صراحة نيوز
سأقول لك كلاماً أعتقد جازماً انك لن تفهم معظمه ، لكن أبناء الرعيان والحراثين سيفهمونه جيدا ، أتعرف لماذا ؟ لأنهم ملح الأرض ، أبناء التراب ، وقد لمسوه وعانوه لسنوات طويلة من حياة الرجولة التي عاشوها ، فأرجو ان تستعين بأحدهم للترجمة !.
حيدر ، الأسد الغضنفر هذا معنى اسمك ، لكن يبدو انه ليس لك من اسمك نصيب ، وحيدرة معناها الانحدار والهلاك .
نعم لقد انحدرت في رسالتك ، وصدق من قال : “مقتل الرجل بين فكيه ” كيف ذلك وانت الشاعر والفصيح ومشروع شهيد ؟.
الشهادة يا حيدرة ليست شعراً ، وليست كلمات مرصوصة ، الشهادة لا تعرفها ولا تعرف متطلباتها ، لانك ولدت وفي فمك الذهب .
أنت لا تعرف معنى ” خو” ، ولم تلفح وجهك الشمس ، ولم تعرف ان تلبس بسطاراً وبدلة فوتيك وتحمل سلاحاً على كتفك ، وتسهر حارساً للحدود أو مرابطاً في دبابة أو في طائرة حربية او على مدفع ، ولم تعرف الكتار ، ولم تسمع بالشق البارد ، ولم تزر طريبيل ، بعيداً عن قصرك المكيف مئات الكيلو مترات .
أنت لا تستطيع ان تغيب عن أولادك أياماً وربما أسابيع ، إلا اذا كنت في رحلة استجمام خارج الوطن ، ولم تستدن أجرة الطريق ، ولم تحجز أو يحسم من راتبك لأنك تاخرت ساعة على الدوام ، الدوام الذي هو24 ساعة على مدار الايام والشهور والسنين !.
أنت لم تركب الكونتنتال ، ولم تزحف على بطنك ، ولم تأكل العدس ، ولم تشرب الشاي على النار في ابريق محروق ، ولم تطأ الطين ، ولم تشعر بالبرد او الحر ، ولم تنم في خندق ، او تحت شباك التستر ، ولم تشعر بمتعة أن تطلب الدفء من محرك الدبابة في ليالي الصحراء الباردة !.
انت لم تطلب سلفة مالية بمئات الدنانير تسددها على مدى سنوات طويلة ، ولم تشترِ اثاثا متهالك بالأقساط ، ولم يطلب منك ابنك المدلل لعبة ولم تحضرها كونك لا تستطيع !.
أنت لم تفرح بنفسك ، أو بأحد ابنائك ، فلم يلف بعلم الأردن ، ولم يحمل على اكتاف الرجال ، ولم يعزف له لحن الوداع الاخير مع صوت الرصاص والزغاريد !.
الشهادة ، ومشاريعها ليست ميدانك ، الشهادة لها لاعبوها المحترفون ، أبناء الرعيان والحراثين ، ولا يوجد لذلك الفريق إحتياط فكلهم لاعبون أساسيين ، فذلك الميدان ليس لك ، فلا تلعب به !.
عاكف الجلاد