صراحة نيوز – بقلم د.محمد جميعان
الاساس في العفو ان يسود الوئام والتسامح بين صاحب السلطة وبين الناس، الذين يرون ان الحزم الذي مورس في الاحكام وتتفيذها لا بد ان يقابلة رعاية ابوية من الدولة نفسها، سيما لاؤلئك الذين كان لهم راي او فكر في ممارساتها واختلفوا معها وطالهم القضاء والعقاب.
لذلك جرى العرف في ذلك ان يشمل العفو اصحاب الراي والفكر مالم يكن هناك قتل وتخريب..
ما بدى في مناقشات النواب مختلف تماما، اذ برزت اصوات تتحدث بعدائية تجاه هؤلاء ، وتحرمهم من العفو ، باعتبار احكامهم صادرة عن محكمة امن الدولة، وهناك من راى ان الجمعيات غير المشروعة انقلابية وما الى ذلك من حجج وتبريرات، لعل في ذلك نظرة تقليدية قديمة ، ترى اظهار العدائية مع هؤلاء المساجين تقرب للدولة واجهزتها الامنية او ما الى ذلك ، وهذا شأنهم وهم احرار في ارائهم ودوافعها..
ما اراه باختصار قد لا يشرح وجهة نظري مفصلا ، ولكن لا يمكن ان نعالج الفكر الا بالفكر والتسامح، ولا يمكن ان نقنع صاحب راي الا بالحجج والحوار بكل اشكاله، هذا الحوار الذي من اولى اساسياته العطف والأبوة التي تخاطبهم بانهم ليسوا اعداء وان الامل فيهم قائم ، وهذا ما يجري وجرى في دول كثيرة فيما يسمى بالمراجعات التي تجري داخل السجون مع هؤلاء واعطائهم فسح الامل، وقد اتت اكلها واعطت نتائج مثمرة ، سيما انهم راؤا بانفسهم الحزم والاحكام التي صدرت بحقهم ..
ما شجعني في الدفع بهذا الراي ، ما رايته من حس عال جدا بالمسؤولية وتفهم دقيق لمفهوم العفو وفلسفته من قبل مجلس الاعيان ، وهم اهل الراي والخبرة والمسؤولية ، والذي سارع بجلسة للجنة القانونية ترأسها رئيس المجلس دولة فيصل الفايز بنفسه ، ادراكا لاهمية العفو وحساسية الموقف وتصحيحا لعمق العفو وابعاده، وما اعلن عن جلسة رسمية لمجلس الاعيان يوم الاحد القادم حول ذلك..
اعتقد ومن متابعتي ان العفو عن هذه الشريحة من اصحاب الفكر والراي والتي لم ترتكب جنايات او دم منهم ، سيكون له اثر ونتائج ايجابية على الدولة والمجتمع ويصب في عمق العفو ومعانيه..