صراحة نيوز – بقلم الدكتورة ماجدة عودةالله ابو جاموس
وتمر الايام تترى ، وتمضي ، وكأنما هي في صراع مع زمان يابى الا ان يكون النصر عنوان له والامته ولاهله الطيبين . تمر الايام وكأنما ايار يختال ويرخي الجدائل ليظل الزاهي بين شهور العام ، ليرسم ملاحم بنائية ونضال رجال ابوا ان تدنس الارض وينتهك العرض ويسلب الامن , في هذا العام ومع مرور خمسة وسبعين عاما من عمر استقلال المملكة الاردنية الهاشمية تابى عمان والقدس واقصاها وشوارعها العتيقة الا ان تزيد هذا اليوم معاني اعمق للنصر والاستقلال والعز والشموخ , تابى الشقيقتان الا ان تضعا ايديهما لتزفا النصر الى الاهل .
ايار المجد كان وسبيقى درة الوطن ودانة ايامه الماجدة العابقة بمعاني الشموخ والمجسد لقيم النصر والمواجهة من رجال ايقنوا بان الموت هو حياة لاخرين , رجال عرفوا ان الارض هي العرض , هي الام والاخت والابن , هي الاب والشيخ والكهل , فلا شئ يدنس طهر الارض ، ولا لهو الطفولة ولا صلاة كهل ولا فرحة ام .
في ايار الخير ابت عمان والقدس وغزة الصامدة الا ان تكون الحاضرة في دفتر الاوطان ،وفي سفر ايامه الخالدة ، لتروي على مسامع اجيال الحاضر والمستقبل كما كانت الحاضرة في امسها القريب البعيد , اروع قصص البطولة , واسمى قيم النصر ،لرجال ابوا الا ان يكونوا في مواجهة الاعداء مهما كلف الامر ، فتلقوا الرصاص بصدورهم ، ورأوا النصر المبين بقلوبهم قبل اعينهم , وكان النصر حليفهم , في عمان كان يوم الخامس والعشرين من ايار لعام 1946 ، يوم عز وشروق شمس النصر والسيادة والاستقلال , وفي الشهر ذاته و بفارق سنوات كثيرة بعمر الزمان تجاوزت السبعة عقود وزادت خمسة لكنها في اعين شباب مقدسي وغزي هي قليلة، ، كانت القدس وباب والواد والشيخ جراح بارضها وحارتها وذاكرة شيوخها وقصص مجد ها التي لا تزال حاضرة في ذاكرة شبانها كانما هي بضع سنين ، فيها ومن خلالها كانت دروس نصرها المحفز لاجيال حاضرة ابو وابت القدس وحاراتها العتيقة وغزة وحي الشيخ جراح الذي طالما كان اسمه الحاضر دوما في ذكر سير النصر والبطولة الا تحقيق النصر ، وابت الشقيقتان عمان والقدس الا ان تتذوقا سويا لذة النصر.
ففي زهوة وفرحة هذان الحدثان الجليلان استقلال المملكة الاردنية الهاشمية ونصر القدس وغزة، فكانما الايام تألقت ورسمت معنى جديد لها ، ولصباحاتها التي غدت اروع ، ولمساءاتها التي ازدات القا , وكانما استيقضت الارض من سباتها ، وابت الا ان تخرج من رحمها وتسطر من جديد سير انتصارات ، لتظل الارض الولادة عناوين عريضة لمجد وشموخ ونصر شعوب واجهت قوى استشرى ظلمها وعاثت فسادا ,الا ان للشعوب الحرة وقفات بطولة، لا بد وان تنهي معها عبث العابثين , ليهب الشباب والشيوخ والنساء وحتى الاطفال لانتزاع النصر مهما كلف الامر , ولتهدي امهات الاردن وفلسطين كواكب المجد والشهادة وهن يزغردن لمجد الاوطان , وليعلنها على مسامع الدنيا بان من يريد الحياة لا بد ان يكون الدم الطاهر هو الثمن ، ولا بد ان يكون نزف الجراح اللواتي يضمدنها بايديهن الضريبة ، فهو الوطن البيت الكبير والامن المنشود .
في هذه الايام والق نصرها, للشهداء ننحني نقبل تراب المجد المجبول بنجيع دمائهم الزكية , ولكل ام ثكلى , ولاب فقد فلذة قلبه , ولكل طفل زف الوالد الى جنات الخلد مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا , نقف نحيهم ونشد على قلوبهم واياديهم ، نقف رافعي الرؤوس الى اعلى الاعالي وقلوبنا تنحنى على تراب الاوطان الطاهرة التي ما عرفت يوما طعما للانكسار ، وقداحتض تراب الاردن فلسطين رفات رجالات الفتح الاسلامي وفتية امنوا بربهم وبان للاوطان دين في عروقهم, اليهم نزجي تحية الفخار ، لكل واحد منهم نصيح بعالي الصوت ، لا عزاء اليوم ، بل هو يوم الفخار والشموخ , هو يوم الانتصار , فالمجد لكل اسم كتب في لوح المجد بدم الشهادة وبطولة الفرسان هي ارضي هي عرضي هي الاعز والاجمل, فروحي ترخص من اجلك يا وطني .