صراحة نيوز – بقلم الدكتور حسين عمر توقه
باحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن القومي
كلمات من نور :
لقد وصلني شريط مسجل قبل أيام لا أعلم من هو صاحب الصوت ولا أعلم من الشخص الذي جمع هذه الكلمات والجمل ولكنني رأيت أن أشارك القراء الكرام متعة قراءة هذه الكلمات .
” من المفلسون ؟ قال المفلسون ثلاثة …. كلب الصيد يلهث ويذهب صيده لغيره …. البخيل يجمع المال ويذهب ماله لغيره …. المغتاب يغتاب الناس وتذهب حسناته لغيره .
أربع قواعد اجعلها أساس حياتك لا تتغير لإرضاء الناس لا تتلون لنيل إعجابهم لا تتبدل بسبب فشل ولا تتكبر بسبب نجاح اجمل الأرزاق ليس رزق المال بل إن أجمل الأرزاق سكينة الروح ونور عقل وصحة الجسد وصفاء القلب وسلامة الفكر ودعوة أم وعطف أب ووجود أخ وضحكة ابن واهتمام صدًيق ودعوة محبيك في الله
صاحب الصالحين فإنهم إذا غبت عنهم فقدوك وإذا غفلت نبهوك وإذا دعوا لأنفسهم لم ينسوك هم كالنجوم إذا ضلت سفينتك في بحر الحياة أرشدوك وغدا تحت العرش ينتظروك ألا يكفيك أنهم في الله يحبوك .
السمكة التي تبقي فمها مغلقا لن يصيدها أحد فأغلق فمك لأن الكثير يتمنى أن يتصيد أخطاءك وكن كالمطر أينما يقع ينفع ولا تقل إن الدنيا تعطيك ظهرها فربما أنت الذي تجلس بعكس أجمل حكمة من تلك التي رواها ابن الجوزي رحمه الله مشقة الطاعة تذهب ويبقى ثوابها ولذة المعاصي تذهب ويبقى عقابها
وقال رجل لصاحبه وهو يتأمل في القصور أين نحن حين قسمت هذه الأموال فأخذه صاحبه للمستشفى وقال له وأين نحن حين قسمت هذه الأمراض إذن فاحمد الله على كل حال وفي كل وقت الحمد لله على نعمه وفضله . إذا أتعبك ألم الدنيا فلا تحزن فربما اشتاق الله لسماع صوتك وأنت تدعوه .
لا تنتظر السعادة حتى تبتسم ولكن ابتسم حتى تكون سعيدا لماذا تطيل التفكير والله ولي التدبير ولماذا القلق من المجهول وكل شيء عند الله معلوم لذلك إطمئن فأنت في عين الله حفيظ وقل بقلبك قبل لسانك فوضت أمري إلى الله لا نعلم بعد رحمة الله ما الذي سيُدخل الجنة أهي ركعة أو صدقة أو سقيا ماء أو حاجة مؤمن قضيناها أو دعاء أو ذكر فاعمل ولا تستصغر
كن مع الله ولا تبالي ومد يديك إليه في ظلمات الليالي دمتم في طاعة الله وحفظه “.
الأردن في نظر الدنيا :
في مقابلة جلالة الملك عبد الله مع محطة سي بي إس الأمريكية بتاريخ 19/4/2020 صرح جلالته ” لقد تصرفنا في وقت مبكر جدا . وساعدنا ذلك في تسوية المنحنى فقد اتحذنا بوضوح بعض الإجراءات الصارمة وفرضنا الحجر الصحي في جميع أنحاء البلاد على الرغم من أننا نمر الآن في مرحلة التخفيف الجزئي التدريجي لهذا الحجر” .
كما تساءل جلالته ” أين سنكون بعد 4 أشهر أو 6 أشهر أو بعد سنة من الآن. هل ندرك أننا في عالم جديد . هذا وباء هذا فيروس يعبر الحدود إنه عدو غير مرئي يستهدف البلدان المتقدمة والغير متقدمة دون إستثناء ويستهدف الإنسان أيا كان دينه أو عقيدته أو لونه أو جنسه “.
محطة سي إن إن ألأمريكية : المملكة الأردنية الهاشمية أثبتت أنها أفضل نظام طبي وأفضل إدارة أزمات في العالم .
شبكة إي بي سي الإخبارية الأمريكية : الإغلاق الذي فرضته الحكومة الأردنية يعتبر الأقوى من نوعه على مستوى العالم واصفة المملكة بأنها تمتلك واحدا من أكثر نظم الرعاية الصحية تطورا في منطقة الشرق الأوسط .
نائب في البرلمان البريطاني : على قادة العالم التوجه إلى الأردن بعد الإنتهاء من الفيروس لدراسة آليات إدارة الأزمات .
