صراحة نيوز – بقلم الدكتور حسين عمر توقه
باحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن القومي
بالأمس تلقيت إتصالا من القائم بأعمال إحدى السفارات في الأردن وأبلغني بأن هناك مغلفا يحتوي على رسالة شخصية من رئيس البلاد وسألني إذا كنت أرغب في إيصال المغلف إلى منزلي وسألته بدوري إذا كان سعادة السفير موجودا في السفارة فأخبرني أن سعادة السفير موجود في مكتبه فأخبرته بأنني سأقوم بالتوجه إلى السفارة لإستلام المغلف .
ولدى وصولي إلى مكتب سعادة السفير قام بتسليمي المغلف وجلسنا نتبادل أطراف الحديث في العديد من المواضيع السياسية والإقتصادية وتطرقنا إلى موضوع جائحة الكورونا وكيف أن الدول العظمى هي الأكثر تأثرا وتضررا بهذه الجائحة وفي مقدمتها الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وألمانيا وفرنسا . وأثناء تبادل الحديث سألته إذا كان قد تناول اللقاح المضاد لفيروس الكورونا . فأجابني بصوت حزين لمست فيه بعض الغصة والمرارة أنه قد اتبع كافة التعليمات الصادرة عن الحكومة الأردنية وأنه قام بتسجيل اسمه وكافة المعلومات الخاصة به في المنصة المعدة لتسجيل من يرغب في تناول اللقاح المضاد لفيروس الكورونا قبل مدة غير قصيرة وربما كان من أوائل من استجاب . وقام بعدها بالإتصال بالمسؤولين في كل من وزارة الخارجية وإدارة الأزمات للإستفسار عن موعد التطعيم ولكنه وحتى هذه اللحظة ما زال ينتظر الإجابة .
هناك أعراف وتقاليد وبروتوكولات معروفة بين الدول ولكن أكثر هذه الأعراف والتقاليد تكمن في الأخلاق الأردنية العربية الأصيلة والتي تتمثل في الكرم وحسن الضيافة وأن يؤثر الإنسان ضيفه على نفسه فما بالك إذا كان الأمر مع ضيوف الأردن من سفراء وأعضاء الهيئات الدبلوماسية وإنني أناشد أصحاب القرار الإهتمام بهذا الموضوع وإتخاذ الإجراءات اللازمة ووضع برنامج زمني عاجل يتم من خلاله تطعيم كافة السفراء وأعضاء الهيئات الدبلوماسية في بلدهم الثاني الأردن الوطن الأغلى .