صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
تطبيقاً —وليس تطبيعاً مع العدو — تطبيقاً لمقولة قيّمة تقول (( جودة الكلام في الإختصار )) ، وبدون أية مقدمات ، سأكتب أقصر مقالٍ لي ربما !؟
من يتحدث عن التطبيع الرسمي مع العدو ، أعتبره (( غايب فيله )) . الأردن الرسمي تجاوز مرحلة التطبيع مع العدو الصهيوني الذي قضم فلسطين ، ويسنُّ أسنانه الإجرامية لقضم الأردن الوطن ، والأردن الأرض ، والأردن الإسم — نعم حتى الإسم سيزول ويختفي من الوجود — في الوقت الذي يختاره العدو ، ويناسبه وفق معطيات كثيرة يراعيها ، ويعمل على تهيئة كل الظروف لها بجد وإجتهادٍ فريدين .
الأردن الرسمي قطع شوطاً كبيراً في مرحلة التشبيك الإستراتيجي مع العدو الصهيوني . الصهاينة دخلوا الأردن ، وتمترسوا من بوابات عديدة وخطيرة . مرحلة التشبيك هذه ، بدأت تنسف ، وتتجاوز ، وتتخطى سيادتنا على أرضنا ، ومياهنا ، وسمائنا ، وأجوائنا . وحتى لا يكون الكلام مُرسلاً ، وللتذكير ، سأسرد بعض أنواع التشبيك الإستراتيجي مع العدو الصهيوني :-
١ )) بتوقيع اتفاقية غاز غزة المنهوب من قبل العدو الصهيوني ، أصبحنا نعتمد على عدونا ليمدنا بالغاز . وبكبسة زر يُنعِم علينا بالغاز ، وبنفس الكبسة يحجبه عنّا ، فيُظلِم ليلنا ، ويُشَلُّ إقتصادنا ، وتُشَلُّ حياتنا عامة .
٢ )) بتوقيع إتفاقية الكهرباء ، مقابل الماء مع العدو الصهيوني ، سنمنح العدو مساحات شاسعة من الأراضي الأردنية لِيُقيم عليها منشآت للطاقة الشمسية — وهي موطيء قدمٍ للمحتل — على الأراضي الأردنية ، ليولد العدو الطاقة الكهربائية .
٣ )) التبادل التجاري مع العدو قائم وبآليات مختلفة منها ما هو ظاهر ، ومنها ما هو مُستتر ، والمستتر أنواع : منها ما يأتينا بالترانزيت عبر دول أخرى ، ومنها ما يأتينا بلصق (( ليبلات )) بأسماء ماركات ودول زائفة .. الخ
٤ )) الإتفاقية التي بصمنا فيها على إحتلالنا من قبل الأمريكان ، هي إتفاقية تشبيك متفردة مع العدو الصهيوني ، لأنه لا قيود ولا راقبة على من يدخل او يخرج من الإمريكان ، ومن يدرينا إن كان أغلبهم صهاينة !؟
٥ )) ما يُشاع عن تأجير — او ربما بيع — أراضٍ في البتراء ، او كل البتراء ، والحديث عن قرية (( أم صيحون )) والإدعاء بأن إسمها الأصلي هو (( أم صهيون )) ، والحديث عن جذور عشائر البدول وديانتهم الأصلية ، هو من أدوات التمهيد للتشبيك في أمور أخرى . وللعلم فإن التأجير طويل المدى لمدة (( ٩٩ )) عاماً يُعتبر أخاً شرعياً للتملك .
٥ )) زيارات الصهاينة التي تمت قبل سنوات لما يُدعى انه مقام النبي هارون عليه السلام ، ولا نعرف فيما إذا هي مستمرة او توقفت ، وإحضارهم كميات من الأدوات والأزياء الخاصة لأداء شعائر توراتية ، ودفنهم لقطع أثرية يهودية في تلك المنطقة ، من سهّل لهم ، ومن غض الطرف عنهم !؟
٦ )) هل السكوت عن إنشاء وتشغيل مطار رامون الصهيوني طبيعي !؟ وعلى الأقل : هل بذل الأردن الرسمي جُهداً يتناسب مع خطورة هذا المطار من النواحي : السيادية ، والإستراتيجية ، والفنية ، والقانونية ، والأمنية ، والإقتصادية !؟
يبدو ان هناك ثقة شبه مطلقة من الرسميين الأردنيين تجاه العدو الصهيوني ، ثقة لا يشوبها أي تشكيك مطلقاً ، لدرجة لا يستدعي التعامل معه إفتراض اي تشييك او مراجعة على الأقل . رغم ان العدو تتنامى حساسيته المُفرطة أثناء تعامله مع الرسميين الأردنيين والتشكك والتشييك في أعلى درجاته ، رغم انه هو الذي يفرض أجنداته ، ويتحصل على طلباته — بل أوامره — وهو الطامع والمعتدي .
العلاقات مع العدو تطورت لمرحلة التشبيك بالعلاقات الاستراتيجية دون اي تشييك او تشكيك في نوايا العدو !؟ كيف يحدث هذا !؟ ومن ورائه !؟ ومن يأمر به !؟