صراحة نيوز – بقلم حسين منصور
بعد قيام مؤسسة الضمان الإجتماعي بحجز على أموال بلدية زرقاء بسبب تزايد الديون، سارع رئيس بلدية الزرقاء المهندس علي أبو السكر بإلقاء اللوم على وزارة البلديات و بالأخص على وزير البلديات، و إن كان هذا يدل على شئ ما فانه يُبين أن المهندس علي أبو السكر من الذي يخطئ و لا يعترف بخطائه، و لا يتحمل مسؤلية أفعاله .
وجه المهندس علي أبو السكر و المجلس البلدي المحلي إدعاءاتٍ كاذبة على وزير البلديات و أولها أن الوزير لم يسدد الديون عن بلدية الزرقاء من أجل توجه حزبي لرئيسها و ما هو عجيب في إدعاءٍ كاذبٍ كهذا، أن قرار سداد المديونية جاء من إجتماع مجلس الوزراء قبل الإنتخابات البلدية التي جاء بها المهندس علي أبو السكر، و عندما قرر مجلس الوزراء باختيار البلديات التي يجب السداد الديون عنها ، استبعد القرار جميع البلديات الفئة الأولى و البلديات أصحاب الدخل العالي، و الاختصار الادعاء الكاذب الأول تبين أن عدم سداد الديون عن بلدية الزرقاء جاء بقرار قبل وجود رئيس للبلدية و للسبب مقنع وهو توافر دخل للبلدية الزرقاء مما يسمح أن تدفع البلدية ديونها.
في مقابلة على التلفاز إشتكى أحد أعضاء المجلس البلدي المحلي عاطف الغويري، عدم زيارة وزير البلديات للبلدية الزرقاء، و هنا أريد أن أطرح على الأستاذ عاطف سؤالاً، ألا يعلم أن البلديات هي هيئات مستقلة إدارياً و مالياً، و يفترض على رئيسها أن يكون لديه القدرة على إدارتها حتى لو لم يزرها أي فرد من الطاقم الحكومي للعشر سنوات ؟ ، و في نفس المقابلة برر عاطف أن سبب عدم دفع بلدية زرقاء المستحقات عليها للضمان الإجتماعي ، أن البلدية “يا دوب” تحصل رواتب للموظفين و مع احتساب الإقتطاعات الكاملة، و بعد عشر دقائق طالب بعطاء لخلطة إزفلتية بقيمة ٢ مليون دينار، و يريد أن يقترض من بنك تنمية المدن و القرى هذه المبلغ و سداده لاحقاً، و أنا شخصياً تحيرت من مثل تناقض كبير لهذه الدرجة، و إن هذا الأسلوب من أخذ الديون و عدم سدادها هو ما أوصل بلدية الزرقاء إلى هذا الحال .
رئيس بلدية الزرقاء هو ليس الرئيس الوحيد المنتمي لحزب الأخوان المسلمين ، بل فيوجد رئيس بلدية كفرنجة المنتمي لنفس الحزب و لا يشهد المشاكل التي اشتكوا منها في بلدية الزرقاء، بل إن بلدية كفرنجة تم إختيارها من البلديات التي يجب سداد الديون عنها، و هذا المثال يثبت أنه لا يوجد أي تميز بين روئساء البلديات لأسباب سياسية أو حزبية.
أنا لا ألوم رئيس بلدية الزرقاء المهندس علي أبو السكر بجميع المشاكل التي تواجها بلدية الزرقاء ، بل إن هذه المشاكل هي متراكمة منذ أكثر من ٥٠ سنة ، و لكن توجيه إتهامات كاذبة، و إختلاق أزمات مفبركة من خلال تزوير الحقائق لا يدل على روح قيادية ، بل يُبين أن الرئيس قد فشل و بدل من محاولة لمواجهة فشله، هو يريد تبريره بالفاء اللوم على الأشخاص الأخرين ، و حتى إن كان هذا اللوم بعيداً كل البعد عن المنطق.