صراحة نيوز – بقلم موسى العدوان
يواصل الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية المصرية الأسبق، شهادته بحقيقة ما حدث في حرب حزيران 1967 قائلا : ” في محطة عجلون للإنذار المبكر ” بقرية عجلون بالأردن ” جهاز رادار ممتاز ويرتفع 4000 قدم عن مستوى السهل الساحلي بإسرائيل، ومدى عمله جيد جدا، وتم ربطه لاسلكيا بشيفرة بسيطة على جهازين للاستقبال.
أحدهما يمثل مصدر المعلومات الإستراتيجية والتعبوية لمصر والقوات المسلحة، وهو محطة إرسال واستقبال كبيرة في مكتب شمس بدران بكوبري القبة. وجهاز الاستقبال الثاني كان بغرفة العمليات الرئيسية للقوات الجوية والدفاع الجوي بمنطقة الجيوشي، وهو مركز الاستقبال الرئيسي، بينما كان مكتب الوزير هو الفرعي أي يستمع فقط لما يذاع في المركز الرئيسي. هكذا كان تنظيم تبادل المعلومات.
في الساعة السابعة بتوقيت إسرائيل، والثامنة بتوقيت مصر، بثت محطة عجلون الإنذار المبكر إلى المحطتين معلومات عن وجود موجات متتابعة من مقاتلات إسرائيل، تتجه نحو الجنوب الغربي، مترجمة باللفظ الكودي ” عنب ” . . ” عنب “. لم تستقبل محطة الاستقبال الرئيسي بالجيوشي الإنذار نتيجة خطأ شخصي من عريف الإشارة، قال عنه في التحقيق : ” أنه غير تردد الاستقبال للوصول إلى استماع أوضح، وفي المرة الثانية قال : ” أن توقيت العمل بالتردد القديم حسب جدول العمل بالشيفرة انتهى، فغير على التردد التالي.
على أي حال لم يستقبل الإشارة، ولم يصل الإنذار المبكر إلى المركز الرئيسي للطيران والدفاع الجوي عن مصر. ( وهذا ما يتطابق تقريبا مع رواية الجاسوس أساف ليفي الملقب باسم ” نويّر “، والذي قال للإسرائيليين، بأن العاملين على أجهزة الرادار المصرية، يغلقونها صباحا لمدة نصف ساعة ).
أمّا المحطة الفرعية وهي محطة استماع فقط، خاصة بالمخابرات في مكتب شمس بدران في كوبري القبة، فقد استلمت الإشارة، وتحليلها واضح ولا يمكن أن يحدث فيه سوء فهم. إنه إنذار أكيد ببدء هجوم طيران العدو على أراضي مصر في اتجاه الجنوب الغربي من إسرائيل، إلاّ أن الضابط المناوب في كوبري القبة، لم يخطر الوزير لعدم وجوده في مكتبه بكوبري القبة أو في مدينة نصر.
وبعد مرور حوالي 40 أو 45 دقيقة من استلام الضابط المناوب للإنذار، وبالصدفة خلال مكالمة تيلفونية عابرة مع زميله بالمحطة الرئيسية بالجيوشي، أراد أن يذكّر بنفس الإشارة، وما فيها من اسم كودي يدلل علة طائرات العدو المغيرة.
فقابله الضابط المناوب على نفس المحطة الرئيسية بالتهكم قائلا : ” عنب أيه . . وبصل أيه ؟ دول فوق دماغنا . . أي أن الطائرات الإسرائيلية تقصف فعلا مطاراتنا، وكانت الساعة 45 : 8 بتوقيت مصر فعلا. عدا ذلك لم يصل من أي محطة إنذار أخرى في مصر أي إنذار باقتراب طائرات العدو وذلك لسببين: أولا أن طيران العدو في الاقتراب تم على مستوى منخفض جدا. ثانيا أن محطات الإنذار والرادار كانت هي الهدف الأول التعبوي للتدمير أو التعطيل بواسطة طائرات العدو.
هكذا كان الحال في أدق مرحلة، بل في أدق ساعة، ضياع 30 أو 45 دقيقة، كانت قد كلفت القوات الجوية خسارة فادحة. وهكذا كان ” وعي الإشارة وتحمل المسؤولية، والشعور بالواجب على صعيد تنظيم أسلوب المعلومات الإستراتيجية والتعبوية. . .
التاريخ : 22 / 7 / 2021