صراحة نيوز – بقلم م مدحت الخطيب
على مر الزمان كان للصوص قصص وحكايا ما زلنا نتناقلها الى زماننا هذا، فمثلا كان للصوص بغداد في العصر العباسي ميزة عن غيرهم ، وكان من أشهرهم اللص أبو عثمان الخياط والذي كان يقول: بأن اللص أحسن حالا من التاجر الغشاش وهو أيضاً القائل: ما سرقت جارا وإن كان عدوا لي ولا سرقت كريما ولا امرأة ولا بيتا ليس فيه رجل ولا قابلت غادرا بغدره.
وعاهد أصحابه قائلا: «اضمنوا لي ثلاثاً أضمن لكم السلامة: لا تسرقوا الجيران، واتقوا الحرام ولا تكونوا أكثر من شريك مناصف أي الحصول على نصف ثروة الغني مهما كبرت.
صدقوني لصوص أيام زمان كان لديهم أخلاق ومروءة، وكان لديهم تراث أخلاقي وحضاري لا يسرقون الجار ولا المرأة ولا يعتدون على مال الفقير، لا يَتسترون بالمنصب او الدين أو العائلة.
لصوص ايام زمان كان طموحهم وجبة طعام او شراب ، اما لصوص اليوم فلو كان لاحدهم جبلا لسرق الجبل المقابل.
لصوص زمان كانت لهم مواسم واوقات وعطل وتوبات، اما لصوص اليوم فيعملون على مدار الساعة،فلا أخلاق لهم ولا رحمة، ولا حدود لبطشهم وجشعهم، سرقوا آمال الحاضر والمستقبل.
لصوص ايام زمان لم يلبسوا افضل الثياب ولم يركبوا اجمل السيارات ولم يتزينوا باغلى العطور ، اما لصوص
اليوم فحدث ولا حرج.
لصوص زمان لا يقربون اموال الدولة ولا الفقراء تخصصوا بسرقة الاغنياء ومانعي الزكاة ،اما لصوص اليوم فمجدهم اتسع وارتفع في سرقة خيرات الوطن، وما تصل اليه أيديهم من أموال الفقراء.
في الختام اقول:
هل الحرام أصبح حلالاً في عيون البشر وله ألف طريقة ومذهب؟
أم أَنّ البَشرَ استَغْنَت عن الجَنَّة وما فيها واكتفت بمتاع الغرور؟