صراحة نيوز – موسى العدوان
عندما تسلم الرئيس الأمريكي روزفلت مهام منصبه في أوائل عام 1933 واجهته أزمة مالية حادّة، إضافة للكساد الكبير الذي كان سائدا في ذلك الوقت. وقد وصف حالة البلاد بعد تسلمه منصبه ببضعة أسابيع بقوله : ” إن البلاد تموت بالتدريج “.
بدأ روزفلت باتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لمعالجة الوضع، فطلب من الكونغرس صلاحيات واسعة ليستعملها مع البنوك وأصحاب المصانع والمزارع، فوافق الكونغرس على منحه هذه الصلاحيات بعد أن أقضت مضجعه هذه الأزمة. ومن جملة القرارات التي اتخذها الرئيس ما يلي :
1. التخلي عن قاعدة الذهب فهبطت قيمة الدولار ( وهو ما يطلق عليه التضخم )، وبذلك خفت أعباء المدينين.
2. منح الفلاحين مساعدات مالية وخصص لهذا الغرض مليار دولار.
3. خلق أعمال جديدة من زراعة أشجار الغابات إلى مكافحة الفيضانات، وشغّل 25 ألف عامل مما خفف من حدة البطالة.
4. طلب من الكونغرس 800 مليون دولار لمساعدة العمال العاطلين عن العمل، ووافق الكونغرس على طلبه.
5. خصص مبلغ ثلاثة آلاف مليون دولار للأشغال العامة لتشغيل العمال.
6. إلغاء قرار منع صناعة أو استيراد الخمور.
7. رفع أجور العمال وتقليل ساعات العمل، لكي يوجد أشغال لعمال جدد.
8. أوعز للحكومة بإعطاء الاتحاد السوفيتي ( سابقا ) قرضا لكي يشتري به قطنا أمريكيا، مع البحث في التوسع التجاري بينهما.
كانت هذه المبالغ الضخمة تقترض من كبار الأغنياء الأمريكيين، لأن سياسة روزفلت كانت تقوم على زيادة قوة الشعب الشرائية. فإذا ما توفر المال لدى الشعب استطاع شراء البضائع، وبذلك ينخفض الكساد التجاري. وهذه السياسة كانت تتعارض مع سياسة رجال الأعمال في أوقات الكساد والأزمات، لأن هؤلاء يحاولون تخفيض أجور العمال وزيادة ساعات العمل.
أنتج كل هذا بعض التحسن في الأسعار والتجارة، ولكن التحسن الحقيقي كان في نفسيات العمال وأصحاب العمل، فقد زال عنهم الشعور بالهزيمة وزادت ثقتهم بالرئيس روزفلت، وأخذ الناس في أوروبا أيضا ينظرون إلى روزفلت، ويتوقعون منه أن يتولى زعامة العالم لمحاربة الكساد التجاري.
* * *
التعليق :
1. مما نشاهده حاليا من ضائقة مالية يعانيها الشعب في بلادنا، وإغلاق العديد من الشركات والمصانع والمحال التجارية، أعتقد أنه ينطبق علينا قول روزفلت : ” إن البلاد تموت تدريجيا “.
2. وعندما نستمع إلى تصريحات ومحاضرات والزيارات الخارجية لعلية القوم، نعتقد أنهم يعيشون في عالم آخر بعيد عن الواقع.
3. ويمكن القول بشكل عام أن المواطنين، يشعرون بالفساد والترهل في معظم مفاصل الدولة، وأن لا نية للإصلاح في المستقبل.
4. أرجو الله أن يهدي مسؤولينا ليقتدوا بالمصلحين في العالم، وينقذوا الوطن والمواطنين من أي خطر قادم.
التاريخ : 27 / 11 / 2018