صراحة نيوز – مندوبًا عن دولة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، رعا نائب رئيس الوزراء الدكتور رجائي المعشر الاحتفال الوطني المسيحي- الاسلامي المشترك بعيد البشاره الذي نظمه المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام بالتعاون مع مجلس رؤساء الكنائس في الأردن وذلك في المركز الثقافي الملكي بعمان.
وشارك بالاحتفال لفيف من أصحاب الغبطة والنيافة من مختلف الكنائس في الأردن، وأصحاب الفضيلة والسماحة من دائرة الافتاء العام ووزارة الأوقاف ودائرة قاضي القضاة، ومن مجلسي النواب والأعيان، وحشد من الشخصيات الرسمية والدينية والدبلوماسية والمجتمعية من المؤسسات الرسمية والأهلية، ووفد “اللقاء الإسلامي المسيحي حول سيدتنا مريم” الذي أتى من لبنان خصيصًا للمشاركة بالاحتفال.
وألقى ممثل راعي الحفل نائب رئيس الوزراء الدكتور رجائي المعشر كلمةً قال فيها إن الاردن يجسد حالة فريدة ومميزه من العيش المشترك والتفاهم والتفاعل الاخوي، إذ أن الاحتفال بعيد البشاره يعتبر لبنه جديدة في التلاقي والتآخي والوئام.
وأضاف أن الأردن قد بقي عبر التاريخ مهداً للحضارات والديانات والرسل، كما شهد منذ تسلم الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية العديد من المبادرات التي انطلقت من الفكر الهاشمي عالي الأفق كرسالة عمان واسبوع الوئام بين الاديان ومبادرة كلمة سواء وغيرها.
واشار بأنه وان تعددت أدياننا وألسنتنا وهوياتنا فأننا نتشرك جميعاً في العروبة والأنسانية. ونشترك هنا بالالتفاف حول قيادتنا الهاشمية والايمان بمبادئ الثورة العربية الكبرى.
واختتم قائلاً بأن لقاءنا اليوم هو تعبير حقيقي عن إيماننا بإن قوتنا في تنوعنا وهو الاساس في تحقيق التنمية المستدامة وضمان العيش المشترك.
والقى مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب الدكتور رفعت بدر كلمة ترحيبيه بالحضور. وقال: ” في هذا المساء، نجتمع من جديد أسرة واحدة متراصة متحابة متكاملة متناغمة، كي نؤكد على ثوابتنا الأردنية التاريخية، وهي أن الدين في خدمة السلام والوئام، وأنه لا يمكن أن يُستخدم إلا للمحبة بين الناس. وفي هذا المجال نحيي كل الجهود الأردنية الرسمية والشعبية التي خُطت بماء من ذهب، على مدار عمر المملكة الأردنية الذي يقترب من المئوية بعد أشهر قليلة، وبالأخص في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين“.
وأضاف: اننا اليوم مجتمعون بين جائزتين: جائزة تمبلتون لحوار الأديان وقد نالها جلالة الملك قبل أسابيع قليلة وجائزة مصباح السلام التي سيستلمها جلالته في مدينة السلام أسيزي الايطالية بعد ساعات قليلة. والجائزتان كبيرتان بمعانيهما وتعكسان صورة الأردن المزهرة في العالم: فتمبلتون هي جائزة حوار الأديان، وهو ليس فقط مزدهر في الاردن، بل قد صدّر رسائل للعالم فجاءت هاشمية الفكر وأردنية المنشأ وعالمية التطبيق. أمّا مصباح السلام La Lampada di Pace فهي لأن جلالته ولأن الأردن بقيادته يختار الخيارات السليمة والسلمية، الخيارات التي جعلتنا نحمد الله تعالى ليلاً ونهاراً على نعمة الأمن والاستقرار. كما نتمنى النجاح لزيارة البابا فرنسيس بعد يومين الى المملكة المغربية ، بعد ان نجح في مسعاه في دولة الامارات العربية قبل شهرين ، ووقع وثيقة الاخوّة الانسانية.
وتابع الأب د. بدر نتمنّى الخير دائما لبلدنا، ونحن ايجابيون، ومتفائلون في المستقبل ، ودعونا نتمنى الخير للاشقاء، ولكل الاسرة الدولية، ننبذ الارهاب في نيوزلندا ضد المساجد وفي نيجيريا ضد الكنائس، وغيرهما من بلاد العالم. ونطلب السلامة للقدس الشريف ، لتبقى عاصمة للانسانية ، وعاصمة للدولة الفلسطينة العربية . أما امكنتها المقدسة ، فهي محط حماية ووصاية صاحب الجلالة الهاشمية ، حفظه الله ورعاه. أما اي تغيير على الوضع الراهن للمدينة المقدسة، او للوصاية الهاشمية فيها، فهو مساس بالخطوط الحمر ، وكلنا نقول مع جلالة الملك: كلا وكلا وكلا .
وختم الاب د. بدر كلمته بالترحيب بالوفد القادم من بيروت للمشاركة في احتفال عيد البشارة برئاسة مستشار الرئيس اللبناني لشؤون حوار الأديان السيد ناجي خوري وسماحة الشيخ الدكتور محمد النقري، والأستاذ منير جبر والصحافية السيدة ماري شلهوب من الوكالة اللبنانية المركزية للأنباء.
