صراحة نيوز – بقلم يوسف محمد ضمرة
“قوموا بالاستثمار في الأردن كما فعلت أنا”. هذه كانت كلمات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، خلال الجلسة الافتتاحية التي جاءت بعد كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي أمس.
ولم تكن كلماته مجاملة، وإنما من واقع خبرته خلال عمله في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وفي ذلك الحين، بُذل جهد للمفاضلة بين الدول لإنشاء مركز لمحو الأمية الرقمية، وخلصت نتائج الدراسات الى وضع المملكة في الصدارة.
في حديثه المطول، كان غوتيريس مؤمناً بكل تفصيل في شهادته بحق الأردن وكفاءاته الوطنية واستحقاق مكانته كمركز دولي في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. ويجب توظيف كلماته بطريقة إبداعية وترويج الأردن كنقطة جذب مستحقة للاستثمارات، خاصة وأن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من بين القطاعات التي يُعوَّل عليها في تحريك معدلات النمو الاقتصادي صعوداً.
وما طرحه غوتيريس يؤكده وجود نحو 27 شركة أردنية من بين 100 شركة ريادية اختارها المنتدى الاقتصادي للمساهمة في الثورة الصناعية الرابعة في المنطقة. وينبغي البناء على هذا الواقع المشجع في المرحلة المقبلة. في ظل الانفتاح في قطاع الخدمات وتكنولوجيا المعلومات، يجب تنشيط جذب الاستثمارات وتعظيم منفعة الاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل في هذا القطاع للشباب، وتحقيق العوائد المالية التي تعود بالنفع على مستوياتهم المعيشية.
لقد تمكنت الشركات الأردنية التي تم اختيارها من تطويع التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في إطار عملية التحول الرقمي والانضمام إلى المسيرة نحو الثورة الصناعية الرابعة. ويُفترض أن تسهم هذه المشاركة في زيادة الناتج المحلي الإجمالي للدول التي تستطيع أن تغير من أنماطها الاقتصادية بما يتفق مع متطلبات الحداثة.
ينطوي انعقاد المنتدى للمرة العاشرة في منطقة البحر الميت على العديد من الدلالات. وهو يعبر عن الاحترام الكبير الذي يكنه المجتمع الدولي لقيادة هذا البلد. ويأتي المؤتمر بعد فترة وجيزة من مبادرة لندن التي تضامن فيها المجتمع الدولي مع الأردن وما تحمله من معاناة كبيرة نتيجة الأوضاع في الإقليم، وتدفق اللاجئين السوريين. وقد رتب ذلك على الأردن أعباء أثقلت كاهل الخزينة العامة وانعكست على المواطنين نتيجة تحمل تبعات الإصلاح الاقتصادي منذ اندلاع الربيع العربي في 2011.
لكن الأردن يسير بخطى ثابتة في اتجاه تجاوز الأزمة، ويقدم للعالم صورة مشرقة للتكيف والمرونة. وهو يعرض جدية في الإصلاح وينفذ حزمة كبيرة من الإصلاحات. ومن لندن إلى المنتدى، يتطلع البلد إلى تحسين في معدلات النمو وجذب الاستثمار، وترويج إمكانياته. ونأمل أن ينعكس الجهد في تعظيم المنفعة، وتحويل التحديات إلى فرص حقيقية نحو النمو المستدام.