ألآءآت.. العظيمة .. الثقيلة

4 مايو 2019
ألآءآت.. العظيمة .. الثقيلة

صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه

كلمة ” لا ” تعني الرفض ، او بحدها الأدنى تعني عدم الموافقة ، وفي تاريخنا العربي الحديث ، وبالتحديد منذ ان إغْتُصِبت فلسطين ، أُطْلِقَتَ لاآت كثيرة ، لكن كانت ألاءآت الأقوى والأشهر ، لاآت مؤتمر الخرطوم المشؤوم ، وفقاً لنتائجه . 

لكن موضوع مقالي هذا ينحصر في ألاءآت الثلاثة التي أطلقها جلالة الملك من الزرقاء ، في لقاء مع حشد من أبناء محافظتنا العزيزة ، محافظة طبقة المسحوقين من أبناء وطننا الأبي ، وغالبيتهم تحديداً من المسحوقين من أبناء وجنود جيشنا العربي الأردني ، أردني وعروبي النهج والعقدية ، 

الذي لم يَرْتَدَ ولَم يَمْتَدَ ، ولَم يُصَوب يوماً سلاحه الطاهر لا الى مواطن أردني ، ولا الى بلد عربي ، ولَم يتخندق يوماً مع جحافل غزاة او طامعين او محتلين ، او منتقمين ، وكان وما زال ، وأظنه سيبقى ، هذا الوقف العروبي المُشَرِّف من سمات نهج وعقيدة جيشنا الباسل ، شُم الأنوف ، غيارا على كل ما هو أردني وعربي . 

وللعودة للموضوع ، أصدقكم القول ، بانني عندما سمعت جلالة الملك يُطلق لآآته الثلاثة ، شعرت بحملٍ ثقيلٍ على كاهلي ، وكأنني أنا من أطلقها ، وأنا من يحمل ، ويتحمل ، تبعاتها ، فقلت في نفسي ، هذا ما حلّ بي وأنا البسيط الفقير الى الله تعالى ، إذاً ، كيف يكون ثِقلها على كاهل من أطلقها ، أولاً: لانه هو من صرّح وجهر بها ، ثانياً : انه هو بالأساس من يتحمل تبعاتها ، من موقعه كمسؤول أول … حيث نَطَقْتُ بعد زفرة ….. الله المستعاااااان .

في الأردن ، وفلسطين ، لا أعتقد بوجود مُشككٍ فيمن أطلقها ، او في مصداقية الموقف ، لذلك وجَدت صدىً ، ومصداقيةً ، وهوىً ، وتأييداً عزّ نظيره ، وساد الاعتقاد الأكيد بان كلمات جلالته صارمة ، سيتبعها موقف حازم ، حاسم ، لا تنازل ولا جدال فيه .

لكن المشكلة لا تكمن هنا ، لا بل المشكلة برمتها لا أنظر اليها من هنا ، المشكلة بتبعات وارتدادات ، وانعكاسات ، واجراءات ، من أُطلقت بحقهم هذه ألاءآت ، ففيها فشل ذريع لمخططات ، ووضعت بخصوصها ، سياسات واستراتيجيات ، واضعوها هم الأقدر ، والأقوى ، وسياساتهم كلها تقوم على السلب ، والقضم ، والاحتلال ، ويساندهم ، ويدعمهم ، لا بل ويتبارز معهم على إثبات الولاء لهم ، أكثر قوة تجبرت على وجه البسيطة خلال قرنٍ مضى ، وقرنٍ آتٍ ، ما لم يَنتزع منهم الصدارة والقوة ، قوة من القوى المنافسة لها .

هل يمكن ان نعتقد ، بان الرفض الفلسطيني ، يتبعه الرفض الأردني ، سينهي صفقة القرن ، بهذه البساطة !!!!؟؟؟ هل سينكفيء من وراء هذه الصفقة ويتراجعوا ، ويقولوا ، ماذا نعمل !!؟؟ لقد حاولنا ، ولَم نُفلح !؟ هل سيكتفون بذلك !؟ هل جهابذة السياسيين الأمريكان ، والاسرائيلين ، وكل من يدور في فلك الصهيونية العالمية ، سطحيين ، وقصيري البصر والبصيرة ، بانهم لم يضعوا في حسبانهم رفض الفلسطينيين والأردن !؟ ألا توجد لديهم خطط بديلة !؟ هذا عدا عن الضغوطات الهائلة واللااخلاقية ، وما عداه من أساليب الدهاء ، والافتراء ، هل يستسلموا بهذه البساطة !؟ هل تُضَيّع الحركة الصهيونية فرصة كون دونالد ترامب رئيساً لأعظم دولة فاجرة على الكرة الأرضية ، وأعظم رئيس جَلِف ، يؤمن بالصفقات ، هل يتم السكوت على هذا الرفض ، الذي سيطيح ببنود الصفقة المتفق عليها بين اللوبي الصهيوني في امريكا والرئيس ترامب ليحظى بولاية ثانية مقابل تحقيق الصفقة !!؟؟ 

بالقطع ، وبالمطلق ، لن يتم السماح بحدوث هذا الفشل الذريع ، لكن ما العمل ، هل نكتفي نحن بالرفض ، لنُسجل موقفاً أدبياً ، هل ندير الأمر بأسلوب الفزعات !!؟ التي نلجأ اليها في الملمات الوطنية !!؟؟ بالتأكيد هذا لا ينفع ، هل نكتفي بالقول بان الشعب يقف خلف مليكه ويدعمه ويناصره وينصره !!؟؟

نحن نتصرف ونتعامل مع الموضوع من منطلق يحكمه الأخلاق والمبادىء والقيم ، والأعداء المتربصين تسيرهم العدائية ، والانتهازية ، والاستغلال البشع للقوة والجبروت .

هل نكتفي بأن نَسْرِجَ خيولنا في الخطابات ، وان نَكيل لعدونا اللعنات !!؟؟ هذه أللآآت العظيمة ثقيلة ، مُكلِّفة ، لمواجهتها لا بد من عملٍ يكون بحجم الخطر ، علينا ان لا نعتبره من القدر ، كما انه لا يعالج بالشعور بالقهر ، او الصبر ، ولا ان توليه الدُبر . 

صفقة الرئيس ترامب مع الصهيونية العالمية للعودة في ولاية ثانية للبيت الأبيض الشكل ، الأسود النهج ، نحن موضوعها ، ونحن وقودها ، ونحن من يدفع ثمنها من أرضنا ، ودمنا ، وعرضنا ، وتهجيرنا .. الخ من الأثمان الباهظة علينا وغير المكلفة إطلاقا على ترامب ومن يدور في فلكه .

الوضع صَعْبٌ ، لا بل خطير ، ولا سَنَدَ لنا ، ولا مُجيرْ ، ولا نَصير ، فعلينا أن نستعد لمواجهة هذا المصير .

الاخبار العاجلة