صراحة نيوز – بقلم لورانس المجالي
من مظاهر السخرية الفريدة من نوعها والتي يمتاز بها الشارع الاردني اعلاما ونشطاء التقزيم الممنهج لكل حدث وطني مهم والمرور الخجول على التظاهرات الدولية المهمة والتي تعكس اهمية الاردن ومدى حضوره وهنا استعرض حدث دولي مميز كان الاردن المضيف له الاسبوع الماضي وهو المنتدى والمعرض الزراعي الدولي الاول والذي انعقد الاربعاء الماضي وضم على هامشه اجتماعات المنظمة العربية للتنمية الزراعية وبحضور عشرون دولة وانتهى بانتخاب الاردن رئيسا للمنظمة العربية للتنمية الزراعية وايضا اجتماع مجلس الزيتون العالمي والذي يضم ستة عشر دولة عضو وعشر دول بدور مراقب .
ومن الفعاليات المهمة المعرض الزراعي الذي ضم في جنباته عدد كبير من مخرجات القطاع الزراعي و الملحق بالمنتدى وهذا الكرنفال الدولي الذي تنادى له اثنان وستون دولة وعلى مدى اسبوع من الفعاليات المختلفة والمفارقة ان الدعوات التي قدمت للضيوف كانت قرابة السبعون دولة والحضور قارب تسعين بالمئة من الدعوات وهذا يدل على مدى مكانة الاردن الدولية وثمرة علاقات جلالة الملك التي استثمرها معالي وزير الزراعة لمحاولة الخروج من الاختناقات التسويقية للمنتج الزراعي واطلاع العالم على التجربة الاردنية الرائدة وخلق شراكات مستقبلية ونقل التجارب الدولية للاردن واثمر المنتدى عن توقيع اتفاقية لانشاء الشركة الاردنية الفلسطينية لتسويق المنتجات الزراعية وهي التي تدعم صمود الشعب الفلسطيني على ارضه وتفتح افاق تسويقية اوسع وتدفع باتجاه انشاء مطار زراعي يخفف الحصار الذي جاء على اثر التغيرات الجيوسياسية الحالية واتفاقيات اخرى محلية لحماية الغذاء من متبقيات المبيدات وتحصين سمعة المنتج الاردني والاهم ثنائيات لفتح افاق تسويقية مع بعض الدول خارج المربع التسويقي الحالي وزيارات لمستثمرين من بعض الدول المشاركة لمناطق المملكة والاطلاع على المناخ الاستثماري والبنية التحتية ومواطن النجاح وكل هذا دون هدر دينار واحد من الخزينة او من اموال المساعدات اوحتى من المشاريع الدولية وقدم المنتدى اوبريت سنابل الذي اعجب الحضور وطالبوا بالحصول على نسخة من هذا العمل الفني الكبير والذي لم يأخذ حقه عبر وسائل الاعلام المحلية .
والغريب المرور الخجول من الاعلام الاردني على هذا الحدث الكبير والذي نشر الخبر على شكله الخام دون الولوج الى اهمية وجود مثل تلك التظاهرات التي توجه رسائل سياسية ان الاردن واحة الامان وسط اقليم مأزوم وملتهب ولديه مشروع اصلاحي ونهضوي وقد استطاع التغلب على تحديات البقاء وانتقل الى مسار الشراكة المنتجة .
وما بين مطرقة الاغتيال حيث يتعمد الشارع البحث عن الشبهات والسلبيات وسط كومة من الانجازات وسندان التقزيم الاعلامي والالتفات لصغائر الامور بعيدا عن سرد الايجابيات ويتوقف احدهم ويطالع الشارع صباح انتهاء اعمال المنتدى في الحديث عن اثار الامطار على القطاع الزراعي واصفا الوضع بالخطر والكارثي متناسيا ارتفاع منسوب المياه في السدود وفي رحلة البحث عن الشهرة والاعجاب على التواصل الاجتماعي يتم تقزيم واغتيال وتشويه مسيرة بحجم التحدي ويحمل وزارة الزراعة مايدعي بأنها كارثة على الاردن مطالبا الوزارة بحمل مظلات والوقوف وتغطية المزروعات ووقف السيول وتخفيف قوة الرياح رغم عدم وجود ضرر من امطار الخير .
لا يقاس عمر الاوطان بالسنوات بل بالانجازات ووزارة الزراعة لديها خارطة طريق تم رسم خطوطها من التوجهات الملكية في صناعة المستقبل ووزير الزراعة يعي ان الوزارة اعظم من الوزراء والانجاز والبصمة اهم من الاستعراض الشكلي وذر الرماد في التباكي على اطلال الامكانيات والظروف والريادة اهم اهداف الوزارة في مسيرة البناء .
احدهم يتحدث ان الشارع بارع في تكسير ابنائه الاوفياء اصحاب الاجندة الوطنية والحقيقة ونحن نردد ان البصمة والاثر الطيب والعمل من اجل الوطن اكبر من الحسد والاغتيال والتقزيم والاحباط لن يتسلل لمن نذر نفسه جنديا اردنيا هاشميا يزرع للحصاد القادم .
طوبى لكل من يقاوم الاحباط ويؤمن بالانجاز