مذيع قناة إيطاليا: لا أعلم كيف لدولة بهذا الحجم أن تكون بهذه العظمة هؤلاء من يقال عنهم معجزات هذا العصر في وسط العاصفة والحروب وهذا الأمن واليوم إني أعتقد حتى لو حرقت دول العالم ستبقى هذه الدولة
صحيفة بيلد زيتونج الأمانية : الأردن الآن هو البلد الأكثر أمانا في العالم وفرضت المملكة أصعب حظر للتجول في لعالم وذلك لمحاصرة فيروس كورونا .
رئيس بعثة صندوق النقد الدولي : يتوقع تعافي الإقتصاد الأردني أسرع من الدول الأخرى نتيجة الإجراءات الصحية والإقتصادية التي اتخذتها الحكومة للحد من إنتشار وباء الكورونا .
هناك المئات من التقارير الصحفية العالمية لمحطات التلفزة في العالم التي تشيد بما حققه الأردن من إنجازات في مقاومة جائحة الكورونا فيروس .
ونحن لا زالت لدينا بعض الأبواق التي تغرق في جلد الذات تحاول خلق مشاكل جانبية والإبتعاد عن المعركة الحقيقية معركة الإختيار الصعب بين الموت أوالحياة ونسيت أن الهدف الرئيس في هذه المعركة هو محاربة وباء الكورونا فيروس وإختيار القرارات الصعبة من أجل الحفاظ على حياة المواطن ومحاربة شبح الجوع وتأمين المواد الأساسية والغذائية .
إن قيام الحكومة بتوجيهات من جلاللة الملك إتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة 35 ألف طالب من الطلبة الأردنيين الذين يدرسون في الخارج . هو قرار إنساني جريء وشجاع يجعلنا نحترم صاحب القرار وشعورنا بإحترام الذات والفخر بأننا أردنيون . ويرجو بعض الأطباء أن يتم فحص كل طالب حال نزوله من باب الطائرة وعزل المصابين أو المشتبه بإصابتهم بداء الكورونا فيروس عن بقية الطلبة وتحويلهم فورا إلى المستشفيات المعدة لإستقبالهم . وهذا بالطبع يتطلب التنسيق الأمثل بين القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وكافة الكوادر الطبية التابعة لوزارة الصحة ووزارة النقل .
إن كل العقول الإقتصادية والطبية يبحثون ليل نهار إمكانية التوصل إلى معادلة عادلة تسمح بفتح أكبر عدد ممكن من المحال التجارية وتأمين عمال المياومة والعاطلين عن العمل بالقدر الكافي بحيث لا يؤدي هذا الإنفتاح إلى إعادة تفشي وباء الكورونا فيروس لا سمح الله .
إن الشعب الأردني هو من أكثر شعوب العالم وعيا وأنه يقدر هذه الإجراءات المتبعة رغم شح الموارد وقلة الإمكانات والمديونية العالية وصراع العالم في السيطرة على كافة المعدات الطبية .
إن المخزون الإستراتيجي للسلع الغذائية الأساسية متوفر وإن المخزون الإستراتيجي للوقود ومصادر الطاقة متوفر . وإن السوق المركزي للخضراوات والفواكه في أعلى درجات تأمين الإحتياجات اليومية.
في كل تصريحات المسؤولين اليومية بالنسبة إلى الطبقة الفقيرة والطبقة المتضررة لا سيما عمال المياومة والعاطلين عن العمل واصحاب الشركات على كل المستويات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة كلها متضررة وبالذات أصحاب المحال التجارية وأصحاب المطاعم . إن الحكومة تحاول في كل يوم البحث عن الآلية العادلة لتأمين إحتياجات السواد الأعظم من هذه الفئات . وكما ذكرت آنفا يصعب في المرحلة الحالية إتخاذ القرارات التي ترضي الجميع لأن أي قرار خاطىء يعني موت فئة من المجتمع لم تحترم التعليمات ولم تتبع الإجراءات والشعار المرفوع الآن اننا لا نريد أن نموت من الجوع ولا نريد أن نموت من الفيروس .
ونحن والحمد لله قد تمكنا من توفير كافة الكمامات والقفازات وأجهزة التنفس وشرائح الفحص وبذلات الوقاية الخاصة لطواقم الفرق الطبية وكوادر الدفاع المدني وفتحنا كافة أبواب المستشفيات لإستقبال المرضى . نحن من أوائل الدول في العالم التي تبحث عن المرضى وتقوم بالفحوص العشوائية لمواطنيها عن طريق فرق الإستقصاء الوبائي هؤلاء الأسود الذين يقفون على الخطوط الأمامية من أجل المحافظة على حياة المواطن الأردني وإنه لشرف عظيم أن نرقب هذا التناغم الإنساني والتعاون المشرف بين أبناء الشعب والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية كلها اجتمعت في تحقيق الهدف الأعلى حماية الإنسان الأردني والمحافظة على حياته بكل السبل المتاحة . إنها معركة الموت أو الحياة ولا بد أن ننتصر بمشيئة الله قيادة وحكومة وشعبا .