صراحة نيوز – كتب الدكتور حسين عمر توقه
باحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن القومي
نظرا لخطورة ما ورد في تصريحات وكالة آكسيس الأمريكية والتي تمت مناقشتها على القناة الإخبارية 13 الإسرائيلية بتاريخ 14/4/2019 فإن الدقة والحرص في نقل المعلومات كما وردت لا تسمح لأي باحث إلا أن يحاول طرح ما تم الإعلان عنه كما هو دونما زيادة أو نقصان أو حتى القيام بأي محاولة لتحليل ما ورد في هذه التصريحات وإستشراف ما هو قائم خلف النص .
” رغم أن الإجتماعات السابقة مع لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي للعلاقات الخارجية كان الملك عبد الله يميل إلى الحذر والتحفظ في مناقشاته إلا أنه هذه المرة قد أبدى عدم إرتياحه لأن الإدارة الأمريكية لم تطلعه على تفاصيل خطة الرئيس الأمريكي ترمب على خطة السلام وإنما أطلعوه على الجانب الإقتصادي ولم يطلعوه على الجانب السياسي وهو الجانب الأهم .
وفي تصريح آخر لأحد المسؤولين الأردنيين أن الملك عبد الله الثاني حتى هذه اللحظة لم يتم إطلاعه على خطة ترمب للسلام وإن أي خطة إقتصادية لا تغني عن الخطة السياسية.
وفي تصريح لأحد مسؤولي البيت الأبيض أعلن فيه أنه تم الإجتماع مع العديد من قادة المنطقة وتم تبادل العديد من وجهات النظر بما فيهم الإجتماع مع الملك عبد الله . ولقد أوضحنا منذ البداية أن خطة ترمب للسلام هي ذات شقين الشق السياسي والشق الإقتصادي . وأن الشق السياسي يتم من خلاله مناقشة كافة المواضيع الأساسية الهامة لدى الأطراف المعنية بينما الشق الإقتصادي يتناول المواضيع الإقتصادية والمالية ولقد أو ضحنا أن الشق الإقتصادي لن ينجح بدون الشق السياسي .وفي نفس الوقت فإننا ندرك أهمية الشق الإقتصادي وتأثيره الكبير على حياة الفلسطينيين وحياة المواطنين العرب في دول المنطقة.
ولقد أوضح أحد المسؤولين الأمريكيين أن هناك خمسة أشخاص في العالم أو ستة أشخاص قد اطلعوا على خطة السلام المسماة بخطة ترمب للسلام ومن بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بينما لم يطلع عيها أي من القادة العرب بما فيهم الأردن وفلسطين والسعودية والإمارات ومصر . وأن جاريد كوشنر في زيارته الأخيرة قد أطلع القادة العرب على الجانب الإقتصادي من الخطة ولكنه أبقى الجانب السياسي قيد السرية المطلقة.
في تصريح آخر لأحد المسؤولين الأمريكيين ان هناك توجها للإعلان عن خطة السلام بتاريخ 15 حزيران 2019 “.
إلى هنا ينتهي الإقتباس حول تصريح وكالة آكسيس الأمريكية. وممالا شك فيه أن هناك شعورا عاما لدى القادة العرب بأن الرئيس الأمريكي ترمب بعد قراره بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس الغربية وموقفه تجاه قيام إسرائيل بضم مرتفعات الجولان منحاز كل الإنحياز في دعم وتأييد إسرائيل وبالذات تأييد رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي أعلن عشية الإنتخابات الإسرائيلية عن نيته في ضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية مما يؤكد أن إسرائيل ماضية في تحقيق أهدافها في التوسع دونما إحترام للقوانين وللشرعية الدولية وتجاهل لقرارات الأمم المتحدة . يقابله في الجانب الأردني التمسك بحل الدولتين وعدم تحويل الأردن إلى وطن بديل والإستمرار في الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية .