صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان
من يعتقد ان ترامب بقراره نقل سفارة دولته الى القدس الغربية واعلانه ان القدس المحتلة ( عاصمة لليهود ) بانه قد فرض واقع حال فهو واهم ولا يتعدى نظره رأس أنفه الا اذا كان متيقنا ان المدعو ترامب هو الحاكم بأمره ويستطيع بشحطة قلم تغيير واقع الحال في أي مكان من العالم .
قرار ترمب ليس قرار شخصيا وليس كما يدور في أذهان البعض بأنه جاء انفاذا لوعد قطعه المعثور ترامب لناخبيه اليهود بل هو قرار اتخذته المؤسسة الأمريكية التي يربطها شراكة تاريخية مع المنظمات الصهيونية لتحقيق أحلام اليهود في اقامة دولتهم الكبرى المزعومة والذي لن يتحقق من وجهة نظرهم الا بضمان ابقاء اسرائيل دولة قوية قادرة على مواجهة أية مخاطر قد تواجهها فكان ان عملت على اشغال العالم العربي باسقاط نظام صدام وبربيعها المزعوم وما تبعه من انهيار لانظمة عربية أخرى فداعش وما يجري الان في المنطقة فيما اسرائيل تفرغت لمواصلة خططها التوسعية والتنكيل بالشعب الفلسطيني بغية تفريغ الأرض المحتلة استعدادا لخطوات اخرى على طريق تحقيق الحلم المزعوم باقامة الدولة اليهودية الكبرى … والعرب ما زالوا مقتنعين بمصداقية الولايات المتحدة الأمريكية .
وبالتالي هو قرار قطعي كشف نوايا الولايات المتحدة تجاه العرب والمسلمين والذين اشبعنا زعمائها المتعاقبين على قيادتها بعشرات المبادرات لاقامة سلام دائم في المنطقة التي ستظل ملتهبة فيما الحقيقة التي لم نستوعبها ولم ندقق في تفاصيلها نحن العرب انها كانت عبارة عن أبر مورفين للتهدئة ونهب مقدرات الأمة العربية والتي ختمها المعثور ترامب بنهبه مليارات الدولارات من زعماء المنطقة عن طيب خاطر ورضا .
القرار احادي ويخص الولايات المتحدة الأمريكية وحدها ومن المفروض الحالة هذه وبدلا من اشغال الشعوب العربية بحملات الاحتجاج وبيانات الشجب والتنديد والاستنكار التي يُصدرها المتاجرين بالقضية الفلسطينية ان يتوجه الصادقون مع انفسهم بقدسية استرداد الاراضي المغتصبة الى الضغط بالوسائل السلمية على حكوماتهم للتخلص من وصاية الولايات المتحدة الأمريكية وأية دولة تدور في فلكها والذي بتقديري سيكون بمثابة الخطوة الأولى لتحرير ارادة الشعوب العربية والاسلامية وبناء عهد جديد لا يقوم على التبعية .