صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
بداية لابد من توضيح المصطلحين او التعبيرين المذكورين أعلاه ، حتى لا يُحرَم جماعة الكورن فليكس ، والماما ، ودادي ، وآنتي ، من فهم المقصد من المقال . ( الفسقانين ) ، مفردها ( فسقان) ، و ( الفسقان ) مشتقة من ( الفَسَقْ ) وأظنها محورة وتعود الى الفِسّْقْ ، شقيق ورفيق درب الفُجور . ما سبق اعلاه تحليلي الشخصي . اما قاموس المُحيط فيقول :— فسقان بمعنى بطران او متعافي ، والفسقة بمعنى البطرة . والفسقان : كلمة عامية يُطلقها الناس على من ترفّع عن بعض المطاعم والمشارب التي لا يشتهيها ، طلباً لما هو أفضل : وكأنها تساوي : شبعان ، وتوحي احياناً بإحتقارٍ لنِعمِ الله ، حاشا لله . كما انها كلمة عامية تتضمن الوصف بالفِسق . لان الوصف بالفسق إنما يستحقه من أظهر شيئاً من معاصي الله من كبائر الذنوب او صغائرها ، مع الاستخفاف بها والادمان لها ، وأما اذا أُريد بهذه الكلمة خلاف المعنى الشرعي وهو الفِسق في الدين ، وهو الخروج عن طاعة الله .
أما مصطلح او تعبير ( مسخمين ) ، مفردها ( مسخَّمْ ) . واعتقد انها تعود الى ( السُخام ) ، اي شُحبار الصاج ، والصاج قطعة من حديد مقوسه ، هلالية الشكل ، يستخدمها ( المسخمين ) الفقراء ليخبزوا عليها . أيضاً ما سبق تحليلي الشخصي . أما قاموس المُحيط فيقول :—أما أصل مسخم : كلمة مسخم مُعجمياً ، يعني الذي إسّْود وجهه بفعل دخان الفحم او النار ، وتقول العرب ( قِدرُ سُخِيمة ) اي شديدة السواد او سواد القِدر ، والسُخام هو الفحم ، إنتهى الإقتباس . ولانه ليس لدينا فحم ، وتعايشنا مع ( وَزّْ ) النار بالحطب الذي نجمعه من ( البُطنان ) ، يعني ( الظهار ) يعني ( الخلا ) يعني … الفلا ، حتى يفهموا جماعة الكورن فليكس ، والدارج ( سّْخَام الصاج ) .
سبب كتابتي لهذا المقال إتصال من الخال المناضل الصادق ، الصارم ، الأصيل الدكتور / عبدالله زعل الضمور ، تحدثنا فيه عن الجدل الدائر حول استخراج النحاس من محمية ضانا ، والمنشور الذي نشره زميل الدراسة الأخ والصديق معالي / سمير فهيم الحباشنة . الذي حثّ فيه الحكومة على عدم العدول عن استغلال النحاس من محمية ضانا ، وعدم الالتفات الى ( الفسقانين ) . أُعجبنا بعمق مدلول وشعبية الكلمة ، واشار عليّ الدكتور / عبدالله الضمور انها تصلح عنواناً لمقال . وكأنه بهذه الكلمة قد اوقد ناراً في قلمي ، وبعد ان انهينا المكالمة جلست وكتبت مقالي هذا .
أشرت أكثر من مرة ، ان عالم الفضاء المصري الأصل الدكتور / فاروق الباز ، ابلغني عام ١٩٧٨ ، عن الثروات الطبيعية الهائلة في الاردن ، ومنها النحاس ، واكد لي بانه طلب من العلماء في وكالة ناسا الامريكية للفضاء بان يصوروا طبوغرافية الوطن العربي كاملاً ، وانه زار كل الدول العربية بما فيها الاردن ، وعلى نفقته الخاصة ، ولم يتمكن من لقاء الوزير المختص ، او الامين العام ليسلمه الخرائط ذات الصله بالثروات الطبيعية في الاردن ، وانه سلمها الى مدير الدائرة ذات العلاقة ، مؤكداً ان الاردن يزخر بالعديد من الثروات الطبيعية .
كما اتذكر ان نقابة الجيولوجيين الأردنيين قد اعدت ونشرت دراسة متخصصة عن النحاس في محمية ضانا عام ٢٠٠١ ، على ما اعتقد ، واكدت ان القيمة السوقية للنحاس في محمية ضانا بحدود ( ٣٣ ) مليار دولار ، عندما كان طن النحاس بحدود ( ٣٥٠ ) دولار في ذلك الوقت ، والان نُشر ان سعر طن النحاس وصل ( ٩,٠٠٠ ) دولار ، اي ان السعر ارتفع الى ( ٢٦ ) ضعفاً ، فعندما نضرب ( ٣٣ ) في ( ٢٦ ) يساوي = ( ٨٥٨ ) مليار دولار !!؟؟ ياهملالي .. يا عبيد لالي !!؟؟
التمسك في ضانا ، ضنانا ، وقهرنا ، ولعن والدينا . ماذا في ضانا !؟ غير عدد من الغزلان ، والطيور ، وعدد من غُرف الطين !؟ وعدد محدود من السياح سنوياً . أعتقد جازماً ان مشروع ضانا مُفتعل ، ومخطط له بخبث لمنع استغلال الثروات الطبيعية فيها . وهاكم الدليل : حذر العدو الصهيوني من استغلال النحاس في ضانا ، واكد انه سيمنع ذلك بطرق شتى . أظن انه لم يتبقَ أي سؤال او استفسار ، القصة واضحة وضوح الشمس .
يا رئيس الوزراء ، سأنسى ، وينسى كل اردني ، كل تخبطك في الوطن ، وضعف ادائك ، وغيابك ، حيث يجب ان تكون في الخمس مُلمات التي إجتاحت الوطن ، اذا استمريت في تطوير حقول الريشة وغيرها بحثاً عن النفط والغاز ، واستخرجت النحاس وكل ثروات الوطن على مداه .
سوّد الله وجه كل المنافقين ، والدجالين ، والحرامية ناهبي الوطن . أفِق من غفوتك ، او سُباتك ، او إستكانتك يا دولة الرئيس — حتى ما تزعل (( رايح أحِشّْ حالي معك ، مع انه لاناقة لي ولا جمل ، وليس بيدي شيء او سُلطة )) — وأقول لك :— أنا وانت من عجول الوطن ، والوطن ما بحرثه الا عجوله . لا ترد على ( الفسقانين ) ، وإسمع كلام ( المسخمين ) .