صراحة نيوز – كتب عبد الفتاح طوقان
يردد رئيس الحكومة الأردنية “صبر”، صبر” وكأنه بائع صبر يدير الأردن من فوق عربة خشبية، ويطالب رئيس الحكومة الدكتور هاني الملقي من الشعب أن يصبر تسعة أشهر اخري، بعد ان صبر الشعب العظيم أكثر من عام على حكومة ضعيفة وبليدة ومترهلة، من خلال لقاء متلفز لبرنامج ستون دقيقة، واعدا الشعب الطيب بتحسين ظروف المعيشة، ويمتدح في نفس اللقاء المتلفز في خطوة غير مسبوقة في تاريخ العمل السياسي الدستوري الأردني أداء مجلس النواب بطريقة مكشوفة بها كثير من التزلف وكآنه يقول:” منشآن الله دعوني ابقي تسعه أشهر إضافية”.
والشعب يرد التحية هنا ا لي الرئيس المحترم ويطالبه بالترجل عن رئاسة الحكومة والاصطفاف في طابور ” الصبر” الذي يدعو اليه واقترحه.
ونتساءل: اليس مجلس النواب هو الذي يقرر و يقيم أداء الحكومة حسب صلاحياته الدستورية، ام العكس ؟ ، ومن متي الحكومة هي التي تقرر وتصنف أداء المجلس النيابي وبلائه من عدمه؟
و افترضا ان أداء المجلس كان غير مرضيا ومزعجا لرئيس الحكومة فهل كان سيطالب الرئيس الحالي الملك بحل المجلس او يوافق علي طلب الحل ام سيرفض برجولة حل المجلس مثلما فعل رئيس الوزراء مضر بدران الذي كان يناقش الملك الحسين لا ينافقه*؟ (من مذكرات سياسي يتذكر لرئيس الوزراء مضر بدران التي نشرتها جريدة الغد ان قال: انه رفض اقتراح الملك الحسين لحل مجلس النواب الذي كان مزعجا للحكومة، حيث كان من أشرس المجالس النيابية معارضة للحكومة). انتهي الاقتباس.
أن تحسين ظروف المعيشة أساساها الوفاء باحتياجات الشعب على نحو أفضل، النهوض بالصحة والبيئة للسكان، مراعاة حقوق الطفل، ازدياد حجم الاستثمار الأجنبي، تحسين الظروف المعيشية والصحية للسكان في الاغوار والجنوب، تحسين الظروف المعيشية للاجئين في المخيمات الفلسطينية، الإدارة السليمة للموارد الطبيعية وموارد الطاقة، الارامل والمحتاجين، وجود خطط المساواة بين الجنسين في استراتيجيات التنمية المستدامة وكفالة حقوق الانسان، والحريات وغيرها. وأكرر هذا ما يعني “تحسين ظروف المعيشة”. ُ فأين الحكومة من كل هذا؟، ماذا فعلت حتى الان؟
ليتفضل رئيس الحكومة ويعلن ما هي الاجراءات التي اتخذتها الحكومة الأردنية خلال عام مضي ولا يعرف عنها المواطن الأردني من اجل تحسين الظروف المعيشية للسكان المحليين، داخل الاردن على المستوي المركزي او المحلي وللمغتربين في الخارج؟، اين خطط حماية الموارد؟، آين المخطط الوطني لتسيير النفايات. ؟، اين خطط حماية البيئة؟، اين خطط تطوير الطرق التي تؤدي حقا الي تحسين ظروف المعيشة؟، اين خطط المياه والاراض الزراعية للتحكم في المياه وتوفير مياه الشرب ؟، اين خطط السدود ؟، اين الحريات العامة؟ و أين واين وأين ؟.
آم فقط على الشعب ان يستمع الي “منادي “بائع” الصبر” مذكرا إياهم ببائعي ” الصبر” على عربات من الخشب مثل تلك التي كانت تجول المدن الأردنية هي وعربات بيع الذرة الساخن وشعر البنات للأطفال؟
واقصد أن الشعب الأردني شعب ناضج وواع ويحتاج الي خطاب عقلاني وتوثيق لا الي “منادي أطفال يصرخ: صبر صبر “.
عن أي صبر يتحدث رئيس الوزراء وصبر الطيبين قد نفذ تأكيدًا لضآلة نجاحات الحكومة في المجال الاقتصادي وتحسين الاوضاع المعيشية؟
يتساءل البعض حكومة لا تتوافر لها معلومات ولا تخطيط وليس لديها قدرة على التنفيذ وإجراءاتها غير فاعلة، وتنازلت عن الولاية العامة، وقرارتها لها انعكاسات سلبية على القدرة المعيشية للطبقة العاملة ولعموم الأردنيين، وأظهرت فشلها في تطوير الاقتصاد وتحسين المؤشرات المالية، وفشلت في احتواء الضائقة المعيشية، ولم تعمل علي تحسين احوال الفقراء.، فكيف سيتحسن مستوي المعيشة خلال تسعة أشهر؟ ثم ولماذا حدد الرئيس تسعة أشهر؟
ولعل من أطرف التعليقات عن مدة التسعة أشهر ان وصفها البعض بآنها فتره حمل وأضاف اخرون ولكنه حمل كاذب على مواقع التواصل.
أن الحكومة فشلت في الإيفاء بوعودها في تحسين مستوى معيشة المواطن حسب فعاليات خرجت من الكرك والطفيلة ومدن اخري من أشهر مطالبه بأسقاطها، وقدم نواب واعيان سابقون بيانات تطالب بالقصاص من الحكومة، فما هو أساس الصبر على بقاؤها الذي يعتمد عليه رئيس الحكومة؟
مؤكد أن الشعب لن يصبر على بقاء الحكومة والتجديد لها لقناعته أن الحكومة غير قادرة على التأثير في المشهد الاقتصادي والسياسي العام، وان طريقها بات ” الخروج” من الدوار الرابع والانضمام الي طابور ” الصبر” المقترح. أن سمح لها بالاقتراب أصلا.
الشعب ينتظر حكومة بآمر ملكي غير تقليدية وجادة بمخرجات جديدة ذات حوارات واستراتيجيات وطنية تعين الملك وتساعده في تحسين مستوي معيشة الشعب، وزيادة الإنتاج والتصدير، وجذب الاستثمارات وحل أزمات الأردن الاقتصادية، وغيرها من القضايا الملحة، لا حكومات ترضية وتوزيع مغانم تثقل الهموم على الشعب والملك في آن واحد.
الخميس القادم نهاية أسبوع وفجر جديد مع جمعة مباركة عندها تظهر نتائج التسعة اشهر، عفوا نتائج الحمل الكاذب كما هو منتشر علي مواقع التواصل.
اه يا وطن.
نقلا عن سواليف