صراحة نيوز – كتب جميل سامي القاضي
جاءت جائحة كورونا في الاعوام 2019/2021 لتُدخل مؤسسة التدريب المهني في مرحلة جديدةٍ من التغيير والتحول الرقمي المبني على الجودة ومواءمة المخرجات مع متطلبات سوق العمل، حتى يغدو خريجوها نموذجاً يحظى بالقبول في السوق الأردني وخارجه ، مع السعي الجاد لتحقيق شراكة حقيقة وقوية مبنية على مرتكزات ومعايير متطلبات القطاع الخاص التي انبثقت عن الرؤى الملكية السامية.
فانتهجت المؤسسة مسارت عدة اعتمدت فيها مواكبة التطورات التقنية والعلمية الحديثة، فتم استحداث برامج جديدة اضافة الى تطوير البرامج القائمة و إدخال تكنولوجيا جديدة تمثلت في مجالات تقنية الواقع الافتراضي (VR) والطباعة الرقمية ثلاثية الأبعاد (3DPrinting) في مختبرات Fablab من خلال التعاون مع مؤسسة ولي العهد لتحديد الاحتياجات الفعلية من منظور خدمة التدريب المهني ودعم الأفكار الريادية للشباب.
وقامت المؤسسة كذلك بوضع تنظيم إداري عصري يتوافق والمهام التي تقوم بها والتطلعات المستقبلية لها وذلك بتطوير إدارات ومديريات واستحداث وحدات جديدة ودمج وحذف البعض منها بما يخدم جوانب حوكمة مؤسسة التدريب المهني مع وجود خرائط عمليات لكافة الأعمال التي تقوم بها والتركيز على أتمتة موضوع الإمتحانات للمتدربين، وفي العملية التدريبية ركزت المؤسسة على التقنية والتعلّم الذكي كمرحلة جديدة من التدريب تقوم على استخدام التقنية والتعلم الذكي تتشابه فيها الأدوار والمسؤوليات والمهام وما يميزها أنها تواكب الحداثة في التعليم ، وتسخر التكنولوجيا والموارد التعليمية والأكاديمية والالكترونية لخدمة متدربي المؤسسة بعيداً عن أي عوائق مكانية أو زمانية تفرضها المستجدات التي قد تحول دون مواصلة العملية التدريبية الاعتيادية، الى جانب منظومة التعلم عن بعد والتي تعد ثمرة ونتاج سنوات من العمل لتحقيق قفزات نوعية في النظام التعليمي بتوجيهات القيادة الهاشمية الحكيمة، ترسخت فيها أسس وآليات ومعايير العملية التعليمية، وتوطدت بفضل رؤية تربوية تسعى لأن تكون المؤسسة في الطليعة ، بما تحويه من بيئات تعلم متنوعة ومميزة وذات فعالية، وممارسات حديثة تخدم عناصر العملية التعليمية والتدريبية ، وتوفر لمتدربي المؤسسة البيئة الخصبة لمواصلة التعلم مدى الحياة .
وتم تطبيق التعلم الذكي ، الذي أصبح من الأهمية بمكان كونه ييسر عملية التعلم امام الطلبة الذين قد يواجهون صعوبات معينة ، فضلاً عن كونها صمام أمان لاستمرارية التعليم في حال حدوث أي مستجدات ، كما حصل مع انتشار فيروس كورونا المستجد .
وعملية التعلم عن بعد تتسق في رسائلها ومنهجيتها وقيمتها المعرفية والأخلاقية مع منظومة التعليم والتدريب في المعاهد التابعة للمؤسسة ، وهي وسيلة من خلالها تواصل المؤسسة عملها لتحقيق أجندة الدولة في التحول نحو اقتصاد المعرفة المستدام والتي تضع التعليم والتدريب المهني وتطوره وكفاءاته في المقدمة وعلى رأس الأولويات ، لمواصلة مسيرة التطور والنماء في مختلف المجالات.
فقد قامت المؤسسة منذ عامين ، بفتح باب القبول والتسجيل إلكترونيًا ،من خلالِ روابط تسجيل للمتدربينْ المتقدمين ، والتدريب النظري عن بعد واجراء الاختبارات الكترونياً ليتوافق مع الجانب الفكري الابتكاري والاستشرافي الذي تتمتع به المملكة بفضل توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني والحكومة الرشيدة الذي كان له بالغ الأثر في التعامل مع ازمة كورونا العالمية، بكل كفاءة واقتدار وهو الامر الذي ساهم في التقليل من الآثار السلبية المترتبة على تفشي الفيروس.
اما في مجال الارشاد المهني والذي يتم من خلال اللقاءات والزيارات مع من هم على مقاعد التعلم المهني بالمدارس و الحوار واللقاءات المجتمعية ومرافقة ذلك بتطوير الرسالة الإعلامية للمؤسسة بحيث يتم التركيز على تغير الانطباع لدى الأهالي والشباب وإبراز أهمية الالتحاق ببرامج التدريب المهني والتدريب على المهن المطلوبة في سوق العمل.
اضافة الى توجه المؤسسة للوصول إلى كافة المحافظات والأطراف والمجتمعات المحلية، ودراسة احتياجاتهم وطلباتهم التي تمكنهم من الدخول إلى سوق العمل من خلال قيام المؤسسة بتوفير مشاغل ضمن اختصاصات معينة لهذه المناطق وبحيث يكون من السهولة نقلها بعد تلبية احتياجات المنطقة دون أن يؤدي ذلك إلى إغراق السوق بمهن مستهلكة، من خلال التركيز على النوعية والاختصاص والحاجة الفعلية لها.
وفي مجال السلامة والصحة المهنية فقد تم الانتهاء من تحديث وتطوير معهد السلامة والصحة المهنية في ماركا والتوسع بإنشاء معهدين في العقبة وإربد ، مزودين بكافة وسائل التدريب بكافة مستوياتها ، كما تم تفعيل وحدة التشغيل بالمؤسسة لمتابعة خريجي المؤسسة ومدى حصولهم على فرص عمل، وتعمل الوحدة على تطوير قاعدة البيانات والتواصل المستمر مع أصحاب العمل والخريجين بحيث تصبح مركزاً يخدم الأردن والإقليم منسجماً مع المعايير العالمية.
وفي الختام ، ان كافة فعاليات ونشاطات المؤسسة تتم من خلال تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص ونقابات أصحاب الأعمال والغرف الصناعية بالمحافظات وذلك من خلال الحوارات واللقاءات التي تعقد للوقوف على احتياجات هذا القطاع وإيجاد آلية تعاون في مجال التدريب المهني تلبي احتياجاته ليكون شريك أساسي في إعداد المناهج والبرامج والإشراف على تنفيذها وعلى أن تكون مخرجات التدريب منتهية بالتشغيل
ستبقى مؤسسة التدريب المهني حاضنة التدريب الأولى ونموذجًا لمؤسسات القطاع العام الذي يقع على عاتقها العمل لما فيه مصلحة الوطن وإعلاء رايته من خلال تأهيل وتدريب شباب وشابات الوطن والمساهمة في محاربة الفقر والبطالة .