الملك وبيتا ابيضا غير صاف

3 أغسطس 2018
الملك وبيتا ابيضا غير صاف

صراحة نيوز – بقلم عبد الفتاح طوقان

من حقنا الأردنيين جميعا أن يعرفوا الحقيقة، في الحياة والسياسة وفي القانون ومجريات الدولة وما جري في الولايات المتحدة خلال غياب الملك وتواجده بين سنديان البيت الأبيض ومطرقة الرئيس ترامب. ما هو الدور المطلوب منه وهل اختلفت الوان البيت و تفاوتت بين الرمادي و الأسود؟ ام انها حمراء ؟،

بلا ادني شك ان صفاء اللون الأبيض لم يعد متواجدا وهنا يجب التوضيح دون مواربة، خصوصا و ان لسَّادُّ أو الكاتاراكت أو السُّدّ السياسي الأمريكي الصادر من البيت تسبب في عتمة الموقف الإعلامي أو إعتام عدسة السياسة الداخلية و الذي هو مرض اصاب الحكومة لأردن مفترض هو الحليف لأمريكا فاعتمها و افقدها وعيها و تسبب في وجع أو الم الشارع، واصبح الشعب الأردني متحسسا من أعلام غير صادق و الذي يري بعين واحده.

للأسف فقد اختار أحد أن يشهد زورا بصفاء الألوان لإلهاء الشعب الاردني، ولكن فاته ان الذكاء الفطري للعشائر الأردنية الذي ينطق قلبها بالحق ولديها من يقول لها الحقيقة وينقل الموقف بتجرد. ويوثق لها ما حدث بين الملك والرئيس ترامب وما هي توجهات البيت الأبيض، الحقيقة الكاملة لمستقبل الأردن ونظامه، ولا شيء غير الحقيقة التي يعتم عليها، وهي المتداولة بين جدران البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات الامريكية.

حقيقة مفاداها نظام مختلف لا يخضع إلا لامتيازات محدودة بشروط، واجبة النفاذ خلال مدة محددة، وليس كما سبق، “حليف وقواعد”، منها على سبيل المثال ٦٢٠ مليون دولار في عام ٢٠١٦ و٤٢٠ مليون دولار في عام ٢٠١٧ من الولايات المتحدة للأردن، لم ترد في مناقشة الميزانية في مجلس النواب، ولم ترد في فصل وزارة الدفاع، وعلاقة تماثل المدعي العام بلائحة مسبقة بين محام غائب وموكله المضطر للحضور، أو مثل نقاش خاص بين ملك وملكة، ويقصد الزوج والزوجة عند عقد اتفاق عدم إفشاء سر.

الشفافية والمفاتحة والاعلام الصادق هم مفتاح مستقبل امن.

ما يجب ملاحظته أن قضايا البلد العظيمة والمرتبطة بصفقة القرن في المنطقة والنظام المقترح ودور لأردن جديد ل، لا يمكن ان ينجح ولن يجد طريقه ممهدة إلا من خلال العشائر الأردنية التي أسست الدولة من بدء الثورة العربية الكبرى ومستمرة حتى اليوم، مهما كان شكل الأردن القادم او المتفق عليه او المراد له ان يكون، مهما كانت اجندات تحاك في طبقات واجنحة البوابات العليا.

تبعاً لذلك، فإن أي نمط أو مظهر مستقبلي للبلاد سيكون بمثابة حلم امريكي وكابوس لنظام الاردن ما لم يمر عبر الأضلاع العشائرية كما كان تاريخ نصف القرن الماضي، واقصد كما رأينا من خلال عيون البيت الأبيض الذي يتمتع بامتياز الفرض والتأثير والتغيير في بعض من أكثر الطرق إلهامًا وأهمية وهي حالات وخلافات في عصر يراد تهميش العشائر الأردنية وسلبها موطنها الأصلي.

لذلك كانت تعليمات وكالة الاستخبارات الامريكية والبيت الأبيض الاهتمام بالعشائر الأردنية والتواصل معها، مما دفع بالسفيرة الامريكية ان تزور كل العشائر بلا استثناء وان تحاول الحصول علي ثقتهم ورضاهم، و هي رسالة للنظام الحاكم ان لا استقرار و لا حكم في الأردن الا لمن يتمتع برضي و موافقة العشائر. وهذه رسالة نقلها البيت الأبيض مؤخرا لان المصالح الامريكية الدائمة من خلال العشائر الأردنية اهم وأقوى من البعد الاستراتيجي القريب الذي يسعي اليه الفلسطينيون المتجنسين في الاردن.

