صراحة نيوز – بقلم موسى العدوان
في أحاديث الصباح للكاتب أدهم شرقاوي وردت القصة التالية وأقتبسها بتصرف :
” إينغفار كامبراد ” (1926 – 2018 ) رجل أعمال سويدي الجنسية مؤسس ومالك شركة ” أيكيا للأثاث “. وقد توفي بعد أن ترك وراءه ثروة تقدر بستين مليار دولار. كان يعيش حياة بسيطة جدا في بيت صغير، ويلبس ثيابا مستعملة، ويسافر على الدرجة الاقتصادية، ويستعمل المواصلات العامة، وينزل في فنادق رخيصة، ويقود ذات السيارة لمدة عشرين عاما، ويكتب على وجه الورقة وخلفها.
وفي نهاية المطاف غادر كامبراد الدنيا إلى نهايته المحتومة خالي الوفاض، دون أن يأخذ معه شيئا من ثروته الكبيرة، كما يحدث لنا جميعا !
السلطان سليمان القانوني ( 1494 – 1566 ) هو أعظم السلاطين العثمانيين وقد حكم بلاده لمدة 48 عاما، أراد أن يقدم لنا نصيحة وهو على فراش الموت، فقال لمن حوله : عندما تنقلوا جنازتي بعد موتي اخرجوا يديّ من التابوت، ليعلم الناس أنه حتى السلطان غادر الدنيا فارغ اليدين . . ! “.
* * *
التعليق :
في هاتين القصتين القصيرتين، عبرة لمن يعتبر من المسئولين ولصوص المال العام، الذين لا يتورعون عن سرقة أموال الشعب، ويكنزونها أو يهربونها إلى خارج البلاد ؟ ألا يكفي أن يعيش بعض الأثرياء ببضعة ملايين من المال الحلال، حياة سعيدة وينامون مرتاحي الضمير ؟ ألا يعلم ناهبو أموال الشعب بأنهم سيغادرون هذه الدنيا بأيد فارغة، كما غادرها من قبلهم الأثرياء والعظماء والفقراء ؟
ألا يعلم أولئك الذين يكنزون المال الحرام سواء في أوطانهم أو خارجها، دون استخدامها فيما يرضي وجه الله، وفي مشاريع تفيد أبناء الوطن، أنه ستكوى بها جباههم يوم الموقف العظيم ؟ وتذكيرا بذلك فقد قال تعالى في سورة التوبة :
” وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35) صدق الله العظيم. هذا إن كانت أموالهم حلالا، فكيف إن كانت حراما وعلى حساب الفقراء ؟
ختاما أقول : اللهم أرنا عجائب قدرتك في الدنيا قبل الآخرة، في كل من سرق قرشا واحدا من أموال هذا الشعب الفقير، إنك سميع تجيب دعوة الداعي إذا دعاك في هذا الشهر الفضيل . . !
التاريخ : 10 / 5 / 2020