صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان
حديث جلالة الملك بالأمس خلال مشاركته في حوار عالمي نظمته مؤسسة جائزة الغذاء العالمية ” بورلوغ ” لمناقشة آليات تطوير قطاع الزراعة والتصنيع الغذائي لم يكن حديثا شكليا أو عابرا فقد أشر بصورة واضحة على التحديات الى افضت الى ما وصل اليه العالم وبخاصة تلك التي تواجه الأمن الغذائي وما تسبب به نقص الغذاء من شدة فقر وجوع ومآسي ومعاناة لأكثر من 690 مليون انسان في العالم
اعادة ضبط العولمة من وجهة نظر جلالته لتعزيز العمل العالمي المشترك يبقى حجر الأساس للانطلاق نحو تعميم المنفعة لتطال جميع من يعيشون على البسيطة والذي يستوجب التركيز على روح الابتكار التي يتطلبها المستقبل بدعم الأفكار المتقدمة في مجالات الإنتاج والتزويد والتخزين وتبادل الخبرات ضمن آليات تستهدف توجيه الموارد العالمية لدعم قطاعات محورية كالبنية التحتية الزراعية على وجه الخصوص والذي يتطلب حسن التعامل لضمان التعاون والتنسيق الدولي .
وتأكيد جلالته على أهمية اغتنام الفرص لاعادة بناء نظام عالمي أفضل وأكثر فاعلية وشمولا وعلى أهمية غرس بذور جديدة ليتسنى للاجيال المقبلة ان تنعم بحياة أفضل له أكثر من معنى وأن الأمر يتطلب تعاونا وتنسيقا دوليا لوضع أطر متينة تشمل توفير الأدوات الرئيسية المالية والتقنية والعلمية .
لكن الأبرز في حديث جلالته للعالم حين أكد اهمية موقع الاردن استراتيجيا ضمن المعطيات العالمية وهي رسالة ليست للعالم فقط بل ايضا لنا نحن الأردنيين الذين علينا ان نبدأ بترجمة افكار ومقترحات جلالته محليا لاعادة بناء الدولة الاردنية التي لم تسلم من تداعيات الانهيار العالمي وتحملت اضعاف طاقاتها وامكاناتها جراء الصراعات التي شهدها الأقليم وبخاصة في استضافتها لملايين اللاجئين وسط قصور دولي كبير .
موضوع النهوض بالزراعة في الأردن والاعتماد على الذات ودعم الأبحاث وتطوير مختلف الادوات وتنشئة الأجيال ودعم الشباب ليأخذوا زمام المبادرة وتذليل اجراءات استقطاب الاستثمارات واعادة تنظيم استخدامات الأراضي وخاصة الصالحة للزراعة وغيرها من متطلبات النهوض بالاردن في المجالات كافة هي محور توجيهات جلالة الملك للحكومات المتعاقبة واحاديثه خلال اللقاءات العامة بل انها تتصدر اهتمامات جلالته دائما وهذا يقودنا الى العودة لأوراق جلالته النقاشية التي حملت الكثير من الرؤى والأفكار التي تصب في مصلحة اعادة بناء الدولة الاردنية وبقيت حبرا على ورق .
نفاخر العالم ان لدينا قائد له حضور في جميع المحافل الدولية وهي ميزة قل ان تتصف بها دولة لكن المؤسف اننا محليا ما زلنا نفتقر لأدوات البناء والتطوير التي اساسها وضع الشخص المناسب في المكان المناسب والإنطلاق من استراتيجيات وطنية قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد .
اما وقد تم تشكيل حكومة جديدة برئاسة الدكتور بشر الخصاونة الذي تشرب أفكار ورؤى جلالته عن قرب فلنستبشر خيرا لتكون هذه الحكومة اللبنة الأساس نحو اعادة بناء الدولة .