ليس ذلك فقط بل كانت إشارة البيت الأبيض واضحة ان أمريكا تربط علاقتها بمن يحكم الأردن او سيحكم الأردن بمدي قبوله من العشائر، أبناء الأردن الأصليين. وتعلم دوائر الاستخبارات الامريكية ان الجدار الجغرافي الغربي اذا ان قلبه مع المهاجرين الفلسطينيين فأن سيوفهم مع العشائر الأردنية. ولذلك فأن أمريكا لتمرير بعض سياساتها في المنطقة لا بد ان يكون من سيحكم الأردن موافقا عليه أولا عشائريا ومدعوما من العشائر وملتزما بما تمليه عليه العشائر ليستقر النظام. هكذا هو رأي البيت الأبيض.

تغيرت الامور بشكل لا يمكن تصوره بعد زيارة طويلة للملك لأمريكا، و لا بد من قرأّة التاريخ و الاستفادة منه، حيث عندما تجد الولايات المتحد الامريكية ان حاكما لا يخدم مصالحها تنقض عليه من الداخل و تطيح به و حدث ذلك مع شاه ايران ، ماركوس في الفليبين و بينوتشيت في تشيللي. لذل العشائر الأردنية هي مفتاح الأمان.

واقصد، لم أقم فقط بمراقبة هذه التغييرات والكتابة عنها، ولكنني ساعدت في توضيح واظهار بعض المشكلات التي تخشي الحكومة الأردنية الحديث فيها و عنها، وبعض من الإعلام اجبن من ان يتناولها، و ذلك من خلال كتابة هذه القضايا ومعالجتها. في كتابات على وسائل التواصل الاجتماعي تعدت مشاركتها المليون قارئ، وهو ما يتطلب الالتزام بالإفصاح الكامل عن كل تحركات و لقاءات الملك و ماذا لديه غير ذلك “الصن فالي”؟ كم تكاليف الرحلة؟ من سيسددها؟

لا أن يختبئ الاعلام وراء الدرع الاستثنائي لمؤتمر اقتصادي يعقد سنويا وأي مواطن يمكنه المشاركة به يطلق عليه “مؤتمر صن فالي” فيجعل الاعلام كما يقول المثل من البحة قبة..

أن مؤتمر “صن فالي “ت قيمه شركة تأسست عام ١٩٩٢، حيث كانت والدة مؤسسه من الكاثوليك الأيرلنديين وكان والده – بالرغم من ابن أم يهودية – موحدا غير ممارس.

و اعيد التأكيد هنا أهمية ما حدث مع الملك و ما تمت مناقشته و سبب طول اقامته اهم من “صن فالي” .

مطلوب مصارحة كاملة بدون أي من الاجندات التي تتعدي علي حق الأردنيين الشرعيين، ومكاشفة كبيرة لها قوة ترابط مرتبطة بالعشائر والشارع، ولا تمتلئ برطوبة غرب النهر الموضوعة والمحسوبة ضمن حصان طرواده لاستثارة الانتقادات وتحرم العشائر الأردنية والأردنيين من دقة التأثير الذي كان له وجود في البيت الأبيض في أمريكا.

مطلوب مصارحة لماذا هذا الغياب، وماذا تم في الولايات المتحدة ولماذا لم يتم تغطية حضور الملك إعلاميا رغم وجود فضائيتين، ولم يتم تغطية زيارة الملك للقيادة العامة تلفزيونيا، ولم يرد في أي فضائية إخبارية أمريكية او غيرها تقارير مصوره عن رحلة العودة و مغادرة المطار الأمريكي، و لماذا لم يذكر اين الملكة وولي العهد؟ هل عادوا الي ارض الوطن ام لازالوا في أمريكا وغيرها من الأمور التي تقاعس الاعلام على اظهارها فبات الوضع مريبا ومشكوكا به. حتى الانستجرام التي كانت الملكة تستخدمه و تضع به صورا يوميه تتشارك بها مع الشعب خلت عن أي صور لعودة الملك او عودتها مع ولي العهد و الاميرات. كل ذلك جعل الأردن يسأل مجددا اين الملك و ماذا برنامجه القادم مع الحكومة، مع الفساد، مع المديونية، مع العشائر، مع ولاية العهد ، مع اتفاقات صفقة القرن ، مع كلمة الأمير حمزة ، مع سوريا ، مع مكافحه الإرهاب ب ، مع قناة البحرين ، غيرها و الأهم مع الشعب الذي انتظره بشغف .

البيت الأبيض يبحث عن مشروع سياسي فلاحي مرتبط بالأرض لا مشروع سياسي تجاري مرتبط بطائرة ترحل مع اول صافرة.

إذا كانت فعلا حياة الأردن في البيت الأبيض لكن روحه في يد العشائر.

 

الاخبار العاجلة