صراحة نيوز – بقلم د.نسيم أبو خضير
تعد استطلاعات الرأي وسيلة إعلامية مهمة ومؤثرة .
وتعتبر من اهم العناصر التي تصبح أي معلومة فيها ذات قيمة خاصة تتعلق بتوجهات الجماهير وأولوياتهم .
وعلى الرغم من أهمية تلك الإستطلاعات وقدرتها على توقع النتائج فإن هناك محاذير كبيرة يجب الإنتباه لها.
أهمية إستطلاعات الرأي لا تقتصر على توقع الجماهير ، بل من المفترض أن يتم التركيز على القضايا المهمة ، والخصال الشخصية التي تؤثر في توجهات وتطلعات الجمهور ، وهذا ما يغيب عن بيئة إستطلاعات الرأي ، فطريقة طرح السؤال ، وموعده ، فضلا عن العينة المستخدمة ، هي أمور في غاية الخطورة ، وتؤثر كثيرا في النتائج .
قد يتفق الكثير بأن قرار أفراد العينة يتم إتخاذه بناء على مبادئ أساسية كالتيار السياسي ، وصلة القرابة ، والأداء ، والسيرة الذاتية ، ولا يتأثر القرار بالطريقة التي تم طرح السؤال بها ، إلا ان هناك نسبة لا يستهان بها من المواطنين لا تكترث كثيراً بالأجواء السياسية وما يرافقها من تحديات وإنجازات في نفس الوقت ، فالموضوع بالنسبة للمواطنين قد يكون مبنياً على قواعد أخرى تؤثر على نتائج الإستطلاع وتظلمه .
إن المعضلة الأساسية في استطلاعات الرأي ، هي مدى مصداقية إجاباتهم ، فهناك نسبة لا تجيب بمصداقية خوفا من التقييم ، وهناك فئة تجيب بناء على الباحث والجهة التي يمثلها .
لذا يتعرض الكثير من الإستطلاعات للنقد بسبب عدم الدقة والخطأ في التوقع والتحليل ، وليس من الصعب على اي شخص متخصص بإستطلاعات الرأي أو بالاحصاء ، أن يكشف الأخطاء الإحصائية في أي إستطلاع رأي ، وكشف أسباب تباين النتائج بين الإستطلاعات والنتائج الواقعية ، فهناك الكثير من الأسباب الإجرائية والأخطاء المتعلقة بالأوزان ونسبة الثقة ، إلا أن تسليط الضوء سيكون على الأسباب الإجتماعية والبحثية البسيطة ، التي تؤدي إلى خلل في توقع النتائج وبناء الإستنتاجات المجحفة وغير الدقيقة .
ولعل أبرزها ما يتعلق بإختيار العينة ، وهنا تكمن غالبية الأخطاء والتوقع الخاطئ .
إن على مراكز الأبحاث إلتزام المنهج العلمي الإحصائي الدقيق عند إجراء إستطلاعات الرأي ، وتقييم المجالات مجالاً مجالاً ، وليس المجالات مجتمعة حتى لا يؤثر أحد المجالات قيد التقييم على بقية المجالات وتهميشها .
إن إجراء دراسة لإستطلاع الرأي على أداء دولة الرئيس لايشبه الإستطلاعات في الدراسات الأكاديمية التي تجرى حول ظاهرة معينة ، لأن الدور الذي يقوم به لايمكن تقيمه من خلال إستبانة تحتوي على عدد قليل من الأسئلة التي لايمكن أن تحكم على أدائه ، ناهيك عن عدم إطلاع بعض أفراد العينة على ما يقوم به دولة الرئيس ، من جهد في المجال السياسي والإقتصادي والدولي ، فتأتي إجابات بعض أفراد العينة إعتمادا على الإشاعات وما يسمعه دون التحقق من صحته ، ولاشك أن هذا يؤثر تأثيراً كبيراً ومباشرا على نتائج الدراسة – الإستطلاع – .