العمرو يكتب: ماذا بعد عملية السلط الارهابية؟

14 أغسطس 2018
العمرو يكتب: ماذا بعد عملية السلط الارهابية؟

صراحة نيوز – د قاسم العمرو

تقول الروايات ان مئات الجهاديين قد عادوا من سوريا بأكثر من طريقة بعد مشاركتهم في القتال ضد الجيش العربي السوري، ضمن تنظيمات تم دعمها بالسلاح والمال والتدريب من دول اقليمية، والهدف من ذلك اسقاط النظام السوري.

هؤلاء الجهاديون تمرسوا واصبحت لديهم خبرات مخيفة في استخدام السلاح والمتفجرات والتفخيخ ولديهم شبكات دعم لوجستي وفرتها التنظيمات التي عملوا من خلالها، ونحن هنا في الاردن نعيش حالة استرخاء امني ربما للثقة الزائدة أو نوايانا حسنة زيادة عن اللازم.

لقد تعرضنا لخطر الارهاب مرات عديدة ففي عام 2005 هاجمت القاعدة فنادق عمان وضربت اهداف مدنية راح ضحيتها عشرات الشهداء، وقبل اكثر من عام تعرضت الكرك لحادثة إرهابية ذهب جراءها عدداً كبيراً من الشهداء وبالامس القريب حادثة السلط الارهابية نتج عنها خمسة شهداء نحسبهم جميعاً في عليين ان شاء الله.

تتشابه العمليتان الارهابيتان الى حد كبير إذ عناصر الخليتان متأثرون بالفكر الجهادي القريب من داعش، ويؤمنون ايماناً مطلقا بفكرة تكفير الانظمة الحاكمة في بلادنا، ويبنون خططهم للعمل بقوة ضد الامن كلما اتيحت لهم الفرصة، ويستهدفون بشكل مباشر رجال الامن باعتبارهم رمز الدولة وجدارها المنيع، وربما يفكر هؤلاء المتطرفون في المستقبل لاحداث صدمة قوية تزلزل اركان المجتمع باستهداف التجمعات المدنية لايقاع اكبر عدد من الضحايا…هذا باختصار تصور للحالة التي نعيشها بعد هذه العمليات الارهابية… وايضاً محاولة الكثير من الذين قاتلوا في سوريا العودة…فماذا نحن فاعلون…ثمة رسائل يجب التقاطها على المستوى السياسي والامني والشعبي.

الرسالة الاولى… الى الحكومة ورئيسها بالتحديد عليكم العمل فورا على رفع رواتب الجند ومضاعفتها والحل موجود بالغاء نصف السفارات وحل الهيئات المستقلة والغاء وظائف المستشارين والاهم من ذلك قطع دابر الفساد والمفسدين والمتهربين من الضرائب….إذ من حق هؤلاء الابطال ان يقوموا بواجبهم دون التفكير بالفقر والعوز والحاجة وهل لدى اسرته ما يقوتهم؟ هل يستطيع ان يشتري لعبه لابنه وهو عائد الى بيته؟ تخيل يادولة الرئيس كيف لانسان يعيل اسرة ان يعيش ب 400 دينار شهريا.

الرسالة الثانية… الى صناع القرار في الاجهزة الامنية وعلى رأسهم جهازالمخابرات العامة… العمل الفوري على تتبع اصحاب الميول الفكرية المتطرفة الكترونيا واخضاع اتصالاتهم للرقابة الدائمة، وعدم ادخال اي مقاتل من سوريا الى الاردن والتنسيق مع السوريين لاجراء محاكمات لهم على الارض السورية، والاستعداد واليقضة وعدم الاسترخاء حتى لا نكون في مواجهة خلية تكفيرية جديدة يذهب ضحيتها مزيدا من الشهداء.

الرسالة الثالثة… الى الاخوة المواطنين لنتعلم مما حصل وعلينا ان لا نتعامل مع اشخاص مجهولين وان لا نوفر لهم السكن الا بعد التدقيق عليهم وهذا متاح وسهل وكل عائلة اردنية منها شخص في احدى مؤسساتنا الامنية فلا نتراخى أو نتكاسل أو نطمع بقليل من المال ثم نندم بعد ذلك.

الرسالة الرابعة.. الى المجتمع بمؤسساته المدنية نقابات احزاب رأي عام اعلام ان يتم صياغة برنامج متكامل بغية توجيهه لحملة الفكر المتطرف وادماجهم بالمجتمع وعزلهم عن اي ارتباط فكري متطرف.
ويبقى السؤال هل نتعلم ونتلافى الخطأ في قادم الايام ونفوت الفرصة على المتربصين بالوطن من خلال ارساء قواعد العدالة الاجتماعية وقطع دابر الفساد والحفاظ على المال العام….كلنا للوطن فداء …

الرحمة للشهداء والخزي والعار لتجار الاوطان والمنافقين والناهبين لمقدرات الوطن.

الاخبار العاجلة