صراحة نيوز -بقلم سهير جرادات
العمارة تتكون من سبعة طوابق ، وعدد سكانها سبعة ، وتحمل الرقم7 ، وتقع على الدوار السابع ، ومالك العمارة يقطن في الطابق السابع مع زوجته وعائلته ، وكونه صاحب العمارة يتم الرجوع اليه في كل صغيرة وكبيرة ، الأمر بيده وهو صاحب القرار الأول والأخير ، أما الطابق السادس فخصصه ساكن السابع (صاحب الملك ) لحاشيته واتباعه ، ومن يقومون على راحته ، ويأتمرون بأمره ، وينفذون ما يطلب منهم ، فيما الطابق الخامس تم تخصيصه للحرس من المسؤولين عن أمن العمارة واستقرارها من الطابق السابع ونزولا حتى الطابق الأول .
أما الطابق الرابع فيسكنه من ينفذ تعليمات الطابق الخامس ، وخصص له الطابق بأمر من مالك العمارة القاطن في الطابق السابع ، أما الدور الثالث فيقطنه سكان في الغالب من المتقاعدين ، يحرصون على الاحتفاض بأدوية الضغط والسكري في جيوبهم ، وما عليهم سوى أن يأتمروا بأمر ساكن السابع ، الذي أصدر الأمر بتعيين الدور الثالث لاقامتهم ، فيما الطابق الثاني تم تخصيصه لسكان يتم اختيارهم من العامة ، فيما الطابق الأول خصص دائما إلى الساكن المسؤول عن إذاعة الأخبار التي تجري في العمارة ، من السابع إلى أول طابق وبالعكس ، وبعضهم معروف للطابق الخامس ، وبعضهم معروف للرابع ، وتجد منهم سكان غير مُعَرف عليهم من أي جهة كانت .
سكان الطابق الخامس ، يأتمرون بأمر الطابق السابع ، ويتحكمون بالطابق السادس الذي فوقهم ، ويتحكمون بالرابع والثالث و الثاني والأول ، مما يعني أن العمارة مسيطر عليها بالكامل من ساكن الطابق الخامس الأكثر جدلا .
صحيح ، نسيت أن أخبركم أن هذه العمارة التي تحمل الرقم 7 ، توجد فيها تسوية ، لا تدخلها أشعة الشمس إلا نادرا ، وهي باردة في الشتاء ، وحارة جدا في الصيف ، والمياه المخصصة لها لا تكفيها ، وكثيرة الانقطاع عنها، أما الكهرباء فتجدها مقطوعة بغير إرادة ساكنها ، حيث يتم تزويدهم بها من مناطق مجاورة ، مقابل مبالغ مالية مرتفع،لذا يتم التحكم بقطعها من باب النكاية والاستفزاز ، أو يتم قطعها برغبة من سكان التسوية وإرادته؛ اعتراضا على ارتفاع أثمانها.
للأسف لا أحد يعيرهم اهتماما ، رغم أنه إذا نخر السوس التسوية فإن العمارة كلها ستتأثر ، حيث ستختل أساساتها ، كما أن ترك التسوية دون صيانة أو رعاية وعناية ، سيصيبها بالعطب، بسبب انتشار الغازات المنبعثة من الخارج أو انتشار المخدرات والفساد، لنصل إلى مرحلة النخر في الأساسات وبالتالي القضاء على العمارة ، حينها- لا قدر الله- ستقع السبعة أدوار لأنها جميعها تعتمد على طابق التسوية، الذي لا يحسب حسابه ، ولا في أي شيء ، ولا حتى يحتسب من بين السكان ولا يعار له أي أهمية ، ورغم أن الجميع يلجأ لجيبه في سد العجز ، الا أنه لا احد يراه بعينه .