صراحة نيوز – بقلم رانـدا جميل
علي الرغم من أن الاحتجاجات في ايران ليست من الظواهر نادرة الحدوث في عهد الخوميني وصولا الي خامنئي , لكن مع استمرار المظاهرات والاضطرابات الشعبية يتسألون في ايران مالذي يحدث ؟؟ !! وبعدما هزت اضطرابات هذة المرة كل أركان النظام الايراني …..في ايران ثلاث موجات من الاحتجاجات عام 2009 سميت الاحتجاجات بالحركة الخضراء وكانت احتجاجات ذات طابع سياسي احتجاجا علي تزوير الانتخابات التي انتهت بفوز أحمد نجادى لرئاسة ايران وتم قمع هذة الاحتجاجات بالقوة المفرطة …… في 2017//2018 خرجت احتجاجات تدني مستوي المعيشة . بلغ عدد القتلي 1000 قتيل وعشرة الالاف معتقل سياسي وحوالي 4000 مصاب وتم قمع هذة الاحتجاجات بواسطة الحرس الثوري والباسيج وكل اجهزة الامن والمخابرات …… ملفت الاحتجاجات هذة المرة ظاهريا اخذت الطابع السياسي الاجتماعي , ظاهرها رفع اسعار المحروقات 200% اما الاسباب الحقيقية التي يحاول النظام في طهران ان يخفيها هي ان لاول مرة يتم حرق صور الخميني وعلي خامنئي والمطالبة بسقوط النظام ناهيك عن حالة الجوع والفقر التي تشمل 60 مليون ايراني باعتراف حسن روحاني نفسه ان 60 مليون ايراني يحتاجون الدعم
لا يعقل ان بلد مثل ايران يعج بالثروات ويملك ربع احتياطي العالم من النفط يعاني من أزمة وقود ويضطر الي رفع سعره وان يتهرب قيادته من المعالجات الملحة للمواطنين في بلد يبلغ تعداده 82 مليون في حين تذهب أموال الشعب الايراني في مغامرات خارجية مثل دعم حزب الله ومليشيات الحشد الشعبي في العراق وقمع الثورة في سوريا التي كلفت ايران 20 مليار دولار من خلال دعم نفطي ومادي وخطوط ائتمان …
الشعب الايراني يتسأل اين تذهب أمواله وموارد بلاده ؟؟؟! هم يعلمون اين تذهب أموالهم ويرددون شعارات لا عزة ولا لبنان روحي فداكي ياايران .. وشعارات تسقط فلسطين … مع ان الحقيقة ايران لم تدعم الشعب الفلسطيني في شيء الا شعارات جوفاء , الرئيس الفلسطيني محمود عباس صرح بذلك … هم يدعمون حماس فقط لخدمة مخططهم في المنطقة ومن خلال وكيلهم قطر …
منذ اربعون عام 1979 وايران من سيء الي أسوأ , الي ان جائت العقوبات الامريكية التي شلت الاقتصاد الايراني من خلال وقف صادرات نفط ايران من 3.5 مليون برميل يوميا الي 350 الف برميل عن طريق التهريب والالتفاف حول العقوبات .
في بداية الامر قادة ايران قالوا لا تأثير للعقوبات علي ايران والان يعترفون بالخطأ الاستيراتيجي بان العقوبات لها تأثير كبير علي اقتصاد ايران .. الرئيس الايراني قال ان البلاد ليست في وضع طبيعي بسبب العقوبات الامريكية التي شملت كل شيء من نفط وكهرباء وقطاع المال والصلب وكل الشركات التي يملكها الحرس الثوري .. انخفض الريال الايراني بنسبة 60 % وارتفع التضخم الي 44% وانكمش الاقتصاد بنسبة 6% واسعار المنازل والايجار وغيرها ..
مشكلة الاقتصاد الايراني هي بنيوية ــ بناء الاقتصاد الايراني نفسه .. فثلث الاقتصاد الايراني يرتبط بالحرس الثوري وشركاته التي يبلغ رأس مالها 100 مليار دولار ..المرشد الاعلي وشركاته تقدر بحوالي 800 مليار دولار …ثورة المرشد تبلغ 200 مليار دولارحسب تقدير السفارة الامريكية في بغداد منذ فترة ..الملالي في طهران كانوا يعيشون في مقابر للموتى . وبعدما أصبحت ثروات ايران الان في ايديهم لن يفرطوا في تلك الثروات مهما كان الثمن الا بثورة شعبية تطيح بكل النظام الحاكم في طهران …
هل يستطيع المواطن الايراني ان يتحمل هذا الوضع المعيشي وهل لديه نفس طويل للاستمرار في التظاهر ؟؟؟ لا طريق أمامة إلا الاستمرار بسبب الفقر والجوع حتي يتغير النظام في ايران او يتغير سلوكه ويكف عن التدخل في دول الجوار …وبزيارة 3.5 مليون ايراني الي العراق ومشاهدتهم ثورة الشعب العراقي ضد ايران وهتافات اللبنانيين ضد حزب الله وايران كل هذة الاشياء لها مفعول السحر في إذكاء نار التظاهر… فقد سقط حاجز الخوف وسقطت القدسية الوهمية للخميني حتى خامنئي حين تعالت المطالبات بسقوط الديكتاتور وكل رموز السلطة .. وانطلقت الشرارة ولن تخمد … وإن خمدت فتحت الرماد ماتحته