صراحة نيوز – بقلم الدكتور عبد الكريم شطناوي
تعود بي الذكريات الجميلة، إلى أيام مجد وعز كلية حواره للمجتمع، وما قدمته من خدمات جلى،في إعداد وتأهيل المعلمين والمعلمات وباقي التخصصات الأخرى منذ أواسط خمسينيات إلى أوائل تسعينيات القرن الماضي،وتزويدهم بالكفاءة والكفاية الضرورتين فى الحياة العملية في الميدان.
وحتى تستكمل رسالتها على أفضل وجه،فقد أدخلت تدريس مساق،اخلاقيات المهنة،لكل التخصصات،وذلك من أجل إكساب الخريج منظومة القواعد والآداب والأخلاق السلوكية التي تنظم حياته وتيسر دربه في التعامل مع الآخرين.
ورب سائل يسأل: ما المقصود بأخلاقيات المهنة؟؟
تعرف على أنها ما يضبط تصرف الفرد في المجتمع،وهي تعني مجموعة من القواعد والآداب السلوكية والأخلاقية،التي يجب أن يتحلى بها الشخص الذي يمارس مهنة ،أو وظيفة ما اتجاه الأفراد واتجاه ذاته.
وتعتبر أخلاقيات المهنة فئةفرعية من منظومة الأخلاق البشرية بصفة عامة،وهي التي تجعل الفرد متأدبا بالخلق العملي للوظيفة.
وتعرف بعض سلوكيات المهنة بأنها عبارة عن تفكير منهجي، يتعلق بالتبعات الأخلاقية للقرارات التي إتخاذها،كما أنها تعتبر معايير سلوكية للسلوك الأخلاقي.
وإن الممارس لمهنة ما،يواجه انواعا خاصة من المشكلات ذات الطبيعة الأخلاقية،عليه أن يكتسب الخبرة الكافية في التعرف عليها وفهم ما هو محمود وما هو مذموم ضمن إطار المهنة،وأن يتدرب على مواجهتها بشكل منهجي محترف واتخاذ القرارات المناسبة لها.
وهناك اشكال عديدة، للمشكلات التي يتعرض لها صاحب المهنة أو الوظيفة،منهاالرشاوي والإغراءات غيرالأخلاقية والمحسوبية،والجهوية وحب الجاه والمال،وحب الذات، والأنانية، والموالاة والإثراء،وغيرها من العوامل الأخرى المؤثرة.
وتنحصر المصادر التي يستقي الفرد منها أخلاقيات المهنة في: منظومة القيم الخاصة بالفرد نفسه والتي هي بمثابة محصلة لثقافته وتربيته،ودرجة التزامه الديني،وفي منظومة القيم السائدة في المجتمع بشكل عام،بالٱضافة إلى مجموعة القوانين والأنظمة المعمول بها في بلده،وايضا القوانين والأنظمة التي تقرها النقابات والأحزاب، والهيئات والمؤسسات العامة، والتنظيمات المهنية، التي تعتمد لإرساء القواعد المناسبة،لتقييد وتنظيم ممارسات المهنة وإنجاز العمل.
وهكذا فإن أخلاقيات المهنةتشكل خط سيرنا في عملناوتعاملنا ،فإن أحسنا الإلتزام به،سارت أمورنا في الإتجاه الصحيح،وهو أمنية كل فرد من أفراد المجتمع،حتى يستقر أمننا وأماننا،،
وإننا نتساءل والحال فينا يعصفه فساد تلو فساد،حرامية ورثة حرامية ،وسرسرة وسماسرة منتشرة،وديار تتعرض للدمار والخراب،وحكومات تنتهج سياسات افقرت البلاد من الزراعة والرعاية والحرفة والتجارة،وغالبية الشعب تتضور جوعا،وتحول إلى شعب وظيفة،ولا وظيفة إلاّ لمن ناله من الكعكة نصيب،فبدأ بتوريثها لمن بعده من الأبناء والأحفاد.إلى متى يستمر هذا الحال؟؟؟؟؟
وبعد كل هذا،،ألسنا في حاجة إلى تغيير مناهج حياتنا؟ ألسنا بحاجة إلى مساق أخلاقيات المهنة،يدرسه الجميع على اختلاف مواقعهم،بما فيهم جميع موظفي الدولة من أعلى ألى أدنى منصب فيها،حتى تبقى هذه المنظومة مغروسة ومفعلة لدى الجميع لا يحيد عنها قيد أنملة.