صراحة نيوز – بقلم ناديا مصطفى الصمادي
اصابني نبأ وفاتك بداء الخرس
يا رائحة الماضي ….
يا صديق ايامي يا حناناً وحباً يغذي قلبي وشرياني
ابي امسكت يدك لاكتب بصفحة كفك ما لا اود ان يقرأه سواك.
رحيلك مزقني وبعثرني الى أبعد حدود الضياع.
انت السند والظهر والمتكأ والملجأ الذي استند عليه.
انت الأب والصديق والحبيب والأمان في وقت العصف.
انت الطبُ والطبيب فوجودك نعمة لا تقدر بثمن.
انت الأمان والعمود الفقري وروح الحياة و النبع الصافي
انت من كان يعاتبني سراً ويمدحني جهراً وفخراً ؛ اعشقك لأنك مصدر الثقة وقنديل ظلامي ونور أيامي.
ان تفقد الاب معناه أن تفقد المظلة التي تحميك من الشرور؛ و معناه أن تفقد أحد أعضائك ويعني أن عيناك لا تبصران جيداً؛ لذلك يبقي الأب أوفى حبيب لابنته ولو أحبها أهل الأرض قاطبة.
فقدان الاب إحساس لا يعرفه الا من ذاق طعمه وأكثر الأشياء وجعاً هو منزل بلا أب.
لطالما كان الموت موضوعًا صعبًا ، ونخشى جميعًا في ذلك اليوم الذي نفقد فيه أحد أفراد الاسرة.
جاءني ذلك اليوم منذ تسع سنوات ٢٠١١/٩/١٤ عندما تلقيت مكالمة تفيد بأن أعز ما في الوجود قد مات لقد كنت محطمة أعاني من حزن شديد. لقد فقدت قلبي ، ومرشدي.
ابي أسمك يرافقني في كل سجدة في كل دعوة.
توجد كلمات قليلة جدًا يمكن أن تخفف من مشاعر الفقد والحزن التي نشعر بها عندما نفقد شخصًا قريبًا منا. مع وفاة أحد الأحباء ، فإن الخسارة تجلب مشاعر الحزن العميق والوحدة العميقة القاتلة.
من الصعب للغاية أن ندرك أن ألاب والسند لن يكون موجودًا جسديًا في حياتنا اليومية ، ولكن من المهم أن ندرك أنه سيكون معنا دائمًا. إنه يعيش في قلوبنا وفي ذاكرتنا وفي تعاليمه سواء بالقول أو الفعل. هو قريب جدًا منا في الروح .
الموت هو الانفصال ، والحزن وهو القلق المطلق للانفصال.
اأبي كسرت قلبي إلى أشلاء عندما فقدتك.
فرحيلك أبي علمني أن الأرواح الجميلة حينما تذهب بلا عودة هي من تستحق الذكرى والاشتياق والدعاء فأسالك اللهم أن تسكنه جنتك فهو أغلى من فقدت وأسالك بكل أسم هو لك أن تنزل عليه ضياء في قبره وتؤنس وحشته.
فاللهم أجعل قبر أبي روضة من رياض الجنة وأفسح له في قبره مد بصره وثبته عند السؤال وأغفر له وأرحمه؛ اللهم أرحم روحا رحلت عن الدنيا وما زالت حية في قلبي ؛ رحم الله شيبات شعرك ورائحته وضحكاتك وكلماتك .
فسيظل أبي حبا أحكيه بدعائي دوما اللهم لا تحرم أبي من الجنة فهو لم يحرمني شيء في الدنيا.