فلسطين .. طَسّْها البَيّنْ

31 يناير 2020
فلسطين .. طَسّْها البَيّنْ

صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه

ليس من حق اي طرف عربي ان يزاود على الآخر في دعم القضية الفلسطينية ، او ان يدعي بانه يدعم ، ويساند بالمطلق . فلسطين وحيدة في صراعها لإثبات عروبتها ، ورفض صهينتها التي يعمل اغلب العالم على صبغها بها ، ولا أستثني أحداً بالمطلق على مستوى الجهات الرسمية الحكومية ، بما فيها السلطة ( غير ) الوطنية الفلسطينية . أستثني فقط العرب الشرفاء كأفراد ، وليس كهيئات وتنظيمات ومنظمات ، كما أستثني بعض أحرار العالم كأفراد ، وأستثني من المنظمات ، منظمة ناطوري كارتا اليهودية ، التي تناضل وتناصب بني جلدتهم ودينهم العداء ويعبرون عن رفضهم للحركة الصهيونية في العالم اجمع ، ويناضلون بشرف عن معتقد ديني يهودي حتى داخل الكيان الصهيوني . لان معتقدهم الديني ان الله كتب عليهم الشتات في الارض الى يوم القيامة لعصيانهم الله ، ولعل ما كُتب عليهم من شتات يُخفف عنهم عذاب يوم الدين .

كل ما يتم إظهاره من رفض على مستوى السلطة ( غير ) الوطنية الفلسطينية وكل الوطن العربي ، ليس اكثر من اداء لدور ، لتصوير مشهد تمثيلي ساقط قيميًا ، وقومياً . وحتى لا يعتبرني أحد بانني مُتجنياً ، او مُتشائماً أورد ما يلي بمنتهى العقلانية ، والمنطق ، والإنصاف لكل الاطراف : منذ عقود من الزمن ، ومنذ ما قبل نكبة ال ٤٨ ، وحتى آخر الأحداث المتمثل في صفعة القرن ، ما يتم لا يزيد عن الآتي : التنسيق لعمل تمثيلي للقيام ببعض المسيرات ، وحرق الإطارات ، ورفع بعض الشعارات ، وعمل المحاضرات ، والندوات ، والمؤتمرات : لإعلان الشجب ، والاستنكار ، ورفض العدوان ، والوقوف ضد التهويد ، والتمسك بقرارات الشرعية الدولية ( هههههه الشرعية الدولية التي شرعنت الاحتلال ، وأقامة الكيان ، والاعتراف به ، ومساندته لقيامه وإنشائه وإضفاء الشرعية عليه ) .

أستثني إلانتفاضة الاولى في نهاية الثمانينات ، وصدق أهدافها ، ومصداقية من قاموا على رعايتها ودعمها بقيادة المناضل الشريف الشهيد خليل الوزير ( أبو نضال ) ، الذي أعلن ان من يستغني عن الكفاح المسلح لتحرير فلسطين يعتبر خائناً ، لاحظوا معي تصريحه الذي سرّع بإغتياله ، ولمصداقيته تم إغتياله ، لإطفاء جذوتها ، واستثمار غاياتها ، وحرفها عن أهدافها التي رسمها ، فأسفرت عن مؤتمر مدريد الإخضاعي ، وأوسلو الخياني ، ووادي عربه الاستسلامي . وكانت فاكهتها وأقصى منجزاتها قيام السلطة التآمرية المتصهينة . ألم تلاحظوا معي ردود الفعل التمثيلية المُخزية منذ اعلان الصفعة يوم الثلاثاء الماضي : تواجد لبضع عشرات من الأشخاص في غور الأردن ، وكأنهم بمشهد إحتفالي ميداني وإنصرفوا ، حرق بعض الإطارات في بضعة أماكن في الضفة الغربية وانتظار التقاط الصور ،وينصرفوا ، مرّ يوم الجمعة الاولى على اعلان الصفعة كيومٍ عادي جداً بعد صلاة الجمعة في المسجد الأقصى ، مظاهرة إستعراضية لبعض الأحزاب ومن يسمّون بالشخصيات الوطنية !!؟؟ أمام المسجد الحسيني في عمان ، مسيرات هزيلة في بعض المدن الاردنية ، بهتافات جوفاء ، إنهزامية ، مكررة ، وممجوجة ، وكأنها لرفع العتب . في الوقت ذاته نواب اردنيون يدعون السفير الصهيوني على المناسف ، متناسين او متجاهلين ان سبب ظهور المنسف هذه الأكلة الشعبية الأردنية هو قرار من الملك ميشع المؤآبي الكركي لكسر تقليد لليهود ، وآخرين من الأردنيين يدعون السفير الصهيوني على بيوتهم والإحتفاء به ، مع تقديري لعشيرة أحدهم المناضلة قومية النهج ، عشيرة الثوار الأحرار ، التي شَمّْسَتْ ذلك الشخص ( وهنا من الضروري ان أُذكِر بمقال سابق لي عن ضرورة اتباع التشميس لردع من ينحرفون عن نهج القبائل الاردنية الأبية ) . والتحرك الأجرأ والأخطر الذي سيقلب الموازين ، وسيحرر فلسطين ، إنعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب ، ومما زاد الخطورة طيران عباس لحضور المؤتمر !!؟؟ وبما ان عباس حضر المؤتمر ، سيكون بيان الشجب والرفض والاستنكار شديد اللهجة ، وبدون رحمة للعدو الصهيوني وحاضنته الأمريكية برئيسها المتغطرس .

