صراحة نيوز – بقلم أمين القضاة
هاقد شارفَ الشهرُ المباركُ على الإنتهاءِ يحملُ معه أمنياتٍ بالقبول من ربٍ كريم، ويحملُ معه حسراتٍ على شعائرَ وعباداتٍ لم تؤدَ على نحوٍ مرضٍ، فرمضانُ هذا العام يختلف عن سابقيه، وأرجو ألّا يكون مشابهاً لأشهرٍ رمضانيةٍ آتيةٍ في قادم الأعوام.
يكاد الشوقُ يقتل صاحبَه في رمضان كلما صادفَ مرورُه جانبَ مسجدٍ وقت الأذان، أو كان جاراً لبيتٍ من بيوت الله، فقد أضحت تلبيةُ نداءِ حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، أمانيّّ وأحلاما، وأصبحت مكبراتُ الصوتِ مدافعَ تدمي القلوبَ وتكسر النفوس، وأصبحَ الوقوفُ في صفوفٍ متراصةٍ لإقامةِ الصلاةِ من الذكريات، وبدأ الندمُ يتسللُ إلى أعماقِنا كلما تذكّرنا لحظةَ غفلةٍ عن خطبةِ جمعةٍ أو تململاً من إطالةِ خطيب.
وما يزيدُ في القلبِ الغصّة مجيءُ ليلةِ القدرِ على هذا النحو، فتمرُ الليلةُ بأسئلةٍ كثيرةٍ مختلفةٍ وقاسية؛ هل وفّينا رمضانَ حقة؟ هل تعرضنا لنفحاتٍ الله كما ينبغي؟ هل عشنا أجواء القيامِ والاستغفارِ والذكر كما كنّا في أشهرٍ رمضانيةٍ سابقة؟ أسئلةٌ مقارنِة لا شك أنّها بطعمِ المرارةِ والحسرة.
مخطئٌ من يظن أنّ العيد يأتي بعد رمضان، فرمضانُ هو العيدُ ذاتُه، فبهجةُ التنقلِ من مسجدٍ إلى آخر بحثاً عن أجمل القراءات وأعذب الأصوات لها طعمٌ آخر، وفرحةُ البحثِ عن أئمةٍ يقصّرون أحيانا أو أئمة يطيلون أحيانا أخرى ترسمُ على الوجهِ الابتسامة، وبهجة التسوقِ في ليالي رمضان بحثاً عن حذاءٍ يناسب قميصَ الولد المدلل أو “شنطة” تناسبُ “فستان” البنتِ الصغيرة الجديدَ لتكونَ بيتِ مالِ العيديات تؤكد أنّنا نعيشُ العيدَ في رمضان قبل انتهائِه، وما العيدُ إلا امتدادٌ لأيامِ رمضان.
حزينةٌ هي ذكرياتُ رمضان هذا العام، وكسيرةٌ هي النّفوس فيه، لكنّنا نرجو اللهَ سبحانه وتعالى أن يُعوضنا الأجرَ والثواب، فالقلبُ يهفو إلى صلاةِ المساجد، وإلى قرآنِ المساجد، وإلى اعتكافِ الليالي الأخيرة، ولكنّنا بلا حولٍ منّا أو قوة، وما يُسلي النفّسَ ويصبرُها أنّنا أمامَ ربٍ عظيمٍ كريمٍ يحبُ العفوَ فنسألُه أنْ يعفوَ عنّا.
كلُ يومٍ في رمضان وأنتم بخير