اعتبرتها جزء من الكوميديا السياسية الفنتازية التي لم تنفكّ مؤسسات الدولة من تقديمها لنا كوجبة يومية سريعة التحضير..أو هي رضعة اليانسون ان شئتم ، تقدّمها مربّية المنزل المناوبة لندمن عليها وننعس وننسى أوجاعنا…
نائب برلماني يحتل كرسي رئيس الوزراء ،فيقف رئيس الوزراء حائراً كطالب متأخر في حصة التاريخ ، يتناكفان قليلاً ينقسم جموع الحاضرين بين مؤيد ومعارض للموقف وبين من “يعقّل” ع الزميل وينصحه بالقيام ، لا يجد الطالب المتأخر ” الرئيس” حيلة لضعفه سوى أن يشكو زميله لمربّي الصف “خلي يقوم عن مطرحي”!!…مربّي الصف بدوره استخدم صلاحيات الميكرفون المرتفع الذي لا ينقطع و نهر الزميل ليقوم عن مقعد الرجل ،تعنّت النائب، فغضب الرئيس ولم يقبل أن يجلس في الصف كله..ثم خرج الجميع فرصة ليشتروا العصير والشيبس..وانشغلت مواقع التواصل الاجتماعي بنشر الفيديوهات والتحليلات والتعليقات..بعد كل ما جرى …وتسألون عن البطالة بين الفنّانين الكوميديين؟؟؟…لقد احتلّها السياسيون الهواة ، مع تحفّظي الكبير على كلمة “سياسيين”..!!
من خبرتي السابقة في عقلية المؤسسات بالتعامل مع الاحتجاجات..وهو “التشييك” حتى لو كان المحتج فرداً أو نائباً يمثل الشعب…أقترح أن يتم التشييك على كرسي الرئيس، ويوضع “زرد وقفل” مفتاحه بيد الرجل عند الجلسة يفك “دولته” الجنازير ويجلس عليه.. أو نرسل سيارة جواد صغيرة بحجم غسّالة اوتوماتيك مدّعمة بشباب الرد السريع ليحموا كرسي الرئيس من الاحنلال الغاشم او الاحتجاج الناعم …أو أن يقوموا بتفصيل كرسي “يفك ويركّب” يفكه الرئيس عندما ينتهي من الجلسة ويضعه تحت ابطه، وعندما يحضر يركّبه من جديد…يعني كرسي فكّ وتركيب..تماماً زي كل المناصب السياسية في البلد التي تخضع للفك والتركيب بسرعة وسهولة..
أما النائب العدوان فانا ارجوه الا يقوم بهذا العمل مرّة أخرى ، حفاظاً على صحة دولته، الم تره كيف انقهر وانزعج وثارة ثائرته كما لو أن أحداً سطا على “ولايته العامة” التي لم يمارسها البتّة؟ ..أرجوك الا تقترب من كرسي الرئيس نهائياً ولا تحت أي ذريعة فالزلمة..مات تا قعد عليه!!..