من حقي ان أتطرق بشيء من التفصيل عن أقرب طرفين لفلسطين ، وهما السلطة ( غير ) الوطنية الفلسطينية ، والمملكة الاردنية الهاشمية . السُلطة تدعي تنبي القضية والدفاع عن القضية الفلسطينية ، وهي ليس بإمكان قادتها التحرك ، والتنقل ، والسفر ، والأكل ، والشرب ، وإستنشاق الهواء ، الا بموافقات من حكومة العدو ، ويقضي عدد من قادتها وعائلاتهم عطلات الأسبوع في منتجعات العدو مع قادة الكيان وعائلاتهم ، حيث يلهو أطفالهم معاً ، لكسر مشاعر العدائية عند ابنائهم تجاه ابناء الصهاينة المحتلين لفلسطين ، وكلكم تعرفون قصة تسيفي لفني الصهيونية التي حصلت على فتوى أحد الحاخامات لتنذر جسدها في سبيل الكيان وخدمته ، فأوفت بما نذرت ، مع العديد من كبار المسؤولين الفلسطينيين والعرب ، وعباس حتى اليوم يهدد بوقف التنسيق الأمني مع العدو ، وهذا يعني انه حتى هذه الساعة هناك احرار فلسطينيون يعتقلهم العدو باخباريات من السلطة ، والعمل الأخطر الذي نجحت به السلطة أيما نجاح ، يتمثل في تدجين الثوار الفلسطينيين ، الذين سيحتاجون الى عقود من الزمن للانتفاض والخلاص من أدران السلطة .. الخ . أما المملكة الاردنية ، فمن اتفاقية وادي عربة الإذلالية ، الى بضائع المستوطنات التي تغطي اسواقنا ، الى اتفاقية العار ( عفواً الغاز ) ، التي بسببها يُعتبر العدو حليفاً شريفا نظيفاً مؤتمناً ، وإلا هل من المنطق والعقل ان نترك طاقة الأردن بيد عدو ، بكبسة زر يعم الظلام كافة أرجاء الأردن !!؟؟ .. الخ

البين طس فلسطين وchبحها ، كفاكم تمثيلاً وادعاءا بنصرة فلسطين ، ما انتم الا ممثلين عملاء مأجورين ، وفلسطين الطاهرة ، المنكوبة منكم برآء . الواقع العقلاني والمنطقي يقول : إن فلسطين وحيدة في مواجهة الغازي المستوطن الغاصب . وتحريرها يكمن في ثوار الداخل الفلسطيني بعد خلاصهم من سلطتهم التي تسلطت عليهم ، والركون الأقوى والأنجع ، والأثبت يتمثل في ان يُنجز الله وعده ، والله سبحانه وتعالى نافذٌ أمره .

ما يمكن ان يُقال كثير ، لكن ما الجدوى من افعال مفتعلة استعراضية في قضية مصيرية !!؟؟ انه خداع ، وهل يرضى عاقل ان يُخدع !؟ المُطبع ، والعميل ، والمنتفع ، والرافض ، يهتف بفلسطين ، في مشهد كأنه احتفالي وليس نضالي ، وقافلة التهويد تسير ، ولا يضيرها النُباح .

لنعترف باننا كلنا متخاذلون ، كل محتل بالإضافة لغُربته وجُبنه يكون حصيفاً في احتساب كلفة احتلاله ، ونحن لم نكتفي بتوفير كلفة الاحتلال بل سوقنا منتجاته حتى المسروق منها كالغاز .
تبادلوا حلقات الذكر والاستغفار وأنتم غالبيتكم لستُم طُهار . كيف يغفر لكم الله وأنتم خذلتم اقصاه .

نقدم برامج عن القدس لنقنع أنفسنا بعدالة قضيتنا !!؟؟ هذه مهزلة ، لماذا لم يتم توظيف هذه الأموال لخلق حالة إعلامية متحضرة لنخاطب بها العالم لاقناعهم بعدالة قضيتنا لنخلق رأياً عاماً مؤيداً يؤثر على قرارات حكوماتهم الديمقراطية التي تحترم توجهات شعوبها !؟

الاخبار العاجلة