وأطلق الأب د. بدر جائزة البشارة السنوية، والتي تمنح لمؤسستين رياديتين في مجال الحوار بين الأديان، والتقريب بين المؤمنين بالله الواحد. وفي هذا العام تم منحها اولاً للمركز المجتمعي المسكوني التابع للكنيسة اللوثرية، بإدارة القس سامر عازر، كما شكرا جهودهم التي يبذولونها في إعلاء الثقافة وبالأخص ثقافة اللقاء والحوار. اما الجائزه الثانية فكانت من استحقاق الدكتورة بيان الشبول مطلقة مبادرة تكافل الأديان التي تسعى إلى بث الثقافة السليمة بين اتباع الاديان.
والقى الأمين العام لمجلس رؤساء الكنائس في الأردن الأب الدكتور ابراهيم دبور كلمته قائلاً: بشروا من يوم ليوم بخلاص الهنا، ما أجمل هذا الخلاص اي ميلاد ملك السلام الذي صالح البشر مع الله وصالح الأنسان مع أخيه الأنسان، فالبشارة تعني تلاقي الله مع الانسان. كما أنها قد فتحت الطريق الى الخلاص وهي دعوه الى حب الله والى حب الأنسان لأخيه الأنسان.
وأضاف هنيئاً لنا بكلمة الله المتجسدة التي تجعلنا نحتفل بعيد الخلاص وهذا يدل على محبة المسيح للجميع من مسيحيين ومسلمين ومتى نحب المسيح فاننا نلتقي به.
من جهته، بارك مستشار الرئيس اللبناني لشؤون حوار الأديان وأمين عام “اللقاء الإسلامي المسيحي حول سيدتنا مريم” من لبنان، ناجي الخوري، الاحتفال الإسلامي- المسيحي بمناسبة عيد البشارة للمرة الثانية على التوالي في الأردن ، قائلاً ” أَتَينا مِنْ لبْنان، حاملين مشْعَل الـمَحبة والسلام، أَتيناكم حاملين راية مريم الجامعة في عيد بشارتِها، أتينا لنَشْبك أَيادينا بأياديَكم، وننْطَلق معا في بناء ثَقافة، لا بل حضارة الـمحبَّةِ وَالسَّلامِ“.
وأضاف الخوري ” يا إِخْوتي في الإنسانيّة، في أَيّام التَّعَصب والتطَرف لِنَكن عناصِرَ انْفتاحٍ، في أَيّام التقسيم لِنَكن رجال وحْدَة، في أَيّام العداء لنَكن شعْلة الاخوة، في أَيام البغْض تعالوا ندعو إِلى الـمحَبة“.
وقادماً من لبنان القى الشيخ الدكتور محمد النقري كلمته قائلاً: “عندما تداعينا في لبنان منذ ثلاثة عشر سنة للإحتفال بعيد بشارة مريم، لم نكن ندرك بأنها ستتحول سريعاً الى ثقافة عالمية جديدة تفتح آفاق العلاقات الإسلامية المسيحية على مصراعيها. لقد كانت بداية الفكرة أن نبحث نحن المسلمين والمسيحيين عن مبادئ مشتركة طبيعية غير مصطنعة لكي نلتقي بها سوياً من أجل كلمة سواء ، نؤكد فيها ايماننا بالله وبرسله وأنبيائه وكتبه السماوية التي يؤمن بها كل واحد منا على حدة وباليوم الاخر وبالأعمال الصالحة الخيرة.”
وأضاف الشيخ الدكتور النقري ” وأخيراً من كانت له أذن فليسمع ومن كان له عقل فليعلم، بأننا مسلمين ومسيحيين لسنا هواة إنغلاق، ولا شقاق ولا نفاق، ولا أصحاب بدع وخدع، تعاهدنا بأن لا تجمعنا أينما كنا الكراهية ولا الحقد ولا الفرقة بل تجمعنا أم رحيمة ومشفقة، بمحبتها نزرع الورود وننثر البذور، وننشد تواشيح وترانيم المحبة والسلام.”
كما تضمن الاحتفال الذي تولى عرافته كلاً من شادي أبو خضر وليندا الخضراء، قراءة من الانجيل المقدس بصوت الأب عماد بواب حول البشارة ، وتلاوة آيات من القرآن الكريم حول بشارة الملاك جبريل للسيدة العذراء تلاها القارئ الشيخ عبدالله أبو غزالة. وتم عرض فيلم قصير عن الاحتفال من اعداد موقع أبونا: الأردن أرض السلام، وفقرات ترانيم قدّمتها فرقة البشارة في جبل اللويبدة بقيادة المايسترو ابراهيم نعواس وفيها “جبريل جاء يبشرك، يا مريم البكر، وكذلك كلمات أغنية الشاعر سعيد عقل: أردن أرض العزم، وأغنية القدس، كما قدم كل من الفنانة روز الور والفنان رامي شفيق ترنيمة التآخي الاسلامي – المسيحي.