق الركن محمود فريحات.
إنشغل العديد من الشرفاء أخيرا في التصدي لحملة شرسة على مواقع التواصل الاجتماعي استهدفت قواتنا المسلحة وقيادتها ممثلّة بعطوفة رئيس هيئة الأركان المشتركة وطاقمه الإداري.
لا يهمنا في هذه العجالة من يقف وراء محاولة اغتيال شخصية مثل هذه القامة الوطنية، المنهمكة في تطوير جيشنا، إبقاء رايته خفّاقة وهامته شامخة. أو لماذا اختير هذا التوقيت المثقل بالتحديات الجسام. ولكن ما يهمّنا مقاصد هذه الحملة وتأثيرها المحتمل على معنويات منتسبي الجيش؟
صدمنا سيل الاتهامات الواهية بوجود محاباة ومحسوبية في التوظيف وإحالات ضباط على التقاعد. وشعر معظمنا بتكالب جهّات ذات مصلحة لإشعال حملة تشهير، في محاولة فاشلة لوقف عربة الإصلاح وإجهاض جهود رئيس هيئة الإركان الرامية لتطوير القوات المسلّحة وصولا إلى قوة ضاربة احترافية، على غرار جيوش الدول المتقدمة.
أصحاب الأجندات الخاصة الذين ساقوا الاتهامات جزافا، حاولوا إقحام عشائر أردنية كريمة في حملتهم المشبوهة، حين نسبوا بياناتهم إلى عشائر شريكة في بناء الوطن والذود عن حياضه. أنا على يقين بأن هذه العشائر براء من تلك البيانات وأن مروجي الشائعات لا يمثلون سوى أنفسهم المريضة.
بحكم عملي السابق واحتكاكي الدائم مع آليات صناعة القرار في القيادة العامة، أجزم أن عهد (أبي غاصب) أحيا مبادئ الشفافية، عمل الفريق الواحد والجرأة في اتخاذ القرار بما يعود بالنفع على المؤسسة العسكرية وسائر الوطن.
أما قائد الجيش، الذي تكاتف الشرفاء – مدنيون ومتقاعدون- للدفاع عنه، فأقول عنه إن سكوت (أبي غاصب) وترفّعه عن الرد تعكس صفاته القيادية وحكمته.
والجميع يشهد بأن أبا غاصب قامة وطنية معروفة بنزاهتها، إنصافها وعدالتها. ولا يستطيع أي كان المزاودة عليه في عشق الوطن وترابه من شماله إلى جنوبه.
ويشهد سجّله المشّرف على احترافه وانضباطه في جميع محطّات مسيرته وصولا إلى رأس هرم الجيش. فهو العسكري المحترف الذي لا يهادن ولا يجامل على حساب المصلحة الوطنية، كما لا يخشى في الحق لومة لائم. لم يغرّه (البزنس) ولا تستهويه قصور أمريكا وأوروبا. لم يستغل منصبه ليمنح الأبناء، الأشقاء، الأنسباء والأصدقاء هباتا وعطايا ووظائف، في خرق لقواعد العدالة والشفافية.
يكفي هذا الرجل فخرا أنه نال ثقة القائد الأعلى للقوات المسلحة وتشرّف بحمل أمانة المسؤولية في ظرف إقليمي ملتهب وأزمة اقتصادية يعلمها الجميع. ومن اللحظة الأولى، وضع خطّة طريق لتطوير قواتنا المسلحة بعد أن عانت سابقا ترهلا إداريا وتكدسا في صفوف الرتب العليا. فأخذ على عاتقه تنفيذ قرار سابق بإعادة هيكلة القوات المسلحة بما يتوافق وطبيعة واجباتها وينسجم مع مفهوم الحرب وأساليبها في العصر الحديث.
وهكذا، شرع في تطوير الجيش وإعادة هيكلته امتدادا لقرار اتخذ قبل سنوات، لكنّه تعطّل مرارا لأن قيادات سابقة ماطلت في تنفيذه، وبالتالي وصلنا إلى ما وصلنا إليه من ترهل إداري وجمود في مسيرة التطوير.
بموازاة ذلك، سارع رئيس هيئة الأركان المشتركة إلى وقف الهدر في الإنفاق، فمنع شراء سيارات جديدة أو أثاث، كما حدّ من سفر الوفود وقلّص عدد الملحقيات العسكرية في الخارج.
ومنذ يومه الأول، وضع أبو غاصب أبناءه منتسبي القوات المسلحة في صلب اهتماماته، لأنه يعدّهم عماد القوات المسلحة. وهذه الرعاية من شيم القائد الميداني، الذي كان و لايزال يرافق جنوده في خنادقهم وثكناتهم، يتشارك معهم طعامهم ويتحسّس معاناتهم. ولم ينس رفاق السلاح حين تسلّم منصبه فأنصفهم باتخاذ سلسلة قرارات تصب في المصلحة العامّة. فأعاد للخدمة العسكرية من سرحوا منها تعسفيا وحسّن سلم رواتب العسكريين وامتيازاتهم مع عائلاتهم؛ مثل التأمين الصحي العسكري والإسكان العسكري. كما أمر بتقديم منح للراغبين في الزواج وإقامة حفلات قران جمعية.
أبا غاصب لست بحاجة لشهادة أحد، فإنجازاتك تتكلم عنك؛ لأنك قامة وطنية مشرّفة لم يغيرها المنصب أو يغريها. فلا تزال ذلك الفلاح الشهم ابن القرية عاشق تراب الوطن، والقائد الشجاع المنتصب شموخ أعمدة الغار في جرش التاريخ والحضارة.
سر إلى الأمام في خدمة الوطن ويكفيك أنك تحظى بثقة مليكنا وتقدير رفاق السلاح أينما كانوا. حمى الله الوطن وقائده وجيشنا العربي المصطفوي.
سر إلى الأمام ولا تأبه بأصوات التشويش