الزعبي : الصحفي وجد ليكون عين الحقيقة..لا لسان الباطل

13 مايو 2022
الزعبي : الصحفي وجد ليكون عين الحقيقة..لا لسان الباطل

صراحة نيوز – بقلم احمد حسن الزعبي 

أن تحب محطة فضائية أو تكرهها هذا شأنك، أن تتفق أو تختلف معها  هذا حقك،لكن فرسانها كانوا دوماً يرصدون الحدث..يتنفسّون دخان البنادق،يمشون فوق الركام ، يتجازون وجع اللحظة والحطام ليتلوه لنا خبراً ونحن في منازلنا وتحت أغطيتنا الدافئة..

يتنقل المراسلون من بؤرة موت الى بؤرة موت ،ليقولوا للعالم أنقذوا الحياة ، يكاسرون الخوف ،يفتحون عين الكاميرا على الجثث، لينقلوا لنا جلل الحدث..

لقد وعينا على أصواتهم من طارق أيوب الى ماهر عبد الله الى وليد العمري الى ماجد عبد الهادي الى جيفارا البديري الى شيرين أبو عاقلة الى عشرات المراسلين الذين كانوا يحملون أرواحهم على أكفّ “العاجل” ،ونحن بأيدينا “الريموت” ننقل مزاجنا الى الترفيه المزيّف عندما لا يعجبنا نبأ الموت…

لقد أصبحوا أفراداً من  عائلتنا ، يشاركوننا المائدة ،نألف وجوههم ،طبقات  أصواتهم ،طريقتهم في ختم التقارير الصحفية ، وعندما   نخسر أحدهم نحزن، نبكي ،نعلن الحداد..لأن جمال الصوت قد طواه الموت..

صاروا “يافطات العواصم”، نعرفها من بصمات أصواتهم ،ناصر شديد كابول،حسن الشوبكي من عمان، عبد العظيم محمد طرابلس ،وليد ابراهيم في بغداد..المعتز بالله حسن أنقره..والراحل عمر خشرم..

قد أنسى أحداثاَ كثيرة مرت بي ، وقد أرفو ثقوباً عديدة في هذه الروح المتعبة من جغرافيا الحروب والموت الممتدة من محيط الألم الى خليج الآه..لكنني لن أنسى حشرجات صوت الراحل ماهر عبد الله عند احتلال بغداد..عندما نقل بالصوت والصورة ..سقوط عاصمة الرشيد برصاصة الصمت العربي…

الصحفي وجد ليكون عين الحقيقة..لا لسان الباطل..لكن في هذا العالم المجنون المنفلت من عقاله.. كاميرا وميكرفون وقلم..تعني موت واعتقال وألم.

الاخبار العاجلة