صراحة نيوز – بقلم الدكتور محمد المناصير
يا جلالة الملك جف الضرع وقصر الزرع وعم الخوف وطم الفقر ونفذت البلاد من الرجال في طواقم وزاراتكم واعيانكم ونوابكم … وامتد الفساد الى كل ركن وشعر الناس بالذل والهوان والظلم وغابت العدالة وانتشرت الرذالة ورخص الانسان وبيعت الاوطان وغاب التفاهم والانسجام وفقدت الثقة بين القصر والشعب بسبب اعوان الزمان وحاشية كله تمام ومستشاري مذلة المواطن … وغلت الاسعار وقلت الامانة وغابت الثقة بين الشعب والحكومات حكومات التبخر والرفع قبل الدفع وحكومات التحكم برقاب الناس وحكومات الضرائب والرسوم الجائرة والمكوس … وفقدت الامانة وغابت الديانة وعم الجهل والخوف والمرض وانتشرت الجريمة والخيانة والسرقة وبات وطننا ينتظر رحمة الله به قبل ان تدركه يد المنون ويصبح في خبر كان ..
ننتظر تدخلا في ما يجري من لدن جلالتكم بكف يد السارقين والمارقين ومحاكمة الفاسدين والمفسدين واسترداد الاموال واعادة الثقة بين المواطن والقصر والمواطن والحكومة وكف ايدي المتنفذين والمتحكمين في رقاب الناس والعمل على رفعة الوطن ورفاه المواطن ورفع الظلم عنه ..
آن الاون للامساك بزمام الامور وتوجيه دفة السفينة قبل ان تغرق البلاد في بحر هائج وموج دالج وليل مدلهم …
ان الاوان ان تتولى الامر وتدبر الوضع لتعيد الثقة والامن والامان والنزاهة والامانة وترتقي بالبلاد الى مصاف الدنيا على نهج يرتقي بها وان تعيد بنود الدستور كما كانت عند نشأة الدستورنقية نظيفة متميزة خالية من التنفيع والتجيير والتمرير .. بعد ان استبيحت بنوده وفرغت من مضمونها ..
نحن بحاجة الى غيث هميم منهمر من قراراتكم تعيدون الامر الى نصابه والوضع الى ما كان عليه وتأخذ على يد كل ظالم وفاسد ومتجبر وسارق وتاجر مخدرات ومتسلط ..
شعبك ينتظر ثورة بيضاء منك على الظلم والامساك بمقود البلد قبل ان تتحول الى غابة ياكل القوي فيها الضعيف والغني الفقير .. ننتظر تدخلا من لدن جلالتكم ينتظره الجميع للاستمرار في خوض عباب البحر الذي ان خضته نخوضه معك وان وقفت نقف وان سرت نسير لنوقف سيل الانهيار ..
كل الناس ينتظرون ان تطل عليهم كما كان يطل الحسين بعد كل ازمة تضع النقاط على الحروف وتزيل الخوف وترفع الظلم وتاخذ على ايدي الفاسدين وتحطم حصون الفساد ..
ان الاوان ان تتحرك قبل ان يستفحل الامر ويستأسد الفاسدون فتضيع البلاد فالحذر الحذر من استشارة من حولك فهم من اوصلنا لهذا الوضع وهم الاعلم بالامور الا انهم يحرفون الكلم عن موضعه ويزورون الحقائق ويزينون الامر لجلالتكم للاحتفاظ بمواقعهم التي يتكسبون منها ..
اصبح حالنا يشبه حال دويلات الطوائف الواحدة والعشرين التي سقطت الواحدة تلو الاخرى من الترف والفساد والقعود عن الهمة .. اخذت (الويلات المتحدة) تستفرد بلدولنا واحدة تلو الاخرى واستعمر البنك الدولي معظمها واخذ ترامب الخاوة من اغناها واقواها واذل افقرها والعدو يتربص بنا الدوائر ..
وقفة مع النفس ووقوف مع الوطن والمواطن واعتماد على النفس يعيد الامور الى نصابها .. لا بد من الاتجاه الى وحدة الامة في هذا الظرف الصعب والدعوة لذلك من حفيد الحسين بن علي دعوة مقبولة من شعوبنا يجب ان تتوحد الامصار والاقطار قبل ان يفوت القطار وتتمزق شر ممزق ..
كان الله في عونك ..في ظرف داخلي مترد وظرف دولي عمته الفوضى وشريعة الغاب وضغوط اقتصادية وسياسية وتجبر واستكبار دولي ..القدس قدسنا وفلسطين لاهلها العرب لا نعترف بحدود سايكس بيكو ولا بوعود اليهودي بلفور ..
ولتعلم يا جلالة الملك ان بريطانيا التي خانت العهود ونقضت البنود مع جدكم الحسين بن علي ومعها اميركا تهوي بنا من قمة الى قاع فلا ضير ان نبتعد عن دول الاستعمار ونقترب من دول الجوار والحوار ودول الردع العسكري امام دول التسكع والتجبر والخاوة والذلة والمهانة ..
سدد الله خطاكم .. انه نعم المولى ونعم النصير ..