صراحة نيوز – بقلم محمد ابو صقري
اعترفتُ في مقال سابق بعنوان “مرمطة في الدوائر الحكومية” بأنني أعاني من فوبيا مراجعة الدوائر الحكومية لما فيها من مرمطة وشحططة، لكن هذا الاحساس لم ينتابني وانا اتجه الى مكاتب شركة الكهرباء في منطقة القويسمة، ذلك لأني، ربما لجهل مني، اراجع شركة خاصة تختلف كثيرا عن الدوائر الحكومية، وأن موظفيها على درجة عالية من الكفاءة والكياسة والجاهزية لخدمة الجمهور، والخدمة هنا ليست مجانية كما في الدوائر الحكومية، لكنني صُدمت عندما دخلت، مئات من المراجعين يقفون في طوابير طويلة امام عدد محدود جدا من الشبابيك، واعداد اخرى يتحركون جيئة وذهابا بين المكاتب، اذا نظرت الى وجوه الناس تدرك حجم المأساة، وإذا سألتهم عن سبب تجهمهم اجابوك بأن لهم اشهرا على هذا الحال، يراجعون الشركة اسبوعيا وربما يوميا من اجل العثور على معاملاتهم، لكن الجواب دائما “راجعنا بعد اسبوع” أو ” لم يتم ادخال المعاملة الى النظام”، ذكروا لي اسم النظام / السيستم، لكني نسيت اسمه، المعذرة.
المهم، وقفت في الطابور الطويل، وانتظرت.. وبعد طول انتظار وصلت، تقدمت بمعاملة من اجل تركيب ساعة مؤقتة، وتفضل الموظف مشكورا فأعطاني ورقة مراجعة برقم، على أساس أن موظف الكشف سيزور المكان في اقرب فرصة، كان ذلك قبل اربعة شهور تقريبا.
بعد حوالي عشرة ايام جاء الكشيف وطلب تركيب عمود بطول ستة امتار، فقلنا سمعا وطاعة، كنا حينها قد شرعنا ببناء عمارة من اربعة طوابق، استعرنا كهرباء من احد الجيران جزاه الله خيرا، وها قد انهينا الطابق الرابع وما زالت الساعة المؤقتة في مستودعات الشركة.
لدى مراجعاتي المتكررة للشركة ادركت ان شركة الكهرباء قد ترهلت واصبحت عاجزة عن انجاز المعاملات في وقت قصير، وأن غالبية موظفيها لا يحسنون استخدام اجهزة الكمبيوتر التي تعتمد عليها الشركة لانجاز المعاملات، هذا الى جانب الاهمال وعدم المبالاة، وأسباب أخرى لا اظن ان الشركة غافلة عنها.
السؤال المطروح وبقوة: ما مصير المشاريع التي يعتمد انشاؤها على الكهرباء؟ هل تتوقف عجلة الاقتصاد اشهرا عديدة الى ان تتلطف الشركة بايصال التيار الكهربائي؟
شركة الكهرباء ارسلت الى المشتركين قبل بضعة ايام استبانة تستطلع فيها اراءهم حول مستوى الأداء للخدمات التي تقدمها الشركة، وأعتقد جازما أن الجواب وصل.