في عام2017 أصدر الدكتور آلن دونو أستاذ الفلسفة والعلوم السياسية في جامعة كيبيك / كندا، كتابا بعنوان ” نظام التفاهة “. وقامت الدكتورة مشاعل عبد العزيز الهاجري في جامعة الكويت بترجمته إلى العربية، أقتبس منه الفقرات التالية :
“نحن نعيش مرحلة تاريخية غير مسبوقة، تتعلق بسيادة نظام أدى تدريجيا، إلى سيطرة التافهين على جميع مفاصل نموذج الدولة الحديثة.
بذلك وعبر العالم، يلحظ المرء صعودا غريبا لقواعد تتسم بالرداءة والانحطاط المعياريين : فتدهورت متطلبات الجودة العالية، وغيب الأداء الرفيع، وهشمت منظومة القيم، وبرزت الأذواق المنحطة، وأبعد الأكفاء، وخلت الساحة من التحديات، فتسيدت إثر ذلك، شريحة كاملة من التافهين والجاهلين، وذوي البساطة الفكرية.
وكل ذلك لخدمة أغراض السوق بالنهاية، ودائما تحت شعارات الديمقراطية، والشعبوية، والحرية الفردية، والخيار الشخصي، حتى صار الأمر يذكر بما كان مونتسكيو يحذر منه، من وجوب صون الحرية عن الابتذال، عندما قال :
إن ممارسة الحرية من قبل أكثر الشعوب تمسكا بها، تحملني على الاعتقاد بوجود أحوال ينبغي ان يوضع فيها غطاء يستر الحرية، مثلما تستر تماثيل الآلهة “. انتهى الاقتباس.
* * *
التعليق : أعتقد أن هذا التحليل، يعبر عن أوضاعنا القائمة في العالم العربي، ويمثله أصدق تمثيل بصورة عامة. فنظام التفاهة طغى على كل مفاصل الحياة، وأصبحنا نعيشه في حياتنا كل يوم.