السفر “لنا وعلينا”

21 نوفمبر 2021
السفر “لنا وعلينا”

صراحة نيوز – بقلم أ.د.محمد طالب عبيدات 

تجارب السفر جميلة للمقارنة بيننا والعالم اﻵخر لمعرفة أين وصلنا بإنصاف؟ وإلى أين نسير دون تضخيم؟ وما هو المطلوب منا أن نعمله؟ وما هي التحديات التي تواجهنا؟ وأين نحن بالنسبة للعالم المتقدم والنامي؟ وهل سرعة التطور عندنا مرتبطة بالتعليم وطاقاتنا فوق اﻷرض؟ وهل نحن راضون عن أنفسنا؟ واسئلة كثيرة:

1. لنا بأن القيم العائلية والترابط اﻷسري ما زالت موجودة وبخير وإن كانت تتراجع بسبب وجود أزمة أخلاق عند البعض، وعلينا أن بعض الشباب ما زال لا يمتلك روح المبادرة والجرأة ويتكىء على والديه مادياً ومعنوياً.

2. لنا بأننا أمّة إقرأ العظيمة والتي تمتلك إرثاً دينياً وتاريخياً كبيراً، وعلينا أننا أصبحنا أقل أمه تقرأ بالعالم؛ وبالتالي نعاني من فقر كبير في المخزون الثقافي عند الناس وخصوصاً الشباب!

3. لنا إنتشار أدوات العصر التكنولوجية بين أيدينا ونشتريها بمالنا وما أكثرها، وعلينا أننا أقل أمّة تخترع وتبتكر وتصنع ما بين أيدينا وعلينا وحولنا لدرجة أننا أصبحنا مستخدِمين نهائيين للتكنولوجيا العصرية؛ مع الأسف.

4. لنا أنّ شوارعنا وبنيتنا التحتية بتقدّم لا بل بتسارع وإضطراد، وعلينا أننا ما زلنا نمشي بالشوارع مكان المركبات ودون اﻷرصفة المخصصة لذلك ونرمي أعقاب السجائر والقاذورات في حرم الشارع؛ مع الأسف.

5. لنا أنّ بيئتنا مسؤوليتنا وندافع عنها ونسعى للتنمية المستدامة، وعلينا أنّ شوارعنا نحن مَنْ نساهم بإتساخها من خلال رمي المخلفات الصلبة فيها.

6. لنا أنّ فهمنا النظري متميّز وعلمنا غزير كنتيجة لطرائق التدريس التلقينية التي تمارس في معظم مؤسساتنا التعليمية، وعلينا أنّ التطبيق على اﻷرض لا يتواءم مع تنظيرنا كثيراً؛ والمطلوب المواءمة بين النظرية والتطبيق.

7. لنا العِلْم والتعليم بإضطراد، وعلينا أن درجة سرعة غيرنا أكبر فسبقونا! والأسباب والمسببات معروفة؛ فمطلوب مراجعة منظومتنا التعليمية للسير صوب تحقيق الأهداف الإستراتيجية.

8. لنا أن أمننا وإستقرارنا والحمد لله تعالى بخير، وعلينا أن البعض منا لا يدرك قيمة ونعمة اﻷمن واﻷمان؛ فشكراً لمن يساهم ولو قيد أنملة بذلك ومن القلب.

9. لنا أن تنوع التخصصات والمخرجات التعليمية والشهادات بخير؛ وعلينا أننا لم نستطيع إيجاد فرص العمل الحقيقية للشباب من خلال إيجاد البيئة الإستثمارية المثلى للقضاء على البطالة.

9. لنا الكثير، وعلينا أكثر، ومطلوب أن نساهم جميعاً بمواطنتنا لتطوير بلدنا بسرعة وجودة لتتواءم مع التطورات العالمية المذهلة.

بصراحة: تطورنا بالقوى البشرية فوق اﻷرض والبنى التحتية تحت اﻷرض للأمام لكنه بطيء نسبياً بالمقارنة مع العالم اﻵخر، ومطلوب التركيز على اﻹستثمار باﻹنسان أكثر وأكثر في تعليمه وعقليته وأخلاقه؛ ومطلوب الإستثمار بالموارد لخلق فرص العمل والتشغيل للشباب.

الاخبار العاجلة