صراحة نيوز – كتب العين جمال الصرايرة
يحتفل الأردنيون اليوم بالميلاد الستون لقائد الوطن المفدى جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم أعز الله ملكه، وهم يطاولون السماء فخراً واعتزازاً بقائدهم الذي يقود المسيرة نحو البناء والانجاز والتحديث بكل ثقة واقتدار وعزيمة صلبة لا تلين بالرغم من حجم التحديات والصعاب التي واجهت بلدنا ولكنه دائما كان يعبر بسلام وآمان لحكمة القيادة وتفانيها في خدمة الشعب الذي يبادلها الوفاء بالوفاء والحب بالحب، وكيف لا يكون ذلك وجلالة الملك سليل أكرم بيت من بيوت العرب نسباً وتشريفاً ووارث بيت النبوة التي اختار الخالق جدهم الأعظم النبي العربي الهاشمي “محمد” صلى الله عليه وسلم لحمل رسالة العدل والخير والسلام للبشرية جمعاء.
ونحن ننظر اليوم لحجم المنجز الوطني الكبير في كافة المجالات في عهد جلالتة منذ تسلم سلطاته الدستورية ونقارن ذلك بحجم إمكانيات الأردن الاقتصادية المتواضعة؛ ندرك أننا امام قصة نجاح استثنائية لبلد استثنائي كان دائما في قلب النار والاستهداف، ولكن ذلك لم يحل دون أن يقوم بدوره على الصعيد الداخلي في مسيرة البناء والانجاز وبنفس الوقت أن يقف مع كل الاشقاء العرب ومع كل من جارت عليه الظروف والنوائب ويجيره ويستقبله على ارض المملكة رغم ضيق ذات الحال وشح الإمكانيات فلا يوجد بلد بإمكانيات الأردن ويستضيف الملايين بكل رحابة صدر وطيب خاطر وتلك رسالة الهاشميين منذ أن كانوا سدنة ببيت الله الحرام في مكة يعملون على السقاية والرفادة لكل المؤمنين برسالة التوحيد.
وإذا كانت سياسة جلالة الملك عبد الله الثاني ثابتة وراسخة في دعم الاشقاء الفلسطينيين وتقديم كل ما يؤسس لصمودهم في ارضهم لتحقيق حقهم في دولتهم المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحماية مقدساتهم الاسلامية والمسيحية امتثالاً للوصاية الهاشمية التي يحرص عليها جلالته ويكرس جهده وعلاقاته الدولية في سبيل ذلك فأنه يقف مع كل الاشقاء العرب في وجه استهداف أي قوى إقليمية تستهدف الامن القومي لا شقاءنا في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي ويعمل على دعم العراق وعودته قويا وفاعلاً في محيطه العربي ويسعى لتجاوز سوريا محنتها وازمتها التي طالت.
على الصعيد الداخلي؛ شكلت ارادة جلالة الملك عبد الله الثاني بتشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية بداية مرحلة جديدة في الحياة السياسية والدولة الاردنية تعبر الى المئوية الثانية أكثر قوة وصلابة وبأن الاردن الذي كان دائما يشكل نموذجا في الاصلاح السياسي قادر على ان يلبي طموحات الاردنيين وهم يلتفون حول قائدهم وملهمهم جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهدة سمو الأمير الحسين بن عبد الله.
ولقد جاءت رؤية جلالة الملك لتحديث المنظومة السياسية والتي كان اسس لها من خلال الاوراق النقاشية في الفترة الممتدة بين العام 2012 والعام 2017، وقدم فيها جلالته سبعة اوراق نقاشية بمثابة خارطة طريق لمستقبل الاردن السياسي الحداثي الذي يعلي من قيمة المواطنة وكرامة الانسان الأردني ويضمن مشاركة سياسية لكل الأردنيين والاردنيات في صناعة مستقبلهم.
أن رؤية جلالة الملك كانت دائما تنطلق من توسع قاعدة التمثيل السياسي للأردنيين والاردنيات ، فالمجتمع الاردني الذي يشكل فيها الشياب والمرأة الكتلة الوازنة والمؤثرة يستحق زيادة مساحات التمثيل والتعبير الذي يتناسب مع دوره وحجمة وتأثيره، لذلك استجابت اللجنة الملكية لتحديث المنظومة والتي مثلت كافة اطياف اللون السياسي الاردني سياسيا واجتماعيا وثقافيا وجغرافيا للرؤيا الملكية وعملت على انجاز قانون انتخاب جديد وقانون احزاب جديد باعتبارهما عصب وجوهر التحديث السياسي وقدمت جملة من التوصيات المتعلقة بتمكين المرأة من خلال زيادة حضورها في المؤسسة التشريعية وفي الادارة التنفيذية وفي الحياة الحزبية وعملت على تخفيض شن الترشيح لعمر 25 وتم دسترة ذلك وايضا اوصت بأهمية اعطاء الشباب دور في صنع مستقبلهم لا سيما وان سمو ولي العهد الامير الحسين هو اليوم ملهم شبابنا من خلال متابعته لمختلف قضاياهم ويسعى دوما من خلال اللقاءات المستمرة لتبنى اية افكار ابداعية وريادية ودعمها.
لقد شكلت رسالة جلالة الملك اليوم الى شعبه في ميلاده الميمون خارطة طريق للمرحلة المقبلة بارتكازها على العناوين الأساسية والتي تمثلت بأننا لا نملك الا نكون في مقدمة التغيير وأن دور المواطن الأردني أساسي باعتبارها شريك في تسريع وتيرة التغيير الإيجابي وأن تقبل النقد جزء من طبيعة العمل العام وان التشاؤم لا يبني مستقبلاً والإحباط لا يقدم حلولاً وان لا مكان بيننا لمسؤول يهاب اتخاذ القرار أو يتحصن وراء اسوار البيروقراطية وان إيجاد الحلول يعني مغادرة دائرة اللوم والتشكيك وتغييب الحقائق والمنطق والعقلانية والعمل على تجسير فجوة الثقة بين الشعب والحكومات وان المطلوب اليوم أن نستعيد صدارتنا في التعليم والنهوض في الاقتصاد والاعتراف بأن واقعنا لا يرقى لطموحاتنا وهو ما لا نرضاه لوطننا، وعلى الجميع اليوم حكومة واعيان ونواب وقوى سياسية التقاط الرسالة الملكية دون أي تأخير.
ستون عاماً من عمر القائد المفدى المديد بعون الله هي نجوما تضيء لنا دروب المستقبل لأننا دائما وابدا نعبر مع القائد بكل ثقة وأمل وأننا سنتجاوز الصعاب والتحديات بوحدتنا والتفافنا حول قيادة جلالة الملك المفدى وولي عهده الذي يسير بتوجيه من جلالة ويتحرك بشكل دؤوب ومستمر لتلمس هموم الشباب وتطلعاتهم والعمل على الاستثمار فيهم لأنهم المستقبل والأمل.
كل عام وجلالة الملك عبد الله الثاني بألف خير ومعه وبه ماضون الى الأردن في مئويته الثانية بعون الله لنستمر في البناء وتراكم الإنجازات ونعبد للأجيال القادمة طريق المستقبل المفعم بالأمل والعطاء، مع القائد في مسيرة الإنجاز المستمر وعطاء بلا حدود يليق بالأردن وقائده الحكيم المفدى.