خمسة عنزات بالتعويضات البيئية

5 أبريل 2017
خمسة عنزات بالتعويضات البيئية

التقيت يوما بشخص احترمته فور ان تحدث عن هموم الوطن والوظيفة الحكومية. كان ان تحدث عن تجربته المريرة عندما كان يعمل في الجمعية العلمية الملكية، وتحدث بكل بساطة وصدق وحرية وخاصة انه كان حينها يعمل في احدى جامعات دول الخليج العربي.

تحدث عن ملامح القوة التي يتمتع بها شخص الدكتور هاني الملقي الذي اصبح فيما بعد رئيسا للوزراء، من قوة بالشخصية عندما كان يعمل في الجمعية العلمية الملكية في المراحل الوظيفية الأولى، وتحدث لي بصفته الخبير القريب من الشخصيات الوطنية التي استلمت مواقع متقدمة في الدولة الأردنية وكانت بداياتها في الجمعية العلمية الملكية.

ومما اثار اهتمامي ان تحدث في حينه عن وزير البيئة السابق بانه كان نظيف اليد ولكنه حاد المزاج وعنيد لرأيه مهما كانت النتائج، وأضاف محدثي قائلا بان خلاصة خبرتي في هذا الوزير تشبيها “انه لو سرح في خمسة عنزات حتما سيعود بعد فترة في عنزة واحدة بدل ان يزيد عددهم”. وهنا احتد نقاشي مع محدثي ان هذا الوزير كان قبل ذلك مسؤولا عن احدى اهم مؤسسات الدولة أهمية والتي تتعامل مع صحة المواطن وتعرض في سبيل ذلك الى كثير من الضغوط للانصياع لرغبات بعض المستوردين الفاسدة، وابى الا ان يقف في صف المواطن، وتاريخه معروف للقاصي والداني بان بقاءه فترة طويلة في تلك المؤسسة كان دليلا واضحا على انه على مستوى المسؤولية التي اوكلت اليه، وتمنيت حينها ان يعود هذا الوزير مره أخرى.

امتعض محدثي ولم يعقب على ما ذكرت.

وبعد شهور عديدة عاد الوزير الذي تمنيت الى وزارته السابقة ورأيت فيه الشخصية التي سمعتها عنه من نظافة اليد الظاهرة وحدية المزاج على الحق وتباشرنا به خيرا على احداث التغير وإصلاح المسيرة.

ذكر الوزير لمقربين له ان الإصلاح سيتم حتما بعد اجراء الانتخابات النيابية وخاصة ان هذه الحكومة هي حكومة انتخابات وحين تشكيل مجلس النواب والحصول على الثقة عندها تبدأ مسيرة الإصلاح. ويعلم الجميع ان هذه الفترة استغرقت ستة شهور، من الترقب والابواب المغلقة.

وأخيرا تشكلت نفس الحكومة مع تعديل بسيط عليها ودخلت معترك الحصول على الثقة وفازت بنسبة تقارب 65% وفرحت الأصوات الداعمة للحكومة وتنفسوا الصعداء على ان الإصلاح قادم . ثم جاءت مقولة ان علينا الانتظار لحين موافقة البرلمان على مشروع الموازنة العامة للدولة ورد الحكومة على مطالب النواب .

ولنجد انفسنا دخلنا في مرحلة ثالثة لا تبشر نتائجها بالإصلاح ولسبب بسيط وهو ان من سيطوله الإصلاح اصبح يعلم ذلك مع مرور الوقت أصبحت لديه الفترة اللازمة والكافية من اجل إتباع كل السبل المشروعة وغير المشروعة لتعديل وتغير وتشويه المفاهيم التي أصبحت تعيق اتخاذ القرار .

رويدا رويدا جنحت النفوس الى الاخذ بالأمر الواقع ولا حاجة للإصلاح.

هكذا نبدأ وهكذا ننتهي، نبدأ بالفزعة وبالهمة العالية وننتهي بالعنزة.

اخشى ما أخشاه ان يحتفظ وزيرنا بالعنزة السمينة التي ترعى في السافح الغربي من الوادي وخاصة ان الراعي من صحراء النقب، وتصبح البادية الأردنية بعيده عنه، بحجة ان البادية غير ولودة وتمر في سنوات عجاف، لا ماء ولا كلاء فيها، منذ سنوات طويلة.

د. ماجد فندي الزعبي / مستشار في الزراعة والبيئة

الاخبار العاجلة