صراحة نيوز – بقلم اطراد المجالي
صورة نمطية لا ادري صناعة من؟ للسيدة الاولى في الاردن زوجة الملك وام ولي العهد، ولأني اعلم جيدا ان شفافية وحرية قنوات التواصل الاجتماعي الواسعة ستبدا بي “سحيجا ومحيجا” ولن ترحمني، فلذلك لن اتحدث الا بشاهدتي ومشاهدتي فقط فانا على الاقل مسؤول عن ذلك ، اما ما يتحدثون به فهم وضمائرهم مسؤولة عن ذلك.
في العام 2003 تشرفت بالعمل في معية الملكة في احدى الهيئات التي ترأسها وهي المجلس الوطني لشؤون الاسرة، فقد كنت مديرا للاعلام والتمويل والعلاقات العامة، وكانت تاتي الملكة كل اسبوع خاصة في بدايات التأسيس، والشهادة انها كانت تأتي بأقل قدر ممكن من البهرجة والاستعراض وبثياب لا تختلف عن ثياب الاردنيات، وكنت استغرب انها لا تاتي بالعديد من النادليين لضيافتها كما كنت اتوقع ان تجري العادة ، بل تقبل ضيافتها كما هي ضيافتنا من مراسل المجلس انذاك وتشرب الشاي وتتحدث بطريقتها غير المتكلفة. وهي ايضا بتلك الصورة بأول مؤتمر للمجلس لاطلاق تقرير الطفولة انذاك، تقف بين المشاركين يسلم عليها القاصي والداني دون بروتكولات ورسميات.
قد تكون هذه شهادتي المتواضعة بالملكة بكل مصداقية، وهنا اتسائل؟ من اين جاءت الصورة النمطية لتلك الملكة الشعبية التي تتملكها البساطة والبراءة؟ من دخل بخبث لمدارها من البطانة؟ من الصق باسمها بعض القرارات والتاثيرات في الحياة السياسية؟ هل جاملت الملكة طلبات اولئك الخبيثين الذين يتناولوا بين ايادي الملكة مبادرات وافكار تدخلها دائرة الاستغراب؟ ام الصق بها العديد من المتلصصين ممن يدعون حقوقهم المنقوصة من جانب ويخفون مصالحهم حتى اصبحت معظم الامور تسجل لتأثيرها في الاختيار تارة وفي الضغط تارة اخرى باسمها ثم يحسبونها على شق من الاردنيين دون سواهم؟ هل لدى الملكة مصلحة ان تكون لشق دون سواه من الاردنيين؟.
لن اتناول ما يقال عن الملكة الا بما يدعم مشاهدتي، فهي شخصية عامة عالية المقام وككل الناس ستتطالها الالسن، حيث جاء بالاثر حين طلب سيدنا موسى من ربه بان يلجم السنة الناس عنه، جاوبه سبحانه وتعالى، يا موسى: لم تكن مشيئتي بان الجم السنة الخلق عني فكيف الجمها عنك. ولكنني اجزم بان زوجة الملك والمليكة والدة ولي العهد لن يكون بنيتها ابدا تجاه الاردنيين الا ان تكون بالصورة التي تعزز محبتها ومحبة الملك وولي العهد للاردنيين جميعا، فمدرسة الهاشمين لم تكن كمدارس بيوت الحكم في كل الدنيا، فما زاودوا على اردني يوما ولم يخذلوا اردني ولم يدموا قلب اردني وكانوا كبارا في افعالهم تجاه القدح والسب، في الوقت الذي كنا نسمع ما يدمي القلوب في بلدان اخرى.
يقال في المثل الشعبي” ان سطع نجمك غطي راسك”، واعتقد ان من ينجح احيانا يقال عن تاثيره في بعض الامور لا يعرفها هو نفسه، فما زالت بعض الاحاديث تقول: ان عنتره كان يقتل كل مائة فارس بضربة واحدة، وعنتره لو سمع بذلك لكسر سيفه وقال: تبا لكم ولقولكم فما انا بمارد ولا جني. فالقول غير الحقيقة، وما زالت نظريات الاعلام تكرر لنا لا تصدق كل ما تسمع ونصف ما ترى، ولكن تبقى عين الرضى عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساويا.
ان ما شهدته بحواسي عن الملكة قد ذكرته، اما ما سمعته فهو انها تشكل الحكومات، وتعين المسؤولين، ولديها في كل مركز تاثير في الاردن غرفة باسمها، وتفرق بين الاردنيين وتكره العشائر، ولديها القصور واليخوت في كل شواطئ الدنيا، كما انها تقتل كل مائة فارس بضربة واحدة. فالله اعلم بما نسمع والله اعلم بما شاهدنا.