إن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا قد خلطت الأوراق وقلبت الميازين في العالم،فلم يقتصر أثرها على مناطق خاصة
وإن كانت أوكرانيا هي ساحة رحاها.
كما أنها عرت الغرب وكشفته على حقيقته العنصرية والكيل بمكيالين كدول استعمارية،فقد لمسنا وقوفه ككل صفا واحدا مع أمريكا ضد روسيا مع علمها ويقينها بأنها تضر مصالحها،لكنه
الإنقياد الأعمى السائد المتميز بعنصريته لديها.
وتوالت العقوبات الإقتصادية تباعا على روسيا وربما بلغت الألوف ولكن بوتين(لا دري ولا علم)وكأنه وضع في أذن طينة وفي الأخرى عجينة،ولم يعرها انتباها لأنه استعد،وضع اهدافا مدروسة وأعد العدة ليحققها، وعرف ماله من إمكانيات وما عليه من بدائل متخذا كل الإ حتياطات.
وها نحن نتابع العملية تسير وفق الخطة المرسومةلها تحقق
أهدافها،وليست على عجلة من أمرها،غير مبالية بما يشاع هنا وهناك حولها من أخبار مضللة وكاذبة من قبل الإعلام الغربي الذي وظف كل طاقاته،إمكانته ويقود حربا نفسية تثير زوبعة من الشكوك حول صحة بوتين ونتائج العملية العسكرية.
وبقراءة سريعة لمجريات الأمور فإنها تعطي دروسا وعبر لمن يتابعها وخاصة لأصحاب السياسة،فالعملية العسكرية آتت ثمرها وحققت أهدافها.
ومع ذلك فإن الغرب ما زال مصرا على تعنته وعنده في دفع ازعر السياسة زيلسنكي متأملا بإضعاف روسيا ولكن بوتين لهم بالمرصاد يحقق ما وضعه من أهداف على خطى وئيدة ثابتة ليس في عجلة من أمره،كأنه يمتثل قول نائلة بنت عمرو بن الظرب :
ما للجمال مشيها وحيدا
أجندلا يحملن أم حديدا يخبئ لهم ما لم تراه عين ولم تسمعه أذن، يفاجئهم بما يملكه من أسلحة إلى حد أن اقمارهم الصناعية بمتناوله وفي قبضة يده.
يا للعجب!!! يا بوتين ومنك تؤخذ الدروس والعبر.
وإنه لأجدر بنا كأمة عربية إسلامية أن نمتثل قول الله سبحانه وتعالى:
(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم).
وإنني أرى سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا على حق بقوله،بأن روسيا تحارب الغرب نيابة عن العالم.
وهذا القول يتمثل بشيوع شعور الإرتياح،السرور،وانبعاث الأمل الذي يسود أوساط الشعو ب المقهورة،وها هي تتنفس الصعداء من كثرة ما عانته من ويلات وآلام،من قتل وتشريد ونهب لخيراتها أثناء استعمار الغرب لها.
كما إننا نلمح فرقا واضحا بين مواقف الدول العربية اتجاه الإتحاد السوفياتي سنة ١٩٤٨ ومواقفها الحالية اتجاه روسيا الإتحادية.
ففي سنة ١٩٤٨ كانت مواقفها مرهونة،مقيدة بما يمليه الغرب عليها إلى حد أنها كانت لا تملك جرأة الإقتراب من السوفيات.
أما اليوم فإن مواقفها أكثر وضوحا الى حد ما،فإن لم تكن مؤيدةلروسيا فهي قريبة للحياد
بتمشي الحيط الحيط وتقول يا
الله الستيرة.
اللهم أصلح أمور أمتنا وهيئ لها من أمرها رشدا،إنك سميع قريب مجيب الدعاء.