تضحيات الشهداء لحماية الوطن

21 يناير 2022
تضحيات الشهداء لحماية الوطن

صراحة نيوز – بقلم موسى العدوان

الشهداء هم رجال بذلوا أرواحهم في سبيل الله، حماية للوطن والمواطنين، ممن ينتهكون كيانه بالقوة العسكرية، ومن الذين يدمرون مجتمعه بآفة المخدرات أو بالإرهاب. وقد كرّم الله تعالى الشهداء في كتابه العزيز بقوله : ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أحياء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) آل عمران 169. صدق الله العظيم.

وقال الزعيم العراقي الأسبق الشهيد صدام حسين رحمه الله : ” الشهداء أكرم منا جميعا “. وهذا قول يجسّد الحقيقة المجرّدة، لتقدير لشهداء الذين ضحوا بأرواحهم، دفاعا عن الوطن والمواطنين في كل زمان ومكان.

وهنا لابد لي من الترحم على شهداء الوطن، الذين ارتقت أرواحهم إلى بارئها في عليين قبل بضعة أيام، بفعل عصابات الإجرام، التي أرادت أن تلوث عقول وأجسام بعض المواطنين، بمخدرات مدمرة، سواء لدينا أو لدى بعض الدول العربية. كما أترحم على من سبقهم من شهداء الأردن بداية من شهيد الأردن الأول على ثرى فلسطين كايد مفلح عبيدات عام 1920، ومرورا بشهداء الجيش الأردني في فلسطين والأردن، خلال الحروب والعمليات الأمنية اللاحقة.

لقد كانت أرواح الشهداء الأردنيين والفلسطينيين تصعد إلى السماء، أثناء قتالهم للعدو الصهيوني في أواسط القرن الماضي، حين كان العدو يستهدف الاعتداء على الوطن غربي النهر وشرقيه. ولكن اليوم، وبعد عقد معاهدات السلام في كامب ديفيد، ووادي عربة، متبوعة باتفاقية سلام إبراهيم مع بعض دول الخليج، فقد غاب الدفاع عن الوطن وحماية حدوده بالقتال، بل أصبح الدفاع عن حدوده ضد تهريب المخدرات، التي تفتك بالمجتمع وتدمر حياة الشباب العربي ومستقبلهم.
إن كميات المخدرات الكبيرة جدا التي تضبطها قواتنا المسلحة، على حدودنا الشمالية الشرقية مع سوريا بشكل اسبوعي تقريبا، لا يقصد منها استهلاكها في الأردن، بقدر ما يقصد منها تهريبها إلى الدول العربية المجاورة. فتجار المخدرات يعرفون أن لدينا ما يكفينا ويزيد من حاجتنا من هذه الآفة، التي أصبحت تزرع محليا، وتُصنّع أنواع منها في أطراف بعض المدن والقرى داخل المملكة.
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو : لماذا كُتب علينا في هذا البلد، أن نكون الدرع الواقي لغيرنا، ونقدم الشهداء في الماضي والحاضر، نيابة عن بعض الدول العربية، بينما أهلها يستمتعون بلياليهم الحالمة وحفلات الطرب والغناء، دون أن يتحملوا جزءا من هذا الخطر، الذي نواجهه اليوم في الأردن بصورة مستمرة جيشا وشعبا ؟
جنودنا وضباطنا يودعون عائلاتهم في أيام البرد القارس وفي أيام الحر الشديد، متوجهين إلى وحداتهم المنفتحة على الحدود، ليغيبوا عنهم بضعة أسابيع، دون معرفة إن كانوا سيعودون ليروا من تركوهم خلفهم مرة أخرى أم لا ؟ أولئك الجنود والضباط هم من يضحون بحياتهم، وينذرون أنفسهم مشاريع شهادة، يواجهون الموت في أية لحظة بلا إنذار، من أجل حماية المواطنين وإخوانهم العرب. وكل هذا يتم في ظروف الطبيعة القاسية، مقابل راتب هزيل لا يتجاوز لأحدهم 400 دينار، بينما يتقاضى من ينعم بالأمان والدفء والراحة، دون أن يقدم خدمة وطنية هامة، مبالغ فلكية تفوق ذلك الراتب بأضعاف.

وفي الختام، أرى من المفيد تقديم الاقتراح التالي إلى عقل الدولة : طالما أن قواتنا المسلحة تشكل الدرع الواقي ليس لنا فحسب، بل لدول الخليج المجاورة أيضا، وحمايتها من وصول آفة المخدرات أو الإرهابيين إليها. فعلينا في هذا الحال البحث مع تلك الدول، في مساعدة قواتنا المسلحة بمخصصات مالية مجزية، كواجب وطني عليهم دون منّة، ليجري تزويد تلك القوات بمعدات إلكترونية كاشفة للحدود ليلا، ورفع رواتب أفرادها بصورة مناسبة.

وبعكس ذلك فقد يكون الحل المناسب، تسهيل مهمة المهربين في كوريدور محدد نحو مقاصدهم الأخيرة، بدلا من اعتراضهم وتقديم الشهداء من أبنائنا وحدنا بلا ثمن . . !

٠

الاخبار العاجلة