فلسطينيو الداخل/ عمود ارتكاز مهم

9 فبراير 2021
فلسطينيو الداخل/ عمود ارتكاز مهم

صراحة نيوز – بقلم م سمير حباشنه

فلسطينيو الداخل/ عرب 48 هم من بقي على الأرض ،أثر مرحلة الإحتلال الأولى لفلسطين، والذين تعرضوا لبشاعة المحتل والطرق اللانسانية التي مورست ضدهم ،سعياً لطردهم من أرضهم وإجبارهم على الرحيل. فقد اُستخدمت بحقهم أساليب أكثر قساوة ولؤماً مما عملت النازيه باليهود.وبالتالي فأن معاناة عرب الداخل ،لا تقل ضراوه عن المعاناه التي واجهت اشقاءهم في اللجوء او النزوح او الشتات.
وإلى اليوم فأنهم وبأرادة وأصرار يحفرون مكانتهم المتجذرة في أرضهم ،بأظافرهم، في مواجهة مستمره مع دولة الإحتلال التي لا تتورع عن التنكيل بهم والتضييق عليهم . لكنهم أثبتوا أنهم الأقوى بل ويمثلون عمود ارتكاز للقضية الفلسطينية. مدافعون عن هويتهم العربية الفلسطينية،متشبثون بوطنهم بثبات وعزم قل مثيله.
هذا وبرغم ان عدد فلسطينيي الداخل حوالي “2” مليون ،وحوالي 20% من مجموع السكان، الا ان القوانين العنصرية لم تُبقي لهم من المساحة الكلية من الأرض الفلسطينيه أكثر من 6%، ومع ذلك فإنهم رقم صعب على كل الاصعده الاجتماعية والثقافية والعلمية والسياسية ،وهم اليوم اصحاب ثاني أكبر كتله للمعارضه في “الكنيست”. دون ان نغفل عن ذكر اسهاماتهم المهمه والمؤثره بإعلاء مكانة القضية الفلسطينية ،ونضالهم المستمر من اجل اقامة الدولة الفلسطينية المستقله وعاصمتها القدس .هذا منجهه،ومن جهة اخرى كفاحهم المستمر للتمتع بحقوق المواطنه الكاملة في وطنهم، في وجه سياسات الفصل العنصري “المقوننه” التي تمارس ضدهم ..
**********
فلسطينيو الداخل هم على ابواب انتخابات برلمانية وشيكه، وأخطر ما يواجهم احتمالية الانقسام والتشظي، بعد أن استطاعوا ولدورتين متتاليتين من ان يخوضوا الانتخابات في قائمة واحدة …وان يحققوا نتائج رائعه ذات تاثير ُيعتد به .
نسمع ومع الاسف من ان شبح الانقسام يهدد وحدتهم ،والحديث يدور عن خوض الانتخابات بثلاث قوائم. وهو الامر وان تم فلربما لن تصل اي من تلك القوائم الى اجتياز نسبة الحسم المطلوبه..فيفقدوا ماحققوه من مكتسبات سابقه.وهم بذلك يقدمون اغلى واثمن هديه للاحتلال ولقواه المتطرفه .
*****
كنا في الجمعية الأردنية للعلوم والثقافه وجمعية الشؤون الدولية الى جانب العديد من الشخصيات الأردنية والعربية قد توجهنا لاشقاءنا في الانتخابات الأخيرة والتي قبلها، بنداءآت مناشدة ، بان ينبذوا روح الانقسام والتفرد ،و خوض الانتخابات البرلمانية في اطار وحدوي ، وكنا ولهذه الغايه النبيله استضفنا رموزاً عديده من قيادات الداخل ومن كل الاتجاهات ،وربما اسهمت تلك الجهود في دفع الأشقاء نحو الوحده… وهو ما تم آنذاك، فقد نجحت اراده الوحدة وارتقى القاده الى مسؤولياتهم تجاه شعبهم وقضيتهم.
والآن نكرر النداء فنناشدهم بأن يضعوا خلافاتهم الثانوية جانباً، ويخوضوا الانتخابات بقائمه واحده، وفق أولويه لا تعلوها اية أولويه اخرى، ليس لمصلحة قضاياهم المطلبيه فحسب، بل ولمسار القضية الفلسطينية بشكل عام.بل ولمواجهة الهجمه العنصريه التي تزداد استعاراً في ظل القوانيين العنصريه التي تم اقرارها مؤخراً ،وفي مقدمتها قانون يهودية الدوله.
********
وبعد/ فلسطينيو الداخل، بهويتهم العربية الفلسطينية وبتأثيرهم المحلي والدولي، من حقهم على قياداتهم ان لا تخذلهم ,وأن لا تخذلنا أيضاً، وأن لا تنسهم عدوى ولعنة الإنقسام التي تسيطر على الأجواء العربية..
وعلى اي حال فان لهم ومن تجاربهم السابقه، خير دليل. ففي الوحدة كان النجاح من نصيبهم ،اما في الانقسام والتشرذم ،وانفصال القوى النشطة عن واقعها وعن المصلحة الوطنيه ،يكون الاخفاق والتراجع ..

والله ومصلحه فلسطين من وراء القصد

الاخبار العاجلة