صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
المبدأ الذي لا أحيد عنه ، أنني لا أنتصر لعربي ضد عربي آخر ، لأن دماء العرب كلهم عزيزة على قلبي ، ويجب صيانتها والمحافظة عليها ، وهي مُحرَّمة ان تُسفك بيننا . لكن عندما يكون العربي عميلاً يُجاهر بعمالته لأحد أعداء العرب التاريخيين ، الذي تُصنَّف عدائيته بانها تكاد تكون جينية ، لا بل يُصنف لو صحّ ترتيب وتصنيف اعداء الأمة العربية بان الفرس المجوس هم العدو الثاني ، ولا يَبزّهم بالعدائية الا العدو الصهيوني المغتصب المحتل البغيض .
الحوثيون ، رغم عروبة دمهم ، الا انهم إرتموا بأحضان إيران ، واصبحوا أداة رخيصة تستغلهم إيران أبشع استغلال لمناكفة وتهديد العرب ، حتى انهم اصبحوا خنجراً ايرانياً في خاصرة الوطن العربي بعامته ، لان إيران لها أهدافاً عديدة ، ومطامع كبيرة في الوطن العربي . ومن اهدافها : تصدير الثورة كما اعلنها المقبور الخميني ، والتصق بها من خَلَفوه على مدى اكثر من أربعة عقود من الزمن ، يضاف الى ذلك أطماعها في العديد من الأقطار العربية أرضاً وخيرات ، كما تنشد تبعية تلك الاقطار اليها .
وحتى لا يعتقد أحداً ان العرب الأقحاح يتبادلون الكُره والحقد على ايران . أقول لهولاء لا والله ، ان العرب جميعهم يربدون كل الخير لإيران ، وليس لنا الا مطلباً واحداً وحيداً فقط وهو ان يتركوننا وشأننا ، ولدينا كل الاستعداد لان نفتح كل اسواقنا امام منتجاتهم ليعم الخير على الجميع . وعليه أجد انه من الضروري ان أُذكِّر كل عربي إنحرفت بوصلته عما ارتكبته ايران ضد العرب ، وبما اقترفت ضد العديد من الأقطار العربية اود ان أذكر بمايلي :— ١)) إيران تحتل عربستان العربية ، التي اغلب نفط ومياه وخيرات ايران منها ، ومع ذلك تُهمِّش ، وتُعطِّش العرب الأقحاح في عربستان ، لا بل وتعاملهم كمواطنين من الدرجة الثالثة . ٢)) إيران تحتل ثلاثة جزر عربية إماراتية هي ( طنب الصغرى ، وطنب الكبرى ، وابو موسى ) منذ عام ١٩٧١ . ٣)) ايران لا تُخفِ أطماعها في البحرين . ٤)) ولا تُخفِ أطماعها في الكويت . ٥)) ولا تُخفِ أطماعها في السعودية . ٦ )) ولم تكتفِ باحتلال الجزر الإماراتية بل تطمع في كل الإمارات . ٧)) إيران طمعت وحققت أطماعها في العراق ، والكل يعرف ما آلت اليه الأمور في العراق ، بعد إستشهاد القائد البطل صدام حسين ، قاهر العجم . ٨ ) إيران تسيطر ، لا بل تحكم أربعة عواصم عربية هي ( بغداد ، وصنعاء ، وبيروت ، ودمشق ) . وهذا ليس من بنات افكاري ، فقد اعلنها المقبور قاسم سليماني . ٩)) ثم هل تصدقوا العداء المصطنع بين العدو الصهيوني وايران !؟ لمن لا يعرف : الاستثمارات الصهيونية المباشرة في ايران ( ٣٣ ) مليار دولار ، اغلبها استثمارات حكومية وليست للقطاع الخاص الصهيوني . ١٠)) ما يزيد عن ( ٢٥٠ ) محطة تلفزيونية ، وإذاعية ، ومواقع الكترونية ايرانية تبث من الكيان الصهيوني موجهة للإضرار في الوطن العربي بعامته . ١١ )) لا أظن ان عربياً صادقاً نقي الانتماء لعروبته يمكن ان ينسى او يتناسى التحالف الامريكي الايراني لغزو العراق … الخ
عملاء ايران ، الحوثيون ، أطاحوا باستقرار المنطقة العربية برمتها ، وانهكت القدرات العربية ، وشتتت الهمم ، وضيعت البوصلة العربية التائهة أصلاً ، فزادت تيهها تيهاً ، وضعفها هواناً . وها هي اليوم تتجرأ وتقصف إمارات زايد الخير ، الذي عمت خيراته على اليمن كلها . ولمن لا يعرف فان الشيخ زايد العروبي الأبي قد أعاد بناء سد مأرب كاملاً ، الذي كلف مبالغ طائلة . ولو كان لدى الحوثيين ذرة من الانتماء لوطنهم اليمن على الأقل ، لما نسيوا ما قدم زايد الخير لليمن ، حتى يكافئوا الامارات بقصفها يوم امس !؟
العميل ، الذي يمتهن العمالة ، ضد أبناء جِلدته ، ويفتح ثغرة ، ويصنع فرصة ، لعدو أمته ليعيث فساداً في أقطار وطنه العربي ، من الاسهل عليه ان يحترف إضافة للعمالة ، نكران الجميل ، فاذا ارتضى ان يكون عميلاً ، هل يصعب عليه ان يكون ناكراً للجمائل وليس جميلاً واحداً !؟