صراحة نيوز – كتب الدكتور محمد حسان الذنيبات
في حصار بيروت عام ١٩٨٢ خرج بعض الأطباء عبر الاذاعات و طلبوا من الناس المحاصرين الذين لا يجدون ماءا يشربونه ان يشربوا من بولهم -أعزكم الله- حتى يحافظوا على وظائف الكلى و على حياتهم. و قبل يومين خرج طبيب خبير نحترمه و راح يحدث الناس عن اخذ جرعات عالية من الكورتيزون على التلفزيون اذا انخفض لديهم الاكسجين دون رقم معين و بعدها على برنامج المساء استضاف المذيع ضيفا في حلقته شخصا يشرح للناس عن علاج الاكسجين المنزلي ويعلمهم كيفية تشغيل الجهاز وتعديل التدفق و غيرها من الأشياء الفنية الدقيقة الأخرى.
ماذا يعني هذا ؟ يعني أننا نفعل أشياء لم نتعود في ممارستنا السريرية الطبيعية كأطباء أن نفعلها و لا حتى في الأحلام !! و هذا يعني أن الناس ستتضطر أن تعالج نفسها في المنازل وهذا للأسف الطريق المخيف إلى طب الحروب و الكوارث حين يختار الطبيب بمعايير صعبة من يعيش و من يموت بناءا على تقديراته.
ليس المقصود من كلامي هو بث الذعر والخوف بين الناس فالناس يكفيها ما فيها و اغلب من يصلهم كلامي أو يهتمون له هم من الملتزمين و لكني هنا أريد أن نشرك الجميع في هذا الدور و هو أن يتحدث كل شخص فينا ب١٠ من أقاربه و اصدقائه و يحثهم بل و يساعدهم في التسجيل لأخذ اللقاح و هذا للأمانة مقترح من أحد الزملاء المحترمين في محافظة الكرك اتفقنا أن نطلقها مبادرة و نفعلها لتكون نموذجا للآخرين.
ببساطة المختصون يجمعون أن الوباء سيضرب موجات جديدة في كثير من الدول و ستنجو من هذه الموجات تلك الدول التي استطاعت (تلقيح النسبة المطلوبة للمناعة المجتمعية) و المقصود ٦٠-٧٠٪ من الناس في فترة متزامنة (تقريبا ٦ أشهر) و هو ما يؤدي إلى خفض معدل الانتشار (الاصح عامل التكاثر الأساسي R0) لأقل من ١ (كل شخص يعدي اقل من واحد) بمعنى كل مصابين او ٣ ينقلون العدوى لواحد و هكذا حتى يستمر هذا الرقم بالانخفاض و هو عمليا ما نعنيه بقولنا السيطرة و انحسار الوباء و هو ما سينعكس أيضا على تسبب الاصابة بالوفاة حتى تصبح مجرد رشحة عادية !!
لكن في المقابل استمرار تصاعد معدل الانتشار (كل شخص يعدي بالمعدل اكثر من واحد و مع المتحورات الانجليزية الرقم اكثر من ٢.٥) فهذا ينبئنا بأن الموجات ستتلاحق و اثارها الكبيرة ستتفاقم على الاقتصاد و السياسة و الاجتماعيات و الحالة النفسية و الانتحار ومزيد من الانهاك والارهاق للنظام الصحي.
الوضع مقلق و نحن عانينا في بداية الجائحة لاقناع الناس بخطورة الفيروس و التباعد الاجتماعي، ثم عانينا باقناعهم بالكمامة و اليوم نعاني في موضوع اللقاحات و أحدهم يعلق على احدى المنشورات (خلي لقاح الحكومة الها) ولا حول ولا قوة إلا بالله !!
على الهامش اقترح تخصيص عدد من الأطباء لمتابعة المرضى في المنازل و لو هاتفيا يعني او كل طبيب تابع ٢٥ بل و يزور منهم منزليا من يحتاج الزيارة ليقرر إن كان يحتاج تصعيد الرعاية أو اي تعديل اخر في علاجه.
السبيل الوحيد لقهر هذا الوباء و العودة إلى الحياة الطبيعية تدريجيا بعد التوكل على الله و الاعتماد عليه هو باللقاح و لذلك ارجو من كل شخص يصله كلامي أن يعزم على ايصال الرسالة لعشرة غيره على أقل تقدير حتى نصل إلى الرقم المطلوب و نعود إلى الحياة الطبيعية.
اختصاصي أمراض و زراعة الكلى /كندا